وصية الشهيد المجاهد: منير عيسى محمد وشاحي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38-39]

إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور حكامنا وسيئات رؤسائنا، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم. وبعد:

إخوتي في جنين ومخيمها الصامد: إنني في هذه اللحظات الكريمة وأنتم تقرؤون هذه الأسطر أكون بإذن الله قد أصبحت شهيدًا، مضحيًا بدمي رخيصًا في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، ولتحرير فلسطين الحزينة من دنس الآثمين.

وإنني وفي هذه اللحظات أوصيكم ونفسي بالصلاة وتقوى الله العظيم وطاعته، واتباع كتابه الكريم، وعدم مخالفته وعصيان أمره. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ*وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 102-103]

أحبائي: كونوا صفًا واحدًا في وجه الاحتلال، كونوا يدًا واحدة تضربه ضربات موجعة في كل مكان كتلك التي يتلقاها في كل عملية استشهادية بطولية، كونوا وحدة واحدة لا تمييز بينكم، حتى نبقى على درب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والوطن، وحتى نسترد أرضنا وكرامتنا وعزتنا لنعيش بعدها بأمن وأمان بإذن الله تعالى.

إلى إخوتي المجاهدين: أدعوكم إلى مواصلة جهادكم ونضالكم غير متجاهلين تقوى الله العظيم، فأكثروا من ذكر الله دائمًا وخصوصًا في القتال، فإن الله يكون معكم دائمًا ولا ينساكم، فلا تخافوا من جمعهم وعتادهم فكلهم دونكم في الشجاعة والإقدام، فقاتلوهم دون أدنى خوف وكونوا كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 173-174]

وأخيرًا إلى كل من يعرفني: أتمنى أن تسامحوني، وأن لا تحزنوا على فراقي أو استشهادي، وافرحوا؛ لأن هذا ما كنت أتمناه، وأدعو الله لي فأنا الآن أعيش حياة جديدة عند رب العباد الواحد القهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

منير عيسى وشاحي