وصية الشهيد المجاهد: رائد أحمد محمود عجاج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام, الحمد لله الذي جعلنا على هذه الأرض المباركة, والحمد لله الذي شرفنا بالجهاد, والحمد لله الذي فتح أبواب الجنة للمجاهدين, والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم قائد الجند المجاهدين الغر الميامين.

أنا أخوكم الشهيد الحي: (رائد أحمد محمود عجاج) ابن فلسطين، ابن الإسلام العظيم, ابن (السرايا) المجاهدين, وابن صيدا قلب فلسطين. أقدم نفسي وروحي وجسدي فداء للإسلام العظيم، وفداء لتراب الوطن الغالي, لأدافع عن كرامة هذه الأمة ولرفع راية الحق والدفاع عن مقدساتنا.

أبي الغالي، أمي الحنونة: أعلم أن الفراق صعب، ولكن ما نقاتل ونجاهد من أجله هو أكبر وأغلى من النفس. لذا فلا تحزنوا على فراقي، واصبروا، واحتسبوني شهيدًا عند الله، فأنتم كنتم دائما تحثوني على محبة الوطن, والدفاع عن المظلوم, وأذكر من صغري وأنتم تحثونني على الصلاة ومحبة الناس, فالآن افتخروا بي وزفوني شهيدًا إلى الحور العين, فلا تحزنوا على فراقي؛ لأنني لم أمت بل حي بإذن الله.

أماه: استحلفك بالله بأن تكوني صابرة، وأن لا تبكي واحمدي الله واسترجعي، وسامحيني وادعي لي الله أن يتقبلني شهيدا.

أخواني، وأخواتي الأحبة: أنتم من وجدت فيكم معنى المحبة والوفاء والأخوة، وكنتم دائمًا الدرع الواقي الذي احتمي به فلا تحزنوا عليَّ، وادعوا لي الله بأن يتقبلني شهيدًا. وأوصيكم بالمحافظة على الصلاة، والسير على نهج رسول الله.

أبنائي وزوجتي الأحبة: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على فراقكم، ولكن تراب الوطن غالٍ والدفاع عن راية الحق أغلى، فلا تحزنوا عليَّ وكونوا أبناء وفيين ومخلصين لهذا الدين ومحبين للوطن. واعلموا يا أبنائي أنني دائمًا معكم، وفي كل مناسباتكم أدعو الله بأن يرعاكم ويحفظكم من كل شر.

أبناء (السرايا) الأبطال: أيها المجاهدون الأحباب, أيها المرابطون على هذه الأرض المقدسة, يا أحفاد (الشقاقي) و(القعقاع), يا أخوة الشهداء والأسرى, لقد سطرتم معنى الإخلاص والوفاء لهذا الدين العظيم ولهذه الحركة الربانية, فسيروا على العهد والوفاء.

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 200]

"قليل من العناد والصبر ينفلق الصخر, والذي ينتظرنا ليس هو الموت؛ بل الشهادة أو النصر"(*).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

رائد أحمد عجاج

 


(*) من كلمات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.