وصية الشهيد المجاهد: عمار عبد ربه محمد شهاب

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد:

هذه وصيتي أنا العابد لله رب العالمين، الجندي في سبيل الله (عمار عبد ربه شهاب) المكنى حركيًا "أبا ياسر". أرجو من والدي وإخوتي وأحبابي تطبيقها والأخذ بها.

في البداية أحمد الله على كرمه لي بأن جعلني مسلمًا مجاهدًا في سبيله، فالجهاد في سبيل الله فريضة على كل مسلم كالصلاة والصوم وباقي الفرائض، فلا يعقل أن نأخذ الفرائض السهلة والتي لا يوجد فيها مشقة ولا تعب ونترك أمور أخرى، بحجج وذرائع فارغة يزينها الشيطان الرجيم، والتمسك بهذه الدنيا الفانية، والتي لو كانت تعدل جناح بعوضة عند الله ما سقى منها كافرًا شربة ماء، فالجهاد في سبيل الله كما ورد في كتاب الله والأحاديث الشريفة أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله، وإن الجهاد سياحة هذه الأمة، وسياحة هذه الدنيا، وأن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وأن المجاهد خير الناس وأكرمهم عند الله. إن المجاهد أفضل ممن يقوم الليل، ويصوم النهار، وإن المجاهد في سبيل الله يرفع مائة درجة، وأن المجاهد في ضمان الله وكفالته، وأمور كثيرة خص الله بها المجاهدين، وجعلهم شفعًا لسبعين من أهلهم، وأعطاهم خصالًا لم تعط لغيرهم، وهل يعقل أن أترك هذا التكريم الإلهي وعلو المنزلة في الآخرة مقابل دنيا فانية كلها متاعب وحتى نعيمها ناقص؟!

أهلي، إخوتي، أحبابي: امضوا على هذا الطريق، فلا طريق سواها، طريق الجنة وطريق الشهادة، امضوا لتطبيق حكم الله وشريعته.

أهلي، إخوتي، أحبابي: عندما يرزقني ربي الشهادة، ويكرمني بها في سبيله، فلا تبكوا ولا تحزنوا، فأنا فزت ورب الكعبة وهو القائل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]، فأنا فزت ورب الكعبة، أنا الآن شهيد في سبيل الله، فافرحوا وابتهجوا، لأني فزت ونجحت الحمد لله نلت ما تمنيت.

والدي، والدتي، إخوتي، أخواتي، أحبابي، أصدقائي، كل من عرفني: اصبروا، وصابروا، وتمسكوا بحبل الله جميعًا، وبإذن الله سأشفع لكم عند الرحمن الرحيم، وسيكون اللقاء في الجنة في الفردوس الأعلى، وحافظوا على الصلاة، وقراءة القرآن وصيام النوافل، والإخلاص بالنية.

إخوتي أبناء الإسلام العظيم: لا تركنوا إلى الدنيا ولا تلتهوا بشهواتها، ولا تأمنوا أذناب اليهود، واحذروا الخدعة التي يريدون بها التفريط بعقيدتنا، ومقدساتنا باسم السلام والهدنة، وكونوا إخوانًاح، واحذروا الخلافات، فيد الله مع الجماعة.

والدتي الحبيبة، والدي الغالي، إخوتي، أخواتي: يا أعز الناس إلى قلبي، إن الحياة فانية، وإن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل حياة وخير من أي حياة، والله إنها لبئس حياة يتحكم فيها الطغاة والمستكبرون، والله إنها الشهادة لا تنتهي في ليلة، ولا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدًا أو شريدًا، فلا تهنوا ولا تحزنوا لفراقي، فإذا كان هذا الطريق فراقًا إلى جوار ملك الملوك فإنه خير فراق، والله إني أكتب وصيتي هذه والعين تدمع لما عليه حال الأمة الإسلامية وواقع الأمة العربية الحزين، فذاك يغتاب، وذلك عاق لوالديه، وهذا يتاجر بالأرض والآخر يتاجر بالعرض، وآخر يتاجر بدماء الشهداء والمسلمين ولا يهمهم دين ولا وطن.

وأخيرًا وليس بآخر: أقول لكل من عرفني أن يسامحني، و يدعو الله لي بأن يرزقني الجنة، وإني مسامح لكل من أخطأ في حقي يومًا، والحمد لله رب العالمين. اللهم خذ من دمي حتى ترضى، اللهم خذ من دمي حتى ترضى، اللهم خذ من دمي حتى ترضى. اللهم ارزقني الشهادة، واجعلني شفيعًا لسبعين من أهلي، واجعلني شفيعًا لكن من عرفني، اللهم اجعل جسدي في حواصل طير خضر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

عمار عبد ربه شهاب