وصية الشهيد المجاهد: كمال عبد الناصر محمد رجب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأنار قلوبنا بالقرآن، وجعلنا من خير أتباع الأنام، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقائد المجاهدين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، فنصرهم الله ونصر بهم الدين، وعلى من اهتدى بهديهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين.

يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

وقال تعالى: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 41]

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [صحيح مسلم]، والقائل: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض). [صحيح البخاري]

تحية طيبة وبعد:

أنا أخوكم في الله الشهيد الحي: (كمال عبد الناصر رجب) "18 عام" ابن الجهاز العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) والذي التحقت به منذ 15/5/2001.

إخواني الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا أبي ويا أمي، يا أعز الناس إلى قلبي، يا إخواني ويا أصحابي: إن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل حياة، وخير حياة، والله لبئس حياة يتحكم بها الطغاة والمستكبرون، والله إنها لشهادة لا تنتهي في ساعة، ولا تنتهي في ليلة، ولا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدًا أو شريدًا.

لقد اخترت هذا الطريق الإيماني العميق، بهذا الطريق، طريق الجنة إن شاء الله ، طريق مرضاة ربي وأساله سبحانه وتعالى أن يتقبلني شهيدًا ، ولا تهنوا ولا تحزنوا على فراقي ، فإذا كان الفراق إلى جوار ملك الملوك فإنه خير فراق .

إلى أبي، وأمي، وإخواني، وأخواتي، وأقربائي، وعائلتي: أن تصلحوا ذات البين.

وإلى أبناء شعبي المرابط وأبناء الإسلام: أوصيكم باتباع منهج القرآن الكريم، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا خير ولا نجاة من نار الله وعذاب الله إلا بالسير وراء هذا المنهج الرباني، الذي يريح البال والحال. أوصيكم بعدم ترك صلاة الفجر والصلوات كلها؛ لأن ترك هذا الفرض لهو مصيبة من أكبر المصائب، إن تركها يخلفه نار جهنم، نار شديدة الحر، والله إننا لا نقوى على حر نار جهنم، فلا تحرموا أنفسكم رضى الله وجنته.

أعلم أن الفراق صعب، ولكن الجنة تطلبنا أن هبوا، والأقصى يشكو ظلم الظالمين وينادينا أيضًا.

إخواني الأفاضل: وأنا أكتب هذه الكلمات قبل لقائي الله عز وجل، أقول لكم: أن اثبتوا على هذا الدين العظيم، وأدوا فرائضه على أكمل وجه، وابحثوا عن معرفة الله، واعبدوا الله كأنكم ترونه وابتعدوا عن أي شيء يغضب الله، ولا تغرنكم الحياة الدنيا وزينتها كما أغوتنا، فالدنيا دار ممر وليست دار مقر، ابتعدوا عن الغيبة والنميمة والفتن والحقد.

إلى شعبنا المرابط: عليكم بالثبات والصبر والصمود، وكونوا صفوفًا متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا كونوا، قوامين على الحق الناطقين به.

وأقول لمن تولى عن السعي إلى الشهادة: إن لم نضحِ أنا وأنت فمن يضحي؟ علينا أن نستعد للتضحيات، والله يختار من يشاء. وأتقدم بهذا العمل الجهادي ابتغاء لمرضاة الله جل في علاه ثم الواجب المقدس الذي يسكن قلوبنا اتجاه فلسطين وهي تنتهك مقدساتها، ويقتل أبناؤها شهيدًا تلو الشهيد على يد أبناء القردة والخنازير ومن خلفهم الشيطان الأكبر أمريكا.

وأيضًا أتقدم انتقامًا لأرواح شهداء مجزرة جباليا الثورة والصمود، وباقي مخيمات فلسطين الصمود. وإنني في هذا العمل الجهادي أؤكد إلى كل المخلصين الأطهار من أبناء هذه الأمة الإسلامية أن الدم قانون المرحلة، وأن الأمم التي ترهب رؤية الدماء أمم لا تنهض، وأن دمنا المسفوح في فلسطين ليل نهار سيبقى لعنة تطارد كل الحيارى والمتخاذلين من طوابير أنظمة الردة والعار التي رضيت على نفسها الذل والهوان.

وإلى قادة الشرذمة الصهيونية العفنة: وعلى رأسهم العفن شارون اللعين، نقول بأن قوافل المجاهدين من أبناء فلسطين تنتظر اللقاء المنتظر شوقًا وحنينًا، كي يعلم هذا الكيان العبري المسخ أن لغة العنف هي اللغة الفصحى التي نتكلم بها مع هذا الاحتلال الجاثم على صدورنا، ونقول لهذا السفاح اللعين شارون الذي عشق رؤية الدم الفلسطيني والأشلاء المتناثرة في أرجاء هذا الوطن المستباح نقول: والله لنأتينك بجنود لا قبل لك بها ولا لخنازيرك، وأن نجعل في كل شارع من مستوطناتكم مأتمًا، وفي كل بيت عزاءً وعويلًا دفاعًا عن المظلومين والمقهورين من أطفال وشباب ونساء وشيوخ هذا الوطن الفقير.

وفي كلمة أخيرة: أوجهها للأحبة أبناء المساجد، وأخص بالذكر مسجد الشيخ (سليم أبو مسلم)، ومسجد الشهيد (عز الدين القسام)، ومسجد (أولي العزم)، ومسجد الاستشهاديين مسجد (الخلفاء الراشدين)، ومسجد (التقوى)، ومسجد (التوبة) أوصيكم أن تحافظوا على إخوّتكم، ومحبتكم وأن تكونوا المثل الأسمى للناس كافة، بالأخلاق السامية والتزامكم بصلاة الفجر وقيام الليل وزيارة الشهداء.

وأبشر أمي وأبي وأحبتي: وقبل كل شيء شكرًا لله على أن أكرمني بأن شاركت مع الأخ الشهيد (محمود المقيد) في تنفيذ عملية الاقتحام عند حاجز "إيريز" المنطقة الصناعية، والتي قتل فيها خنزيران وأصيب اثنان إصابات خطرة حسب إدعاءات العدو، وأيضًا شاركت في تنفيذ عملية اقتحام الموقع العسكري في مستوطنة "كفار داروم" مع السرية الخاصة مع أخي الشهيد القائد (منير أبو موسى) باشتباك مسلح، وأصيب في تلك العملية أكثر من ستة خنازير صهاينة من جيش العدو وقتل ثلاثة آخرون حسب إدعاءات العدو، ومرة أخرى شكرًا لله عز وجل على هذا الفضل.

وختامًا إلى والدتي الحبيبة، وإلى أبي الغالي، وإخوتي وأخواتي جميعًا: والله إن فراقكم صعب، ولكن لقاء الله أحب إليّ، فسامحوني إن أخطأت مع أحد منكم، فإني سامحتكم جميعًا واذكروني في دعائكم عسى الله أن يجمعنا وإياكم مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

كمال عبد الناصر رجب