وصية الشهيد المجاهد: محمد فيصل نعيم السكسك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 41]

أمي الغالية، أهلي وأحبابي، يا عشاق الشهادة والخلود: أي فضل كفضل الشهادة، والله جل جلاله يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، وصدق قائد المجاهدين حين قال: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [صحيح مسلم]، والقائل: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ). [جامع الترمذي]

أمي الغالية: سامحيني يا حبيبتي ومهجة قلبي، و(أماه) لا تحزني عليَّ بل افرحي. (أماه) إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكتمل أمنيتي وأنا أُزف عريسًا إلى الحور العين دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيدا في سبيله ومن أجل رفع رايته وأن أكون بجوارك أنت و(أبي) إن شاء الحنان المنان. وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد والشكر لله والاسترجاع ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156-157]، وأن توزعي الحلوى والشراب على روحي، وأرجو منك أن لا تنسيني من دعائك ولا تبكي عليّ، ولكن زغردي فهذا عرس ابنك.

أما أنتم يا إخوتي ويا أخواتي: سامحوني عما فعلت معكم، فلكم في جسدي موضع القلب. أقول لكم لا تحزنوا على فراقي، فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن، أرجو منكم أن تكونوا عونًا لـ(أمي) ولا تقصروا فيها، وكونوا من الصابرين المحتسبين، واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض، ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين. وصيتي أن ترشدوا أولادي إلى المسجد وحلقات دروس حفظ القرآن، وأن تعلموهم حب الله ورسوله، وحب الجهاد والاستشهاد.

يا أصدقائي وأحبائي: وخاصة شيوخ وشباب وأشبال مسجد (الخنساء)، والله لا طعم للحياة بدون جهاد، ولا فوز إلا بالثبات والمراجعة ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 142]

يا إخوتي: يا من أبيتم إلا أن تسيروا على درب العزة والكرامة، أحبائي حافظوا على عهدكم واثبتوا على طريقكم ولا تأبهوا بمن خذلكم، لا تتركوا علم الجهاد، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلت.

رسالة إلى أبناء شعبي: أوصيكم بالوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة وأن تكونوا على قلب رجل واحد، وأن توجهوا رصاصكم نحو العدو فلا يقتل بعضكم بعضًا.

إلى إخوتي في (سرايا القدس)، و(كتائب الأقصى) و(كتائب القسام): وجهوا بنادقكم نحو العدو ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 103]

وفي الختام: لا أقول لكم وداعًا، ولكن أقول لكم إلى الملتقى بإذن الله في الفردوس الأعلى، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وسبحانك ربي رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد فيصل السكسك