وصية الشهيد المجاهد: أحمد حسني عبد العال البلعاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم [العنكبوت: 69]

﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ﴾ صدق الله العظيم [البقرة: 154]

لأننا منتدبون عن هذه الأمة للجهاد في أرض مسرى الأنبياء وأرض الصراع الكوني كما قال الشهيد الدكتور (فتحي الشقاقي) "أبا إبراهيم"، واستكمالاً لما بدأه سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وسيرًا على خطاه، أهدي نفسي إلى الله ليذل بها أعداء الله قتلة الأنبياء والمرسلين ولأكون أحد جنود الحق في زمن الذل، وليكون دمنا إحياءً وبعثًا لهذه الأمة الإسلامية، ولأكون أحد جنود (سرايا القدس) الذراع العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين).

أوصيكم ونفسي بطاعة الله والتزام أمره واجتناب نواهيه، ولنكون للحق جنودًا، وللباطل أعداء.

إلى أهل حيي الكرام: أرجو أن تسامحوني على ما أخطأت في حقكم، وأن لا تنسوني من دعائكم كما قال الشهيد القائد (بشير الدبش): "أن تتذكروا دائمًا دمنا"، ودماء شهداء حينا الكرام (أحمد أبو سلمية)، و(نائل ويوسف وعمار عمر)، و(محمد مطر)، و(يوسف أبو المعزة) و(عبد الرحمن أبو شنب) و(أكرم عقيلان).

أصدقائي الكرام: أوصيكم أن تواصلوا نهجنا الذي بدأناه معًا، شعارنا الذي أقسمنا أن نخطه بأشلائنا وبدمائنا أن نرفع لواء الإسلام عاليًا، شامخًا شموخ الأسود، راسخًا رسوخ الجبال بدمائنا وأشلائنا.

إلى أهلي الكرام: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ صدق الله العظيم [المزمل: 20] . أملي أن يتقبلني الله عنده من الشهداء، فهذا ما أردت أنا تقديمه لله عز وجل، وأرجو أن تكونوا قد أعتقتموني لوجه الله عز وجل كما كانت تقول لي (أمي).

أبي الحبيب: أعلم حبك لي وحرصك علي وعلى أسرتك، ولكن كان نداء الجهاد وحبي للقاء الله، ولدين الإسلام الذي ربيتني عليه وعلى تعاليمه أعظم من حبي لهذه الدنيا العفنة.

إخوتي وأخواتي الأعزاء: سامحوني على ما قد فعلته بكم، أوصيكم بالصلاة ثم الصلاة ثم الصلاة، وفي النهاية أرجوكم لا تبكوا علي فأنا لم أفارقكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

أحمد حسني البلعاوي