وصية الشهيد المجاهد: بشير عبد الكريم محمود الدبش

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين. وبعد:

الإخوة المجاهدون على أرض فلسطين المباركة: يا أيها الذين قال عنهم المولى عز وجل في كتابه العزيز: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم. [الأحزاب: 23]، أيها المنتظرون على طريق الشهادة والشهداء حياكم الله وأنتم تقبضون على دينكم وعلى أرضكم، وتدفعون من دمكم وعذاباتكم ثمنًا لهذا الانتماء، لهذا الدين، ولهذا الوطن المقدس المبارك.

أوصيكم إخواني: قبل كل شيء بتقوى الله والعمل على إرضائه، والبعد عن إغضابه. أوصيكم بأن تكونوا يدًا واحدة على قلب رجل واحد، واعلموا أن هذه الحياة الدنيا لهو ولعب، فلا تجعلوها غايتكم، ولا تتنافسوا على شيء زائل، واعملوا ليوم تشخص فيه الأبصار، وجهزوا أنفسكم للوقوف أمام الجبار. اعملوا على أن تستحقوا رحمة العزيز الغفار، واعملوا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدُّنْيَا جِيفَةٌ ، وَطُلابُهَا كِلابٌ). [موضوعات الصغاني]

الإخوة المجاهدون: يا أبناء الإسلام العظيم اعلموا أن جهادنا وقتالنا هذا هو من أجل إرضاء الله عز وجل، وتحقيقًا لأوامره بالدفاع عن ديننا وأوطاننا. لذا عليكم أن تستمروا في طريقكم هذا، عليكم أن تواصلوا توجيه الضربات لأعداء الله، قولوا لهم إن القتل والاغتيال والمجازر لا يمكن أن تثنينا عن مواصلة الطريق، ولا تحزنوا إن غادركم الشهداء، ولا تحبطوا إن كثر العدو عليكم بالعدد والعتاد، وكونوا دائمًا على ثقة بأن الله معكم. المهم أن تحققوا شروط وقوفه معكم، اصبروا وصابروا وكونوا عبادا لله متحابين، إخوة في الله ولا تجعلوا للدنيا نصيبًا في حياتكم، ولا تتركوا للشيطان مكانًا بينكم. هذه الأرض وهذا الدين أمانة بأعناقكم، دموع الأمهات والأرامل وابتسامات الأطفال التي اغتصبها المحتل من بين شفاههم، ولوعة فراق الأحبة، كل ذلك أنتم مسئولون عنه. لذا لا تنام الطلقة في بيتها ولا يجوز أن يغمد السيف، ولا لون اليوم إلا الأحمر القاني وليس لهم عندنا إلا القتل، سددوا ضرباتكم، وارفعوا قبضاتكم في وجه الباطل، وأعلنوها بدمكم بأشلائكم: إن هذه الأرض أرضنا، وإن فلسطين كل فلسطين لنا، ولا مكان للمحتل فيها.

وأخيرًا إخوتي ورفاق دربي يا أبناء (السرايا) وجندها، وقادتها، وعناصرها: سامحونا إن كنا قصرنا أو أخطأنا في حق أحد، وتذكروا دومًا دمنا وتذكروا مشاهد المجازر والخراب التي يمارسها المحتل ضد شعبنا، واجعلوها وقودًا وزادًا لمواصلة الدرب والطريق، وأكرر هنا لا تجعلوا للدنيا مكانًا في قلوبكم، ولا تتنافسوا إلا في المعارك والشهادة، لا تبحثوا عن مناصب وأموال هي إلى زوال، واتركوا الدنيا لطالبيها، وفقط كما علمناكم لا نجد أنفسنا إلا في غبار المعارك، وفي أحضان الأحزمة الناسفة، وفي اقتحام المستوطنات. لا نجد أنفسنا إلا ونحن نحتضن البندقية، أو اللغم والقنبلة، هذا مكاننا وهذا سبيلنا إلى جنان الله.

وقبل الوداع: أوصيكم بهذا الخيار المبارك، حافظوا على طهارته وقداسته، إلى اللقاء بإذن الله في الجنان، مع الأنبياء والصديقين والشهداء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

بشير عبد الكريم الدبش