وصية الشهيد المجاهد: شمس عمر خميس عمر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيد الخلق أجمعين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين. يقول تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص:5-6]

من وحي هذه الآية الكريمة ننطلق، آيات الاستضعاف والتمكين الإلهي.. أكتب هذه الكلمات بمداد من دم لعلها تكون منارًا يضيء لنا الطريق نحو التمكين الإلهي بإذنه عز وجل، أكتب هذه الكلمات ونحن في أشد حلقات الظلم والهوان ولكن هيهات منا الذلة.

أقدم إليكم وصيتي التي ربما تعجز الكلمات والحروف عن أن تصف ما يدور في وجداني، أكتب وصيتي لعلها تكون فاتحة طريق الشهادة على درب من سبقونا من الشهداء والأكرم منا جميعًا.

أوجه كلماتي في عدة رسائل مختصرة:

أولها: إلى أمي، وأبي وإخوتي الأحبة: لا تحزنوا على فراقي، أعلم أن الفراق صعب، ولكن فراقي هذا الذي تهون به الصعاب ويكون أجره مقعد صدق عند مليك مقتدر، نورًا إلهيًا يفيض على الشهداء، فاصبروا وصابروا واحتسبوا ابنكم عند الله، جزيل الأجر وعظيم المقام.

ثانيًا: إخواني المجاهدين: أوصيكم بأن سيروا على درب ذات الشوكة، طريق الجهاد والمقاومة الذي به عزنا وعز أمتنا، فأنتم جدار الأمة الأخير ودرعها الحصين.

ثالثًا: أوجه هذه الرسالة إلى أعداء الله اليهود أحفاد القردة والخنازير: بأن تهديداتهم بالاجتياحات والاغتيالات لن تثنينا عن مواصلة هذه الطريق فأي موت وأي قتل الذي تهددونا به ورب العزة يقول: "﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]. ولسان حالي يقول كما قال زين العابدين: (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله شهادة).

رابعًا: أوجه هذه الرسالة إلى من سبقونا على درب الشهادة والجنان: من سبقونا إلى الفردوس الأعلى وينعمون بجزيل ثواب المولى عز وجل ولقاء الأحبة محمد وصحبه، وأتذكر في هذا المقام أخي رفيق دربي الشهيد المجاهد (عثمان أبو حجر) وأخي الشهيد المجاهد (سمير عمر)، فكرمًا من الله وفضله انتظرونا لعل كلام الله عز وجل يصدق فينا بقوله: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم. [الأحزاب: 23]

نسأل الله رب العزة القدير أن يرزقنا الشهادة في سبيله، صادقين مخلصين، وأن يكرمنا في الفردوس الأعلى وبصحبة رسول الله، وآله وصحبه من سبقونا إلى الله في الشهادة والرضوان. وبارك الله فيكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

شمس عمر خميس عمر