وصية الشهيد المجاهد: عثمان أحمد محمد أبو حجر

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ*سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ*وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ صدق الله العظيم. [محمد: 4-7]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد:

يا أهلنا الأعزة الكرام: أيها الصامدون المرابطون على أرض فلسطين المباركة، إننا ونحن نستعد للقاء الله عز وجل والرحيل عن هذه الدنيا، ومفارقة الأهل والأحبة لأجل هدف أسمى وأجل، وهو الدفاع عن ديننا وعن أرضنا وعن كرامة شعبنا، استمرارًا لمسيرة الشهادة والشهداء الذين سبقونا، ونحن كلنا إيمان ويقين بأن هذه المسيرة هي طريق التحرير والعزة والكرامة لشعبنا وأمتنا، فالنصر يولد من رحم الشهادة والتضحيات، والبذل والعطاء. ولا مجال للكلمات الفارغة والمفاوضات العبثية أن تحقق شيئًا مما تصبوا إليه من هذه المفاوضات الهزيلة، وأثبتت دائمًا أنها تضيع المزيد من وقت شعبنا وطاقاته، وتشكل جسرًا لتحقيق مآرب الباحثين عن الحياة الدنيا وحطامها على حساب الإسلام والأمة. وهذا العالم الصامت الظالم الداعم للعدو الصهيوني، والراعي للمفاوضات في آن واحد، يقف متفرجًا على قتل نسائنا وأطفالنا دون أن ينطق ولو كلمة واحدة نصرة لهم. فأي رجاء من هذه المفاوضات من هذا العالم الذي يقوده الشيطان الأكبر أمريكا، رمز الظلم والقهر والاستبداد والقتل في هذا العصر؟!

فأنا الاستشهادي الحي بإذن الله تعالى: (عثمان أحمد محمد أبو حجر) "أبو خميس" ابن (سرايا القدس).

يا أهلنا الأعزة الكرام: إن طريق الشهادة والشهداء هي الضامن الأساسي لوحدة شعبنا تحت ظل لواء المقاومة والجهاد؛ لأنها مسيرة الصدق والعطاء والتضحية والإيثار والتكاتف التي لا تعرف معنى الغنيمة، سوى الجنة ومرضاة الله. ولا تعرف معنى الخذلان للحق والأنانية والاستبداد وحب الذات والظلم.

يا أهلنا الأعزة الكرام: إننا نتقدم الآن بدمائنا، وأرواحنا، وأشلائنا، ونحن كلنا أمل ويقين بأن نصر الله قريب جدًا، وأن أمتنا الإسلامية على موعد مع الفتح القريب لبيت المقدس، الذي سيتحرر بفضل الله تبارك وتعالى، بالأيدي المتوضئة، بالرجال الذين صنعهم الله علي يديه، وها هي بشائر النصر قد بدأت من خلال الثبات وصمود وانتصار المجاهدين على العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، لذلك فإننا ندعوكم لمزيد من الصبر والثبات ولا تهنوا ولا تحزنوا أو تستكينوا أو تخضعوا لعدوكم، فإن النصر صبر ساعة، وإن معاناتكم هذه سوف تزول بإذن الله وسوف يبدل الله خوفكم أمنًا، ويستخلفكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم.

ندعوا الله تبارك وتعالى أن يحفظكم، ويحفظ جهادكم وتضحياتكم، وأن يجعل يوم عزكم ونصركم وتحرير أرضكم قريبًا إن شاء الله. ونسألكم العفو والدعاء لنا بنيل الشهادة في سبيل الله، والقبول عنده تبارك وتعالى. وإن شاء الله يكون لقائنا معكم في جنات نعيم عند مليك مقتدر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

عثمان أحمد أبو حجر