وصية الشهيد المجاهد: عماد أمين مكين أبو فنونة

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ومولانا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. الحمد لله الذي شرفنا بانتمائنا إلى هذا الإسلام العظيم، الحمد لله الذي أكرمنا أن نكون في هذه الأرض الطيبة فلسطين، أرض الرباط والاستشهاد. الحمد لله الذي أكرمنا بأن نكون من المجاهدين. أما بعد:

فيا إخواني: إنه عبر رجل الشهادة في سبيل الله، أنه شرف وعلو مكانة الشهداء عند ربهم، إنه حسن لقاء الله عز وجل والشوق إلى جنان الله التي وعد عباده المتقين، إنه صوت الدنيا والآخرة معًا، هو الذي كان دائمًا يرسم صورته في سكناتي وحركاتي، إنه حب لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبيين والملائكة وآل بيت رسول الله أجمعين، وصحابتهم الغر الميامين والشهداء أجمعين، إنها السيرة العطرة التي أخبرنا عنها نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم عن عظم مكانة الشهداء وما لهم من رضوان عند الله، إنه بر الوالدين بأن أكون شفيعًا لهم إن شاء الله عند الله.

والله يا إخواني: إن حبي للشهادة وطلبي لها إلى لله وحده، ما كانت تخلصًا من هذه الدنيا الفانية لأجل الدنيا، إنما محبة وطاعة للقاء الله عز وجل، محبة في رضوان الله عز وجل، فإنني والله يا إخواني إنني كلما سمعت شهيدًا أو عملية استشهادية ازداد حبي وازداد شوقي وغليان الدم في عروقي لألحق بهؤلاء الشهداء، فأسأله عز وجل أن أكون منهم وأن يحشرني في حضرة نبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فيا إخواني: إنما أرض الرباط أرض الشهداء تناديكم من كل حدب وصوب، من كل الانتماءات أن ذودوا عن أرضكم، واجعلوا دماءكم رخيصة في سبيل الله، من أجل أرض مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كونوا كالحسين عليه السلام مدافعين عن شرف الأمة فهو نموذج الشهداء الذي يحتذى به. فاليهود الكفرة الملاعين اغتصبوا أرضكم واستباحوا أعراضكم ودمروا بيوتكم، فجاهدوا بقدر ما استطعتم فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

أهلي الأعزاء:

أبي العزيز: والله يا (أبي)، كم كنت أتمنى أن أرضيك وأكمل دراستي في الجامعة، ولكن لم أستطع فسامحني يا (أبي) العزيز، واحتسبني إن شاء الله عند الله شهيدًا، وأسأله الله عز وجل أن يغفر لي ولك.

أمي العزيزة: سلامي لك يا أغلى (أم)، وأطلب منك أن تزغردي عند سماع نبأ استشهادي، وأن تطلبي من الله العلي القدير أن يقبلني عنده شهيدًا، وهذا ما كنت أتمناه دائمًا وأمازحكم به في أيامي.

إخواني الأعزاء: حافظوا على صلواتكم في المسجد، وتمسكوا بكتاب الله، وكونوا جميعًا على دربي.

إخواني في المسجد: أرجو أن تسامحوني إن قصرت في حقكم يومًا، وأن تتمسكوا بالصلوات جميعًا وخاصة صلاة الفجر وجلسة تبارك، وسلامي لكل أحبابي وأصحابي وأرجو منكم أن تسامحوني، وتدعوا لي بالقبول والمغفرة.

اللهم اقبلني عندك شهيدًا، وتجاوز عن سيئاتي يا أرحم الراحمين، واجمعني بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، في أعلى جنان الفردوس يا أرحم الراحمين، واجعل موتي مقدمة تحت عرشك، واجعل روحي في حواصل طير خضر معلقة في عرشك يا أرحم الراحمين.

أطلب من إخواني الأعزاء: عدم تزيين قبري، وإذا أردتم عمل حفل تأبين فعليكم بأن يكون حفل تأبيني هو جلسة ذكر يذكر فيها الله عز وجل، ويصلى فيها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وألا يكون عزائي غير مكلفًا به بل متواضعًا وأن تقدموا فقط ما تيسر. والرجاء من إخواني عدم إطلاق أية رصاصة، فأنا بريء من ذلك. والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة أجمعين، وعلى الشهداء وعلى إخواننا اللاحقين بنا إن شاء الله عز وجل.

والله ولي التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

عماد أمين أبو فنونة