وصية الشهيد المجاهد: عمار عبد الغفار موسى الجدبة

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله العلي القدير، يقول عز من قائل ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14]، ويقول سبحانه وتعالى: "﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]

بعد باسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله إمام المجاهدين، محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه أتم الصلاة والتسليم. أما بعد:

أنا الشهيد الحي بإذن الله تعالى أخوكم (عمار عبد الغفار موسى الجدبة) وأبلغ من العمر (21) عامًا، ابن الإسلام وابن (سرايا القدس) الذراع العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، أبدأ وصيتي هذه التي أدعو الله أن تكون في ميزان حسناتي وحسناتكم أجمعين، بأن أحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على أن جعل لي قلبًا خاشعًا، وعلمني علمًا نافعًا وجمعني مع المجاهدين، الذين يقول فيهم أصدق من قائل وهو ربي وربكم أجمعين: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم. [الأحزاب: 23]، وأدعو من حيث أوصانا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من (أمي) وإلى (أمي) الحبيبة.

إلى أمي الغالية: نبع قلبي ونبع حناني، إني أدعو الله لك يا (أماه) بأن تصبري وتكوني من الصابرات القانتات، المؤمنات بالله ورسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقضاء والقدر بالله.

أماه يا نبع الحنان: احتسبيني لله وقولي اللهم فرج عني مصيبتي وأنت حسبي يا الله ونعم الوكيل. (أماه) عديني بأن تكوني على عهدي بأن تصومي كما كنا نصوم أنا وأنت كل اثنين وخميس، وادعي لي ربي وربك بأن يتقبلني عنده شهيدًا بإذن الله تعالى.

إلى أبي: يا من كان المثل الأعلى في دنياي، فإني أقسمت عليك يا (أبي) أن تصبر وتحتسبني عند الله شهيدًا، فوالله لم يجز إلا بشفاعتي كل من ساعدني للوصول إلى هذه الدرجة وهي الشهادة في سبيل الله.

وإنني أقوم بعملي هذا ابتغاء مرضاة رب العالمين عز وجل أولاً وأخيرًا، واستجابة لقول الله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الأنعام: 162-163]، كما أن عملي هذا يأتي ردًا على الهجمة الصهيونية الشرسة الجبانة ضد أبناء شعبنا وقيادته، وكرد أولي على سلسلة الاغتيالات الجبانة التي نالت من كل من شيخ فلسطين الشهيد (أحمد ياسين)، وأسد فلسطين الشهيد الدكتور (عبد العزيز الرنتيسي)، وردًا على اغتيال القادة الشهيد القائد (مقلد حميد) (أبا حمزة)، واغتيال الشهيد القائد (محمود جودة)، وردًا وانتقامًا لجميع الشهداء في فلسطين والعراق وأفغانستان، وفي كل بلاد الإسلام الحبيب.

وتأكيدًا منا نحن أبناء (سرايا القدس) بإذن الله نؤكد على أن نكون دومًا على قدر المسئولية وفي أول الصفوف المجاهدة، وأدعو الله أن يتقبلني شهيدا عنده ،وأن يرفقني بالنبيين والصديقين والشهداء أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين.

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ صدق الله العظيم. [الشعراء: 227]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

عمار عبد الغفار الجدبة