وصية الشهيد المجاهد: محمد خليل جبريل الجعبري

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد إمام المجاهدين، وعلى أصحابه والتابعين ليوم الدين. أما بعد:

أنا أخوكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى: (محمد خليل الجعبري) (أبا مجاهد) ابن الإسلام العظيم، وابن (سرايا القدس).

إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد:

إلى إخواني، وأحبائي، ورفاقي، وإلى أمي وأبي العزيزين، وإلى أعز الناس إلى قلبي: يا إخواني ويا أصحابي، إن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل الحياة وخير من أي حياة، والله إن هي إلا الشهادة، فلم تكن في يوم ولا يوم، ولا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا الأشداء أو الشهداء. لقد اخترت هذه الطريق، طريق الإيمان بالله وطريق الجهاد في سبيل الله، والموت في سبيل الله. هي طريق الجنة وسيلة الصحابة، وسيلة الشهداء. أسأل الله تعالى أن يتقبلني شهيدًا مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا، فلا تهنوا ولا تحزنوا على فراقي وبإذن الله سنلتقي في الجنة.

ودعوتي: إلى كل من أحبني وأحببته في المساجد تلاقينا، وعلى طاعة الرحمن وحب مساجد الله، سامحوني إن كنت قصرت معكم، سامحوني يا أحبائي، سامحوني يا رفاق الدرب، سامحوني إلى مثواي الأخير، وإلى لقائكم في الجنة سأمضي على درب الشهداء. درب الأبطال أمثال (فتحي الشقاقي) و(أحمد ياسين) و(أبو عمار) و(أبو علي مصطفى) والشهداء الأبطال رفاق دربي الذين سبقوني بالشهادة (مدحت الجعبري) و(حسن البنا) و(خالد شلوف) و(محمد أبو القمبز) و(محمود المشهراوي) و(عماد أبو فنونة) و(خالد الزق) و(محمود عليوة) و(محمد الجعبري) و(أشرف شلوف) و(منير سكر) والقائد الذي ربى الأجيال (حمودة الوادية) الذي كنت برفقته، وكان المجاهد المخلص الذي علمنا الجهاد وضرب الصواريخ وضرب الهاون. سأمضي على دربكم وعلى درب الشهداء بإذن الله تعالى، وسأمضي على درب الشهداء الأبطال أبناء عمي الذي طالتهم يد الغدر والخيانة (برهام) و(محمد) و(فتحي) و(حسين) الذين ارتقوا إلى الله تعالى شهداء بإذن الله تعالى.

أوصيك يا أمي: لا تحزني على فراقي، فإن هذا الفراق هو فاتحة إلى جنان الخلد بإذن الله تعالى، وسنلتقي بإذن الله تعالى في الجنان، فكوني أسعد الأمهات وكوني صابرة ومحتسبة بابنك هذا الشهيد المجاهد، فقد كنت دائمًا تقولين لي: "ربنا يرضى عنك يا رب"، بإذن الله ربنا يرضى عني وعنك.

أبي الغالي: لا تحزن على فراقي، كن صابرًا محتسبًا لله، ولا تهن ولا تحزن بإذن الله نلتقي في الجنة.

إلى أحبائي في مسجد ابن عثمان: أقول لكم إن الفراق صعب، ولكن الفراق من أجل الجنان بإذن الله، وسأنتظركم في الجنان، وحافظوا على صلاتكم وخاصة صلاة الفجر، إنها هي صلاة المجاهدين صلاة يشفع فيها الرحمن، وينظر فيها بالمغفرة والرحمة.

إلى كل من أحببت: وكل من عرفني أن يسامحني إن كنت قصرت فيه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد خليل الجعبري