وصية الشهيد المجاهد: محمود سليمان يوسف أبو حسنين

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:

قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ صدق الله. [الأنفال: 60]

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ صدق الله العظيم. [الأنفال: 65]

وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

كل هذه الآيات وغيرها الكثير في الكتاب والسنة النبوية الشريفة تدل على وجوب الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، وأن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا اعتدي عليهم وعلى أرضهم، كما هو الحال عندنا في فلسطين.

والداي العزيزين: (أبي) أنا أعرف أن الفراق صعب ومذاقه مر، ولكن هذا هو واجبي الشرعي تجاه ديني، لا تحزن؛ لأني عهدتك دائمًا مؤمنًا بالله وبقضائه وقدره، وإنه إذا جاء أجل الواحد منا لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.

والدي العزيز: إن لم أدافع عن عقيدتي وعن أرضي ومقدساتي وفلان كذلك، وآخر كذلك، فمن سيحرر الأرض والمقدسات؟! وأعلم (والدي) العزيز إنني أسعد واحد في هذه الدنيا الفانية في هذه اللحظات، وأرجو من الله أن يتقبلني شهيدًا، وأن تكون نيتي خالصة لوجه الله تعالى وحده، وأن يجمعني بك في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء أجمعين آمين يا رب.

أمي العزيزة: لا تحزني يا (أمي) الغالية على فراقي؛ لأني إن ذهبت في جسدي فإني باقٍ دائمًا عندكم. قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169-170]

فها هو رب العرش العظيم يقول لكم إني حي، فرح بهذه الشهادة، ولكن فرحتي لن تكتمل حتى أراكِ فرحة بعرسي، محتسبة عند الله، وأرجو منك عند سماع نبأ شهادتي أن تحمدي الله؛ لأنه اختارني شهيدًا، وقولي حسبي الله ونعم الوكيل، فإن شاء الله اللقاء في الجنة، ولا تنسي أنني في هذه الأثناء قد غفر لي ذنبي، ورأيت مكاني في الجنة، وزوجت من الحور العين، ولبست تاج الوقار المرصع بالجواهر، الجوهرة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، وقد تشفعت لسبعين من أهلي.

إخوتي وأقاربي: الحمد لله الذي هداني للإسلام، ورزقني الشهادة في سبيله، فأرجو منكم أن تواظبوا على الصلاة والعبادات، وأن تربوا أبناءكم التربية الإسلامية الصحيحة، وأتمنى منكم أن تسامحوني إن أخطأت يومًا معكم، وأوصيكم بالتحاب والتماسك، وأن يصفح بعضكم عن بعض، وأن تصلوا الأرحام وأن تكرموا من يزوركم في عرسي.

إلى أصدقائي وأحبتي: أرجو منكم أن تواصلوا طريق الجهاد والمقاومة والاستشهاد، والمحافظة على الصلاة، وخاصة الفجر في المساجد، والتخلي عن الحزبية اللعينة، لأن الحزبية تقتل صاحبها، واخلصوا دائمًا النية مع الله.

إلى الأمة العربية والإسلامية: أريد أن أقول إلى الشعوب العربية والإسلامية بأن تنهض من سباتها الطويل، والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن يلتم شملهم، وأن يصبحوا يد واحدة لتحرير المقدسات المغتصبة من اليهود الأنجاس. والله إن اليهود لهم أجبن خلق الله على هذا الكون، لماذا الحرص على الحياة الفانية؟ لماذا الخوف؟ فهي موتة واحدة فلتكن في سبيل الله، أين واجبكم الشرعي في تحرير المقدسات؟ أرجو من الله أن يوحد كلمتكم.

نصيحة إلى بني صهيون: ارحلوا من أرضنا، والله إن لم ترحلوا بأنفسكم، فإننا الاستشهاديين جاهزون لتفجير رؤوسكم، وكفيلون بعون الله أن نخرجكم من أرضنا بأكياس سوداء، رغمًا عن أنفسكم، وإنه بعون الله لا سلام معكم حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا.

وإنه لجهاد جهاد .. نصر أو استشهاد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمود سليمان أبو حسنين