وصية الشهيد المجاهد: مصطفى حسين مصطفى قطوش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والله أكبر، سبحانه ما كان اسمه على عسير إلا وتيسر، ولا شيب القلب كدرًا إلا تطهر، ولا رمي به عدو إلا تكسر. الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، والقائل أيضًا: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 191]

والصلاة والسلام على القائد الأعلى، والمجاهد الأشجع، والإمام الأوفى ذي الجبهة الأغر والوجه الأزهر هو قائد القوات الإسلامية، الذي تعبد في غار حراء وجاء بالشريعة الغراء والملة السمحاء والحنيفية البيضاء، وهو صاحب الشفاعة والإسراء، له المقام المحمود، وله اللواء المعقود، وله الحوض المورود، وهو المذكور في التوراة والإنجيل، القائل في حديثه الشريف: (إِذَا يَعْنِي ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلَاءً، فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ). [مسند أحمد بن حنبل]، أما بعد:

أنا أخوكم الاستشهادي الحي بإذن الله تعالى: (مصطفى حسين مصطفى قطوش) (أبا حفص) ابن الإسلام العظيم، والمنظم في (سرايا القدس) الجناح العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله تعالى ابتغاءً لمرضاته.

إلى أمي وإخوتي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إليكم أيها الأقمار أكتب وصيتي فلا تحزنوا على فراقي، أنا أعلم أن الفراق صعب، ولكن الذي صبرني وأرجو أن يصبركم أنتم أيضًا قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [ل عمران: 139]، وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 104] فاصبروا وصابروا، ولا تبخلوا علي بالدعاء فإن نلت الجنة إن شاء الله سأتشفع فيكم، فاصبروا وصابروا ورابطوا.

أمي: لا تحزني؛ لأن الله استرد أمانة قد استودعها عندك فزغردي، زغردي، لا تبكي، ولا تقبلي من جاءك معزيًا بل مهنئًا.

إلى أصدقائي، وإلى كل الموحدين: إليكم أيها المجاهدون، إليكم أيها المدافعون عن دين الله، إليكم يا أهل القيادة والريادة، إليكم يا أبناء الفاتحين، ويا أحفاد المجاهدين، ويا سلالة القادة، أتباع الأبرار، ويا بقية الأخيار هذا ليس تمجيدًا وإنما هو حقيقة إليكم أقول هذه الكلمات المتواضعة: اجتمعوا، اجتمعوا، اجتمعوا. قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 103]، لا فرق بين التنظيمات فالجهاد كالشعبية وفتح كحماس، ورجائي أن تتمسكوا بحبل الله ولا تفرقوا، وأوصيكم بأبنائكم خيرًا وبهم يرتفع الدين على سواعدكم الطاهرة، علموهم أمور دينهم جيدًا ولا تنسوني أنا وكل المجاهدين من صالح الدعاء.

إلى العملاء، وإلى الصهاينة الجبناء: شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، إنما جئتكم بالذبح وعهدًا أقسمناه على أنفسنا أنا وجميع المجاهدين والاستشهاديين، أننا سنقتل فيكم ونقتل ما شاء الله حتى ترتفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. فنحن معشر الاستشهاديين الموت عندنا عطية والهلاك مطية والمنية هدية، ولن نخاف في الله لومة لائم؛ لأننا رفعنا شعارنا وهو ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ صدق الله العظيم. [طه: 84]، ألا فلا نامت أعين الجبناء، ألا فلا نامت أعين الجبناء. وسنظل نقول كجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:

يا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا            طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا

والرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا         عَلَيَّ إِنْ لاقَيْتُهَا ضرابها    

أيها المجاهدون: هكذا هم الخونة والكفرة، وهكذا هم أعداء الدين في كل زمان، والله لا يتغيرون إلا بالسيوف والشدة والشجاعة.

أيها الاستشهاديون:

الفرس والروم واليونان إن ذكروا           فعند ذكرك أسمال على قزم

هم نمقوا لوحة بالـرق هائمـة                وأنت لوحك محفوظ من التهمِ

وأيضًا:

فوالله ما تخجل الشمس إلا من مواقعنا              ولا تهاب العدا إلا من مواضعنا

وأخيرًا:

أودعكم بدمعات العيون

أودعكم وأنتم لي عيونِ

أودعكم وفي قلبي لهيب

تجود به من الشوق شجونِ

إخوتي: إني فقير إلى دعواكم، فلا تبخلوا علي بالدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

مصطفى حسين قطوش