بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

إلى إخواني الأعزاء: أوصيكم إخواني أن تتقوا الله، وأن تبايعوه على الشهادة، وعلى الاستمرار في تلاوة القرآن، والمحافظة على صلاة الفجر في المسجد، وأن تحافظوا على بعضكم البعض من أي مكروه، وأن تتمسكوا بالأخلاق الكريمة، وأن تتقبلوا نبأ شهادتي بفرح.

إلى الأهل الأعزاء، والأخوات الحبيبات، والدي العزيزين: إني أعرف أن الفراق صعب مذاقه مر، لكن أنا اخترت طريق الجهاد والشهادة؛ لأن هذا هو واجبي الشرعي اتجاه ديني، وإن لم أدافع عن عقيدتي وعن أرضي ومقدساتي من سيحرر الأرض والمقدسات؟! أطلب منكم أن تتقبلوا نبأ استشهادي بفرح، وأن لا تحزنوا عليَّ لأني عهدتكم دائمًا مؤمنين بالله وبقضائه وقدره، وأنه إذا جاء أجل الواحد منا لا يستقدم ساعة ولا يستأخر، وأن تحمدوا الله؛ لأنه اختارني شهيدًا وقولوا "حسبي الله ونعم الوكيل"، وإن شاء الله اللقاء في الجنة.

أخواتي الغاليات: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169-170]، حافظن على والدي العزيزين، وسامحوني فإني قد سامحتكن من كل قلبي، وأتمنى لكنَّ التوفيق من الله في الدنيا والآخرة، وأوصيكن أن لا تبكين عليَّ، وأن تستقبلن نبأ استشهادي بالزغاريد، وأن تساعدن الوالدة في توزيع الحلوى، وأن تحافظن على الصلاة.

إخواني في الله: أوصيكم بالتمسك بالإسلام العظيم، والمحافظة على صلاة الفجر في المسجد، وتلاوة القرآن الكريم، وأرجو منكم أن تواصلوا طريق الجهاد والمقاومة والاستشهاد. وأوصيكم بمسجد (سيد قطب) الذي تربيت وتعلمت فيه مبادئ الإسلام العظيم، واستسقيت حب الجهاد والمقاومة، وأن تحرصوا على تخريج الأجيال الصالحة منه المتربية تربية إسلامية.

وصيتي لـ (حركة الجهاد الإسلامي): بسم الله، والصلاة والسلام على من والاه، وعلى صحبه الأطهار الأتقياء الذين ضربوا لنا مثلاً للشهادة. وبعد:

إن إحاطة القلوب بسياج الإيمان، وإخراج الوحل منها، هو أمانة في أعناقنا، وسيسألنا الله عز وجل عن ذلك يوم القيامة، يوم لا ينفع مال، ولا بنون، وأن نكرس الكراهية لحياة فانية يسكنها الذل، وأن نعمل من أجل الله، ومن أجل تحرير الوطن المحتل، ومن أجل إقامة سلطان الله المغتصب في أرض الوطن المحتل، وإرجاع الحق إلى أصحابه، كل ذلك يجب أن نعلمه للناس بجراحنا، ونكتبه للأجيال بدمائنا.

وإني أوصيكم بما يلي:

1. لا ترسموا لي صورة مكبرة، لتضعوها على حافة الطريق، فذلك حرام شرعًا.

2. توزيع الحلوى والشراب في عرسي.

3. أوصيكم بذريتي خيرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

نبيل حسن أبو جبر