وصية الشهيد المجاهد: أحمد صبحي عوض شهاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ناصر المؤمنين والمجاهدين، وهازم الأحزاب المشركين، ومذل الطغاة المتكبرين، ومخزي المنافقين الخائنين، وشافي صدور قوم مؤمنين. الحمد لله الذي شرف هذه الأمة بالجهاد في سبيله، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين الغر الميامين، ورافع لواء الجهاد والمجاهدين (محمد) أبي القاسم الصادق الأمين له ولأصحابه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، فنصرهم الله ونصر بهم الدين وعلى من اهتدي بهديهم، وسلك سبيلهم إلى يوم الدين. أما بعد:

أبي، أمي، أهلي، إخواني، أحبائي: أي فضل كفضل الجهاد في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

 ÙˆÙŠÙ‚ول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا، مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ، حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً، فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ). [صحيح مسلم]

سلام الله عليك أمي العزيزة المباركة ورحمة الله عز وجل: يا (أمي) الغالية العزيزة الحنونة، سامحيني، سامحيني، سامحيني، والله يعلم كم أحببتك والله إني قد أحببتك كثيرًا من أعماق قلبي وأرجو منك أن تدعي لي بالصلوات، وفي كل الأوقات بالمغفرة، وأن يتقبل الله عملي وأن يثبتني، وأن يدخلني جناته العليا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. سامحيني يا (أمي) الغالية ولا تحزني عليّ، بل افرحي؛ لأن الله قد اختارني بجواره في الجنان واحتسبيني عند الله، واصبري وصابري.

أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفداء        أماه إني ذاهب للخلد لن أترددا

أماه لا تبكى علي إذا سقطت ممددا       فالموت ليس يخيفنى ومناي أن استشهدا

أبي الغالي الحبيب: والله إني أحببتك وأحبك كثيرًا، ولا يعلم مدى حبي لك إلا الله جل في علاه. أسأل الله العظيم أن يثبتكم ويصبركم عند تلقي الخبر، وأقول لك يا (أبي) لا تحزن عليَّ ولا تبكِ على ابنك، فهو في الجنة إن شاء الله، سامحني على كل شيء وعلى تقصيري تجاهكم.

وأنتم يا إخوتي الأعزاء: أقول لكم سامحوني ولا تبكوا علي، وادعوا الله أن يجمعنا في الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأقول لكم سيروا على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم طريق الدعوة والجهاد في سبيل الله.

أما أنتم أيها المشتاقون إلى الجنة: أيها العاشقون للشهادة، إن الشهادة حياة مستمرة لا تنقطع بجوار رب الكون العظيم المنان، والشهيد أحبتي يخط بدمه أبلغ الخطب، وأعظم الدروس، ولكن إخوتي العاشقين للحور العين وجنات رب العالمين لابد لكم من التنافس في عمل الخير، من قيام الليل وصيام الاثنين والخميس. يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ). [صحيح البخاري]

أصدقائي.. أصدقائي: الإسلام أمانة في أعناقكم، فابذلوا الغالي والنفيس من أجل رفع رايته عالية خفاقة، كونوا كما عهدتكم أهلاً للبذل والعطاء من أجل الإسلام.

إلى القاصي والداني: لقد قمت بهذه العملية انتقامًا من أعداء الله الذين دنسوا كتاب الله الشريف، وانتقامًا لأرواح الشهداء الشيخ (أحمد ياسين)، وأسد فلسطين (عبد العزيز الرنتسي)، والشهيد القائد المعلم (فتحي الشقاقي)، ولاغتيال الشهداء القادة (مقلد حميد)، و(نبيل حسن أبو جبر). واستكمالاً لمشوار الشهداء (رمزي الجعبير)، (عمر نوفل)، (شاكر جودة)، (علاء الشاعر)، (أحمد عاشور)، (نضال صادق). وأقول لأولئك المثبطين المتخاذلين والمتقاعسين الذين توالى على ألسنتهم قول المرجفين "يا رجل هؤلاء يضحكون على عقول الشباب ليجمعوا على ظهورهم الأموال" إنكم يا أعداء الله لم تقرؤوا قول الله عز وجل: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 157-158]

رسالة إلى شارون: أقول للحقير شارون وزمرته لن تنعم أنت ومن حولك بالأمن والاستقرار، طالما أن هناك شبرًا من أرض فلسطين ظل محتلاً ومحاصرًا، فليس لكم مكان في أرضنا المقدسة، عودوا من حيث أتيتم وإلا فإنها سوف تكون مقبرة لكم.

وقبل الختام: أشكر إخواني في (سرايا القدس) على ما قاموا به من تدريبي وتجهيزي، وعلى سماحهم لي بتحقيق رغبتي وأمنيتي التي طالما حلمت بها، وأشكركم كل الشكر بعد الله تعالى وأدعو الله تعالى أن يجزيكم عني خير الجزاء. ولا أنسى أن أطلب ممن تعاملت معهم جميعًا وإخواني وأصحابي وأقاربي وأحبتي أن يسامحوني جميعًا وأن يدعوا ليّ، لعله يصل أجره إلى روحي وميزان حسناتي يوم القيامة. وأخيرًا لا أقول وداعًا بل إلى اللقاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

أحمد صبحي شهاب