بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم[العنكبوت: 69]، الحمد لله الذي هدانا إلى طريق الجهاد والاستشهاد، الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الجهاد.

أنا الشهيد الحي بإذن الله (أحمد محمود عاشور) ابن (سرايا القدس) الذراع العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) أتلو وصيتي، وأقدم شهادتي لله، فقد خصنا نحن أهل فلسطين بكرامة من عنده أن جعلنا في الأرض المباركة، وزادنا شرفًا بأن جعلنا ندافع عن أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين في عداد المرابطين على ساحل الشام، وهي كرامة وشرف نستحق أن يحسدنا الناس عليها.

إن الله سبحانه وتعالى يحب عبده الذي يغمس يده في أعداء الله، فلا يرجع من ذلك في شيء، نعم. كيف يمكن لجباه سجدت لله أن تذل، وأن تخضع لغيره وكيف نرضى بالهوان لأمتنا أن تهان، ونحن نستطيع نستشهد، نحمل أرواحنا على أكفنا، ونقتحم على أعداء الله أوهام أمنهم، وأن نحطم أسطورة جيشهم الذي زعموا أنه لا يقهر؟!

كيف نقبل بحياة العاجزين، ونحن أولياء الله نستمد قوتنا منه سبحانه صاحب القوة والجبروت. لقد قررت أن أقوم بعملي المتواضع هذا لأجل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيله، وطمعًا في جنته، والتزامًا بخط الأنبياء صلوات الله عليهم، وعلى نهج الشهداء الأبرار. وأرجو من ربي أن يقبلني في عباده الصالحين، وأن يجعل عملي من أجله وله صادقًا، وأن يسدد رميتي، وأن ييسر عليَّ أمري، وأن يشفي صدور إخواني بقتلي لأعدائي، وأن يلهمني كل وسيلة لتحقيق ذلك، إنه ولى المجاهدين.

أهلي وأحبتي: اصبروا وصابروا ورابطوا، ولا يفتنكم رحيلي، ولا يضعفكم فراقي، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وإني والله لأحبكم، ولكن حبي لربي وديني ومقدساتي أعظم، فسامحوني وارضوا عني، وادعوا الله لي التوفيق والقبول.

إخواني المجاهدين: المزيد من التلاحم والشدة مع أعداء الله فما النصر إلا صبر ساعة، فاصبروا وإذا لقيتم عدوكم فاثبتوا واعملوا للجنة، فإن الجنة تحتاج منا الجهاد، سامحوني جميعًا وادعوا الله لي الفردوس الأعلى فإنه قريب سميع مجيب الدعاء. وأسأل الله أن يجمعني في ظلال الجنان، وأن يتقبلنا مقبلين غير مدبرين، ولعدوه قاهرين، وأن نلقاه وهو راضٍ عنا وإنه ولي ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

أحمد محمود عاشور