وصية الشهيد المجاهد: محمد خليل محمد الأعوج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على شفيع الأمة، وحبيبنا وقائدنا ومعلمنا محمد رسول الله، صلوات ربي عليك وعلى صحبك الغر الميامين. أما بعد:

يا أهل الرباط: إن منهجنا ودستورنا القرآن، وقدوتنا وشفيع أمتنا رسولنا المختار، فيجب علينا يا أبناء هذا الشعب على وجه الخصوص، ويا أبناء هذه الأمة يجب الاقتداء بنهج رسولنا والعمل بدستور الله، فما أتاكم به فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.

نداء إلى أهل الحزبية، وأهل الرايات الملونة بلون الدنيا وزينتها: إنكم بحزبيتكم تخليتم عن دينكم، وعن سيرة رسولكم فكان لكم الذل والعار والمهانة لقول المولى عز وجل ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ صدق الله العظيم. [محمد: 7]، يا من ضيعتم الأمانة ونسيتم الأعمال لغير أهلها ولجأتم للدنيا وزينتها وتقولتم بألفاظ لا تصح قولاً ولا عملاً وأتيتم على الله ورسوله وسميتم قتلاكم بالشهداء ولكن الله يقول : ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 140]، الله أعلم بالنوايا. ويا من تقولون عن غير الرسول قدوتكم وقائدكم ونصركم حزبكم ﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ صدق الله العظيم. [المجادلة: 22]

يا من تقاتلون في أرض الرباط ولا تعملون ضريبة الرباط بأن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، وأحببتم الانتقام، ولكن يجب أن يكون القتل من أجل إرضاء الله وتقربًا وطاعة لله. إن قتل اليهود طاعة وعبادة.

يا من تطلبون الرزق من مختلف الحكومات والوزارات ونسيتم حق الله، بأنه هو الرزاق لقول رسولنا الكريم: (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا). [جامع الترمذي]

يا أهل الرباط وأكناف بيت المقدس: ارجعوا لتقوى الله، وتمسكوا بحبل الله، وجاهدوا في سبيله، لتكون راية الله هي العليا وراية الشيطان هي السفلى. واعلموا أن العمل الجهادي يجب أن يبدأ بجهاد النفس لقول الله: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ صدق الله العظيم. [الرعد: 11]، ومن ثم جهاد المال وبالنفس وهو أمر هين ما دام المرء تغلب على جهاد النفس وترك المعصية، وكان عمله لإرضاء الله وتقربًا إليه.

أما هذا العمل الجهادي المتواضع فإنما هو عمل لنصرة الله، وشمعة تحترق من أجل إعلاء راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ليست بالقول وإنما بالقول والفعل لتضيء إليكم يا أهل الرباط الطريق، ولا تبتغي إرضاء العباد ولا الانتقام. وإنما هو إرضاء لله وانتقام لحدود الله والتقرب لله كي يرضى الله عنا، ودعوتي لله الواحد القهار أن يمن علينا بإحدى كرامات الشهداء ومنزلتهم في الدنيا والآخرة، لنكون عليكم حجة يا أهل الرباط يا من تخليتم عن نصرة الله ونصرتم أحزابكم وألوانكم وإرضاء شهواتكم.

يا من تأمرون بالتغيير يجب عليكم أن تغيروا ما بأنفسكم، وتتركوا الدنيا وترحلوا عنها، وتتقربوا لله من أجل آخرتكم، وأن تقتدوا برسولكم، وأن تندموا على ما فاتكم، وأن تعيدوا صفوفكم تحت الراية التي رفعها قدوتكم، وكان له العزة والغلبة في الدنيا والآخرة. والله على ما أقول شهيد والله المستعان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد خليل الأعوج