وصية الشهيد المجاهد: محمد فرج أحمد شتات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والحمد لله على نعمة الإسلام العظيم، نحمده ونستعينه ونستغفره، الحمد لله الذي جعلنا من المجاهدين في سبيله، الحمد لله الذي أماتنا على فطرة الإسلام، وجعلنا من أبناء سيد المرسلين. وبعد:

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الصف: 10-13]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ). [صحيح البخاري]

فمن قرأ هذه الآية وهذا الحديث عرف مكانة وعظمة وفضل الجهاد وثوابه عند الله تعالى.

فالحمد لله، ثم الحمد لله، ثم الحمد لله الذي جعلني من المجاهدين في سبيله لنصرة هذا الدين، ولنصرة المسلمين المستضعفين هنا في فلسطين الحبيبة، الذين يرون أهلها الويلات من اليهود والصهاينة لعنهم الله. فيتموا الأطفال ورملوا النساء وقتلوا الشيوخ ودمروا الحجر والشجر.

فلذلك وصيتي لأبناء الإسلام العظيم: بالجهاد في سبيل الله لقوله تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 84]

أما الوصية الخاصة بالأهل: بداية اللهم إني بريء من كل قول أو عمل يتنافى مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وصيتي إلى الوالد والوالدة:

1. فعند سماع نبأ استشهادي أرجو منكم أن تصبروا وتحتسبوا ذلك عند الله، وأن تقوموا على الفور بتوزيع الحلوى على المهنئين.

2. أن أدفن بمجرد استشهادي، ويمنع تأخير دفني؛ لأن إكرام الميت دفنه.

3. أن أدفن بملابسي التي استشهدت بها حتى ألقى الله بها.

4. أن يكون قبري على السنة، على السنة، على السنة، وأن لا يوضع الرخام (البلاط) على القبر، وأن لا يكون القبر مرتفعًا.

5. أن لا يكون هناك بيت عزاء، بل يكون بيت تهنئة بالشهادة وأن يوضع للمهنئين العصير والتمر بدلاً من القهوة وأن توضع الأناشيد بدون الإيقاع "بدون طبل".

أما وصيتي لإخوتي ولأخواتي: أن تسامحوني، وأن تلتزموا وتواظبوا على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وصوم كل اثنين وخميس.

أما وصيتي لإخواني المجاهدين: فهذا الطريق مليء بالأشواك وليس مفروشًا بالورود، فاحرصوا الحرص الشديد على البقاء داخل الجبهة، والتصدي لأعداء الله في كل مكان تواجدوا فيه. وأدعوكم إلى النفور من جو الراحة والدعة والاستقرار، وأدعوكم إلى المداومة على سورتي التوبة والأنفال.

أما وصيتي لكل من يعرفني: بأن يسامحني مسامحة صادقة إن أخطأت معه، والدعاء لي بالمغفرة والرحمة والعفو.

وفي الختام: أسأل الله أن يتقبلني عنده من عباده المخلصين، وأن يحيي الأمة بموتنا، وأن يجمعنا مع الأنبياء والصديقين والشهداء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد فرج شتات