وصية الشهيد المجاهد: محمود محمود نصر الله جرغون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على قائد سرايا المجاهدين، سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

أنا أخوكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى: (محمود محمود نصر الله جرغون) (أبو مجاهد) ابن الإسلام العظيم، وأحد عناصر ومجاهدي (سرايا القدس) الذراع العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين). أتلو وصيتي وأقدم شهادتي لله عز وجل، ابتغاءً لمرضاته سبحانه وتعالى، وإعلاءً لراية التوحيد في فلسطين. وعليه في هذه المناسبة، مناسبة الدم والشهادة أقدم وصيتي لله عز وجل، وعليها أقدم بعض رسائلي إلى أبناء أمتنا وشعبنا.

الرسالة الأولى: أقدمها إلى قيادة ومجاهدي (سرايا القدس) الذراع العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، أقول لكم: كونوا كما عهدناكم أهلاً للبذل والتضحية والعطاء، كونوا كما عهدناكم رجالاً في ميدان العزة والفخار والكرامة. كونوا كما عهدناكم على نهج المعلم والمفكر (فتحي الشقاقي) (أبو إبراهيم). كونوا كما عهدناكم على خطا (زياد الغنام)، (محمد الشيخ خليل)، (عوض القيق) و(فادي أبو مصطفى). أولئك الرجال الذين مضوا من أجل الله عز وجل وإعلاء كلمته، وإعلاءً لراية التوحيد في فلسطين. كونوا كما عهدناكم أهلاً للبذل والتضحية والفداء والعطاء ولا تلتفتوا إلى دنيا فانية ولا إلى سلطة زائلة، كونوا كما عهدناكم رجال الله في أرضه سيوف الحق تضرب أعناق الكافرين والظالمين.

أما رسالتي الثانية: فهي إلى أبناء شعبنا وأمتنا، نقول لكم: كونوا كما عهدناكم أهلاً للوحدة والمحبة والأخوة. كونوا كما عهدناكم صفًا واحدًا من أجل الله عز وجل، ومن أجل فلسطين؛ لأن فلسطين غالية علينا جميعًا تستوجب منا أن نكون أهلاً للوحدة والعطاء من أجل فلسطين، ومن أجل شعبنا وأمتنا.

ورسالتي الثالثة: إلى كل أصدقائي ورفاقي وكل من عرفوني، إليكم يا أحبابنا، إلى كل من عرفني أدعوكم جميعًا أن تسامحوني إن كنت قد أخطأت في حق أحد منكم عن قصد أو دون قصد.

ورسالتي الرابعة: إلى (أمي) الحبيبة الغالية، أقول لك: يا (أمي) ويا إخواني وأخواتي هذا طريق الأحرار، هذا طريق الشرفاء والمجاهدين، هذا طريق الذي بدأ بالنسبة إلى بيتنا الصغير باستشهاد والدي في العام 85، ولم ينته ذلك بمسيرة العطاء حيث كان محمد شقيقي مصابًا في عام 91، ولم تنته مسيرة بيتنا ولا مسيرة جهادنا حتى كان منزلنا على موعد في العام 2001 باستشهاد شقيقي نصر الله. فهذا طريق الأحرار يا والدتي، وهذا طريق الأحرار يا أبناء عائلتي الذي سرنا عليه منذ أن بدأنا حياتنا على طريق المعلم (فتحي الشقاقي) و(هاني عابد) وكل الأحرار. لذلك أدعوكم يا أبناء عائلتي أن تسامحوني؛ لأن هذا طريقنا، هذا طريقنا الذي أخذناه على عاتقنا أن نكون عليه دومًا فليس منا وليس من عائلتنا وليس من وطنيتنا أن يكون فينا من يتخاذل أو يتراجع.

ورسالتي الأخيرة: إلى هذا العدو المجرم، إلى هذا العدو "الإسرائيلي" الأمريكي الملعون، نقول لكم: أيها الصهاينة الجبناء لقد أقدمتم في العام 1995م على اغتيال المعلم (فتحي الشقاقي) وظننتم أن باغتيال (الشقاقي) ستخمدون راية الجهاد والمقاومة، وإذ بكم تتفاجأون أن باستشهاد المعلم (فتحي الشقاقي) قد خرج آلاف آلاف المجاهدون يسيرون على طريق العز والطهر والمقاومة، رسالتنا إليكم أيها الصهاينة الجبناء اخرجوا من أرضنا.. اخرجوا من أرضنا أحياءً وإلا ستخرجون منها أمواتًا على أيدي مجاهدينا الأطهار.

وإنه لجهاد جهاد نصر أو استشهاد

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ صدق الله العظيم.[الشعراء: 227]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمود محمود جرغون