وصية الشهيد المجاهد: فؤاد خالد عبد الله أبو هاشم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المنتقم الجبار، ناصر المستضعفين، ومذل المستكبرين المستبدين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين الصادقين، وعلى آله الطيبين الأطهار.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38]

وقال أيضًا: ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 104]

أبدأ وصيتي: بصرخة حر أوجهها إلى كل المسلمين الملتزمين، إلى الغيارى، إلى أصحاب النخوة والكرامة، إلى متى هذا الصمت؟ إلى متى هذا السكون؟ إلى متى هذا الركون؟ ودماؤكم تستباح، وأعراضكم تنتهك. إن أمتكم وشعبكم وإخوانكم في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان يستنصرونكم، فهل من ناصر؟ فهل من ناصر؟ أم أنكم نسيتم أنكم أمة واحدة؟ دمكم واحد، عرضكم واحد، وحرمتكم واحدة، وقضيتكم واحدة، فأنتم أصحاب الرسالة والشهادة، أنتم الشهداء على الناس. أما حركت الدماء في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان، أما حركت فيكم ساكنًا؟ أما فيكم عرق ينبض؟ أيها الحكام، أيتها الشعوب، والله ستسألون يوم ينادي المناد. ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ صدق الله العظيم. [الصافات: 24]، فهل أعددتم الجواب؟ يومها ماذا ستقولون لربكم؟ أما يكفيكم ما شاهدتموه بأم أعينكم من جرائم ومجازر وانتهاك لأعراض وحرمات المسلمين في العراق وغيره؟ لقد تكشف الوجه البشع والقبيح لأمريكا وبريطانيا ويهود، فلا يغرنكم زخرف قولهم ديمقراطية، حقوق إنسان، مدنيون، وغيرها. ولا يخدعنكم شيطانهم بما يوحي بعضهم لبعض أمثال بوش المجرم وبلير اللعين وشارون القاتل السفاح.

يا أمة الإسلام: إن الإرهاب الصهيوأمريكي والأنجلوأمريكي يجب أن تواجهوه في كل مكان وفي كل زمان، وليكونوا جميعًا مستهدفين أينما ثقفوا. اقتلوهم، مزقوهم، بكل وسيلة ولن تُعْدَموا الظُفْر إن شاء الله. اقتلوا إخوان القردة والخنازير وحلفاءهم وعملاءهم، واطردوهم من دياركم، لا يطأن أرضكم خنزير يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو متحالف معهم، ولا تأخذكم بالله لومة لائم.

أيها المكلومون: يا أحفاد الحسين، وصلاح الدين، والقسام، ويا أحباب أبي عبد الله: ليس أمامكم من خيار إلا خيار المقاومة والجهاد والاستشهاد، شددوا ضرباتكم، وتوكلوا على ربكم، ولا تلتفتوا وراءكم، ودعوا كل ناعق ينعق بما ينعق، فأنتم أمة تتلقى أوامرها من ربها، جبار الأرض والسماء. كما أنني أناشد عامة المسلمين وخاصتهم أن يلتفوا ويتوحدوا حول قضايا المسلمين في العالم، فالمسلم اليوم مضطهد مستضعف، ودمه ينزف هنا وهناك، فقضايا المسلمين واحدة ولا تفرق بينها حواجز ولا حدود ولا أية جغرافيا، انشروا ثقافة المقاومة والجهاد والاستشهاد بفعلكم، بالدم الزكي، بالأحمر القاني، واشهروا سيوفكم، وشرعوا بنادقكم في وجوههم جميعًا، فملة الكفر واحدة.

علماء الأمة العاملون المخلصون: يجب عليكم أن تأخذوا دوركم وتقوموا برسالتكم، فالأمانة في أعناقكم (مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ)، أعلنوا النفير العام، استنهضوا الأمة، واسمعوا فتواكم باستهداف المشركين المعتدين المتكالبين على أمتنا وشعبنا.

وأنتم أيها العملاء: لا تفرحوا، ولا تمرحوا، فأيدي المجاهدين ستطالكم أينما كنتم إن شاء الله، وستنالون جزاءكم مهما كان موقعكم، فمن يخن الأمة، ومن يخن دينه وشعبه، فحكم الله فيهم قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ صدق الله العظيم. [المائدة: 33]، فانتظروا.

الأهل الأحباب: (أبي) و(أمي) الأعزاء، إخوتي وأخواتي الأحباب، يا من أعطيتموني الكثير الكثير من حبكم ووقتكم أنتم نور عيني وقلبي، أوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، وبالدعاء الدائم للمجاهدين، وأوصيكم بالصبر والاحتساب، والله لن يضيع أجر الصابرين.

أمي الغالية: لا تحزني، ولا تبكي، وأكثري من قول لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فإذا جاءتكم البشرى باستشهادي فاحمدوا الله كثيرًا، ووزعوا الحلوى، واستقبلوا المهنئين وليس المعزين.

الإخوة المجاهدون: أبناء (السرايا)، سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشحذوا الهمم، ومحصوا النية، وأخلصوا، وأطيعوا أمراءكم، ولا تنسوا العهد والبيعة الذي عاهدتم، واتقوا الله حق تقاته، يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا. أسأل الله لكم السداد والرشاد والنصر والتمكين بإذن الله، إنه ولي ذلك.

إخواني: إن لم يتقدم أبناء الإسلام، الرساليون. فمن يتقدم؟! من يرد الضيم والظلم عن أمتنا؟! من يعيد لنا حقوقنا المغتصبة؟! تقدموا فوالله لسنا أفضل ممن سبقونا من الشهداء العظماء، أمثال (خطاب) و(أبو الوليد الغامدي) و(السيد عباس)، والدكتور المعلم (فتحي إبراهيم الشقاقي)، والشيخ المجاهد (الياسين)، والدكتور القائد (عبد العزيز الرنتيسي)، وأبو مصعب (عبد الله السبع)، وأبو الحسن (محمود الزطمة)، و(عصام براهمة)، و(محمود طوالبة)، وغيرهم الكثير الكثير. تقدموا، تقدموا فأنتم الأمل، أنتم الحلم، وأنتم الأخيار إن شاء الله.

أما أنتم يا يهود: فليس لكم إلا الذبح، والذبح فقط، فانتظروا قوافلنا، قوافل الاستشهاديين. إذا أردتم الأمن، فارحلوا عن أرضنا، فارحلوا عن ديارنا، ارحلوا. فإنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنزلين.

وأخيرًا: أختم وبالله التوفيق، إن هذا الرد لهو جزء يسير من فاتورة حساب طويلة ودامية، وعهدًا جرائمكم لن تختزل ولن تمر دون عقاب رادع إن شاء الله. فانتظروا إنا معكم من المنتظرين، فانتظروا إنا معكم من المنتظرين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

فؤاد خالد أبو هاشم