بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

الحمد لله رب العالمين، ناصر المستضعفين، ومذل اليهود الظالمين المستكبرين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه. وبعد:

أنا الشهيد الحي بإذن الله (محمد رياض عدوان).

وصيتي إلى أمي الغالية: يا نور قلبي، إن رضي ربى مرهون برضاك عليَّ، سامحيني إن قصرت يومًا، سامحيني ورضاك عليَّ يا غالية، أعلم بأن رحيلي صعب، ولكن الجهاد فرض، احتسبيني عند الله وهو خير احتساب، سامحيني يا مهجة قلبي، وادعي لي بالتوفيق والسداد.

إخواني الأحبة: إني ماض إلى درب ليس فيه كذب ولا نفاق، ليس فيه كره ولا بغضاء، إلى درب محفور بأيادي الأبطال، ومروي بدماء الشهداء، وكم أتمنى أن تلتقي دمائي ودماؤهم لتنبت وردًا لا يوجد مثله في الوجود، كونوا على ثقة بالله بأنه ناصرنا على الصهاينة الملاعين، اصبروا وجاهدوا وكونوا عونًا لأمكم الغالية، واثبتوا على الدين والجهاد.

أخواتي العزيزات: سامحنني إن قصرت يومًا بحقكن، وكن كالخنساء والزهراء وزينب، وابقين على الدين والجهاد ما حييتن، وربين أبناءكن على الجهاد والإخلاص للدين.

يا كل أهلي وجيراني: سامحوني على كل تقصير، واذكروني في دعائكم، وكونوا أوفياء للإسلام وللقضية المركزية، وافرحوا لاستشهادي، ولا تنوحوا ولا تبكوا عليَّ؛ لأني بإذن الله سوف ارتقى إلى العلياء شهيدًا، رافع الهامة شامخًا كشموخ الجبال، وشهيدًا على درب والدي الغالي صاحب الفضل في تربيتي وحثي على الجهاد والاستشهاد الشهيد البطل الذي استشهد في سجن بئر السبع الشهيد (رياض محمود عدوان) وعلى درب الشهداء.

وصيتي إلى المجاهدين: مجاهدو (سرايا القدس) يا ليوث الليل، ويا أسود النهار، يا صانعي النصر لهذه الأمة بالصبر والإيمان والدعاء، سدّدوا الضربات وكونوا أشداء في مواجهة الأعداء، رحماء فيما بينكم، واهجروا النوم والراحة فأهلنا في فلسطين المحتلة يعيشون الإذلال والتعذيب والقهر والرعب كل يوم، ولا تطيلوا أيام القهر والعذاب والهوان على أهلنا، ولا يكون ذلك إلاّ بمزيد من العمليات البطولية التي تجعل الأعداء يجرّون أذيال الخيبة على أرضنا فيولون مدبرين. واجعلوا القرآن خير جليس لكم، وافدوا الإسلام بدمائكم وأرواحكم. توجّهوا إلى ساحات القتال بقلوب عامرة بحب الله والشوق إلى لقائه، اضربوا صهيون في عقر داره، فالله ناصركم ومثبت خطاكم، وسيروا على درب (حمزة) و(صلاح الدين) و(الشقاقي).

وختامًا: إلى اللقاء في جنان الخلد من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 133]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد رياض عدوان