وصية الشهيد المجاهد: محمد عبد الرحيم حسن أبو هاشم

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الإخوة المجاهدون، الأهل الأحباب: هذا هو قدرنا أن نكون في خضم الصراع، هذا هو قدرنا أن ندافع عن ديننا، هذا هو قدرنا أن نكون في هذه الأرض المباركة، وأن نكون أبناء الإسلام الذي أعزنا به الله، وجعلنا نقدم التضحية تلو الأخرى بكل ما نعرفه من وسائل التضحية. لابد إذن من عودة الإسلام ليزلزل عروش الكفر، لابد إذن من عودة الإسلام ليزلزل الأرض تحت أقدام اليهود، ولكن هل من ثمن وهل من مقابل؟ نعم إن هذا المقابل هو التضحية بكل ما نملك في سبيل الله، المقابل هو بذل أرواحنا رخيصة فداءً لديننا، المقابل هو بذل دمائنا رخيصة في سبيل الله لننال رضا الله عز وجل ولكي نصل إلى ما نتمناه.

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ) صدق رسول الله. [صحيح مسلم]، فالموت إخواني آت لا محالة، لن يدفعه دافع، وإن كان الأمر هكذا فلم لا نستقبل الموت ونحن مقبلون عليه غير مدبرين منه، لم لا نبحث عنه قبل أن يبحث عنا ولن يخطئنا، فمن الخزي أن نموت كالبعير، ومن الذل أن نرضى بحياة، فلنقف إخوتي صفًا واحدًا في وجه المؤامرة، ونتحد تحت راية الإسلام، تحت راية الله عز وجل،

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 103]، وهذا النداء أوجهه بشكل خاص إلى الإخوة في حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، فبهذه العملية ننتقم جميعا للشهيد القائد (هاني عابد) وبهذه العملية ننتقم للشهيدين الأخوين (صلاح شاكر) و(أنور سكر)، وبهذه العملية أيضًا ننتقم للشهيد البطل (أشرف السندي)، وبهذه العملية ننتقم لكل شهداء فلسطين الذين سقطوا عبر سنين الجهاد والمقاومة.

الأهل الأحباب: أوجه إليكم كلمتي هذه طالبًا منكم أن تسامحوني، وتشركوني في صالح دعائكم فالأمر لم يكن بيدي ولا هو باختياري، بل كان اختيار الله عز وجل. كما أن هذا العمل لم يكن شجاعة مني بل كانت الأمانة، نعم هي الأمانة، الأمانة التي استودعني الله إياها، ولما آن الوقت أن أرجعها إلى مالكها رددتها إليه، فادعوا لي الله أن أكون قد حافظت على هذه الأمانة، وأن أكون قد أتممتها على خير وجه، ولهذا لا يعتقد أحد منكم أنني قد وضعت حدًا أو نهاية لحياتي، بل إنني وضعت حجر الأساس لحياة جديدة في ظل الرحمن إن شاء الله، وإلى لقاء قريب في جنات الخلد مع الأحبة إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد عبد الرحيم أبو هاشم