وصية الشهيد المجاهد: محمد مصطفى علي الجزار

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المجاهدين، ومن تبعهم إلى يوم الدين. أما بعد:

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

إلى المجاهدين المرابطين في سبيل الله: أبناء الإسلام العظيم، إليكم صوتي هذا الذي بإذن الله سوف يعلو قريبًا فوق مآذن الشهداء، ها أنا أتحدث إليكم عبر وصيتي وقبل استشهادي بإذن الله، ولا أناديكم كبرياءً إنما بحق الأخوة بيننا كمسلمين مجاهدين، وهذا ندائي للعالم أجمع: أن ابقوا على عهد رسولنا الكريم، وكونوا لدين الله مخلصين، ولا تبتعدوا عن إخلاصكم بحال من الأحوال وجاهدوا في سبيل الله، وكونوا مثل (صلاح الدين) محرر القدس، وأوصيكم لأذكركم؛ لأن الذكرى تنفع المسلمين. تذكروا دائمًا الإخوة الشهداء والجرحى، وتفننوا في قتال الاحتلال الصهيوني المستبد من أجل تحرير القدس.

وأطلب من أمي في هذه الوصية: أن لا تبكي عليّ إذا نلت الشهادة، لأنني طالب الشهادة، ومتمنيها وسلامي إلى أهلي، والأقارب، والأحبة، ووالدي، وإخواني، وأخواتي، وصديقي الذي حثني على صلاة الفجر في المسجد، وساعدني على حفظ سورة الأنفال، وأودعكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمد مصطفى الجزار