وصية الشهيد المجاهد: محمود بكر محمد عيسى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

أخي المسلم، أختى المسلمة: إلى كل من يهمه الأمر، نعم لمن يهمه الأمر لأننا مسلمون على أرض مقدسة، أرض الرباط أرض الإسراء والمعراج، الأرض التي فرضت عليها الصلاة.

أيها الشعب المعطاء، أيها الشعب المسلم: يا من تكرهون الاحتلال والظلم والفساد، يا من تحاربون بدمائكم الطاهرة لماذا تغفل عيونكم عن هذه المناطق الشيطانية التي تمارس بها الرذيلة؟ الذي سنسأل عنها يوم القيامة يوم نقف بين يدي الله للمحاسبة على أعمالنا، ونحن نشاهد هذه الأعمال الشنيعة بين أعيننا التي حين نفعل تفزع الطيور من أعشاشها، وتقشعر لها الأبدان، وتجف الدماء في العروق. عندما نسمع هذه القصص نتمنى أن تبتلعنا الأرض حتى لا نسمع من الذي نسمعه ونراه، هل هؤلاء الخونة لا يرون ما يحدث ونحن كل يوم بل كل ساعة ودقيقة نذبح ونقتل وندمر؟!

كيف لا يفكرون بقاطع اللذات والشهوات، وهو الموت وهم يغضبون الله، هل يضمنون حياتهم؟ هل الإسلام حرمهم من شيء والمتعة، فالإسلام حرم الزنا وحلل الزواج.

يا من تقومون لمواجهة الاجتياحات والآليات بصدوركم العارية، والله لو تخرجون إلى تلك المناطق الشيطانية أولاً لكان أفضل عند الله قبل أن نحارب اليهود، لأن اليهود كفرة ونحن مسلمون ونشاهد المسلمين ماذا يفعلون في الأرض المقدسة. نعم أمرنا الله بمحاربة اليهود ومقاتلتهم، فقبل أن نحاربهم نحارب الفساد قبل أن يزلزل الله علينا البلاد كما حدث في أندونيسيا وسيرلانكا. فأين أساتذة الدين والتاريخ فليتكلموا عن تاريخ الأمة الإسلامية، أين أئمة المساجد ليتكلموا عن حرمة الأعمال المخلة بالإسلام وعادات المسلمين؟ أين (حماس) و(الجهاد) و(كتائب الأقصى)؟ وأين من يدعون الوطنية والحرص على كرامة وسلامة هذا الوطن الذي دفع الكثير وقدم الكثير الكثير. فبلدنا تكثر بها المشاكل العائلية لأسباب تافهة فيشهرون السلاح على بعضهم البعض فتزهق الأرواح بغير حق، فأين هم من هذه المناطق الشيطانية المشبوهة؟ كيف لو جاءه ملك الموت لحظة ارتكابه المحرمات، ماذا يضر من يفعل المحرمات لو جاءه الأجل وهو يقرأ في كتاب الله تعالى أو يقضي وقته في قيام الليل والعبادة؟

إلى كل من غره الشباب: والفتن والصحة والعافية فغفل عن الاستعداد للحياة الحقيقية في الدار الآخرة. أخي المسلم: إذا نازعت نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات، وقاطع الشهوات، ومفرق الجماعات الموت، واحذر أن يأتيك ملك الموت وأنت على حال لا ترضى الله عز وجل، وتكون من الخاسرين فشتان من يموت في أحضان المومسات، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسموات، فلنقم بمحاسبة أنفسنا قبل أن نقع في المحظور، ولتظل تلك الأقوال التي توزن بماء الذهب بل من أعلى تردد في قلوبنا كلما أمرتنا النفس بالسوء أو بالظلم، أو العدوان، أو انتهاك الحرمات، أو أكل أموال الناس بالباطل، أو غير ذلك من المعاصي.

فلنرد دائمًا: هل يسرنا لو أن ملك الموت أتانا في تلك اللحظة؟ هل يسرنا لو أننا ارتكبنا المعاصي وسجلت في صحائفنا وحسبت علينا عند الجواز على المستقيم؟ وعند نصب الميزان؟ وعند الوقوف بين يدي الله للمساءلة.

أخي المسلم، أختي المسلمة: فلنتق الله في أنفسنا، ولنزن أعمالنا قبل أن توزن علينا، ولنتعامل مع الدنيا بقدرها، فلا نعطيها أكثر مما تستحق، ولنعمل للحياة الأبدية الخالدة بما تستحق.

وأخيرًا: أرجو منكم وصول صوتي هذا إلى كل من يهمه الأمر، وإنني أثق أن الأمر يهم كل من هو مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

محمود بكر عيسى