وصية الشهيد المجاهد: عبد الفتاح عثمان محمد عدوي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

الحمد لله رب العالمين، خالق الكون، ومذل الجبابرة والمتكبرين، المنزل في كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة:111]

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وإمام المجاهدين محمد بن عبد الله القائل: (الْجِهَادُ مَاضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ). [المعجم الأوسط للطبراني]، والقائل: (لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخِرَيْ امْرِئٍ أَبَدًا). [مسند أحمد بن حنبل]، صدقت يا رسول الله. أما بعد:

والله إن الأمة الإسلامية لتعيش أسوأ مراحلها، فبعد أن كانت في مقدمة الركب أصبحت الآن في ذيل القافلة، فوالله ما وضعها في هذا الوضع من الذل والهوان إلا بعد أن تركت دينها، وتركت سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وذهبت تلهث وراء مصطلحات وأفكار غربية ما أنزل الله بها من سلطان، فسلط الله عليهم حكامًا لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا يخشون من الله، ولا يخشون الله، ولا يخشون غضبه، إنما يخشون فقط ويعملون حسابًا فقط لأمريكا حتى جعلوا هذه الأمة في ذل العبيد، فها هم يقولون صراحةً لا نريد حربًا ولن نحارب، مع أن الأطفال في فلسطين كل يوم يقتلون، ومع أن النساء كل يوم يذبحن، ومع أن الرجال كل يوم يُغتالون ويُعتقلون، ومع أن المنازل كل يوم تهدم، ومع أن المساجد كل يوم تدنس وتهدم، فاستحلفكم بالله متى بعد كل ذلك ستقولون حي على الجهاد متى؟ متى؟ مع أنكم قد أجبتم من قبل وقلتم لم يعد أمامنا إلا أن نستجدي أمريكا، حتى ترفع عنا غضبها. فحسبنا الله ونعم الوكيل، فحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفيمن يوالونكم ويدعمونكم.

يا شعوب الأمة الإسلامية: ألم يأن الأوان إلى امتشاق الأسلحة والخروج في سبيل الله؟ ألم يأن الأوان إلى الخروج إلى فلسطين والدفاع عن كرامة الإسلام والمسجد الأقصى؟

فوالله إن لم تخرجوا لن تقوم لنا قائمة بعد الآن. يا شعوب الأمة الإسلامية: اتركوا الدنيا، واتركوا الخنوع في أسر الحكام، واذهبوا إلى الله، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، حتى تكون كلمة الله هي العليا. قوموا فإن الجهاد فرض عين على كل مسلم، ولا تتحججوا بالحدود، ولا تخشوا الأنظمة، ولا تخشوا إلا الله، ولا تعملوا حسابًا لأحد إلا لله، فوالله إن الله على نصركم لقدير. فوالله إن الله على نصركم لقدير.. فقوموا لتنصروه حتى ينصركم.

إلى أهلي في مصر الحبيبة: إلى (أمي) و(أبي)، إلى (إخواني) و(أصدقائي)، والله إني مشتاق إليكم شوقًا ما بعده شوق، وأحبكم حبًا ما بعده حب، وإن لقاءنا الجنة بإذن الله. فأرجو منكم إن وصلكم خبر استشهادي أن تسامحوني، وأرجو من جميع من يعرفني أن يسامحني، وأرجو من (أمي) ألا تحزن عليّ، وأن تفرح وأن تفرق الحلوى في عرس استشهادي، وإني لأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

وأقول إلى أبناء القردة والخنازير: أنتم الآن تدمرون منازل أسر الشهداء الفلسطينيين الذين أذاقوكم الذل والعار، تدمرون منازلهم بطائرات الـ F16لكي ترهبوا المنتظرين من الاسشهاديين الفلسطينيين، فما بالكم بالاستشهاديين المصريين والمسلمين من كل أنحاء العالم؟ وها أنا الشهيد الحي ابن الإسلام ابن (سرايا القدس) الجناح العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي) وابن (القرين) وابن (الشرقية) وابن (مصر) (عبد الفتاح عثمان محمد علي سليمان عدوي) الشهير بـ (سيد عبده) أقول لكم: هذا هو عنوان منزل أسرتي فلتذهبوا بطائراتكم لتدمروا منزل أسرتي إن كنتم تقدرون!! وإن استطعتم فهل تستطيعون أن تدمروا منازل أسر ملايين الاستشهاديين؟ فلترحلوا يا أبناء القردة والخنازير من هذه الأرض؛ لأننا بإذن الله لن نترككم تعيشون هنا. فلترحلوا قبل أن تدفنوا، فلترحلوا قبل أن تكون هذه مقبرتكم.

اللهم انصرنا يا رب، اللهم اجعلني طلقة تخترق أجساد الصهاينة وحصونهم، اللهم رمِّل نساءهم، واللهم يتّم أطفالهم، اللهم آمين يا رب العالمين. اللهم انصرنا عليهم وقو شوكتنا يا رب العالمين، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ من سخطك والنار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

عبد الفتاح عثمان محمد عدوي