شهيد على منصة تخريج الكلية العصرية الجامعية!

خرّجت الكلية العصرية الجامعية، مساء أمس، الطالب الشهيد "محمد عامر" ثابت الجلاد، تخصص المساحة والأراضي، والذي استشهد في سجون الاحتلال مطلع العام الجاري نتيجة سياسة الاهمال الطبي المتعمد بحق الاسرى.

وكانت لحظات مؤثرة للغاية، حين اعتلى والد الشهيد ووالدته منصة التتويج في مسرح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لاستلام شهادة ابنهم الشهيد من د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي، ود. إيهاب بسيسو وزير الثقافة، والمهندس سامر الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية، ومديرها ناصر الشيوخي، حيث تسللت الدموع عنوة إلى حناجر المتحدثين، ووجنات الوالدين والغالبية العظمى لمن غصت بهم القاعة.

تماسك الأب بعض الشيء، مع أنني خلته يترنح حزناً، بينما كانت ملامح الأم تفضح حزنها الطبيعي على ابنها الذي تمنت أن يكون بين الخريجين من أصدقائه وزملائه وزميلاته .. يرمي قبعة التخرج عالياً، ويخلع عنه ثوبه الأسود بعد انقضاء مراسم التخريج، للخروج مع أصدقائه في شوارع رام الله، لربما إلى بوظة "ركب" أو "بلدنا"، أو لمتابعة مباراة "الكلاسيكو" بين الناديين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة، بعد أن يستقبل قبلات وأحضان والدته ووالده والعائلة، أو لربما يعود فوراً إلى طولكرم برفقة أسرته.

وبصوت يرتجف عبر ثابت الجلاد والد الشهيد عقب تسلم شهادة ولده عن أمله بالتوفيق لزملاء وزميلات ابنه الشهيد بالتوفيق في حياتهم العملية بما يصب في خدمة وطنهم فلسطين.

أما والدته فعبرت عن فخرها بكون ابنها كان أحد طلاب الكلية العصرية الجامعية، معبرة، هي التي حبست دموعها لبعض الوقت قسراً، عن أمنيتها في لو كان على منصة التتويج بنفسه، مقدمة تبريكاتها وتهانيها لكافة الطلاب "النشامى" والطالبات "النشميات" من أبناء فلسطين "التي كافحت، وإن شاء تتحرر عن قريب".

ووجهت والدة الشهيد جرار تحياتها إلى أمهات الشهداء الفلسطينيين في كل مكان داخل الوطن وخارجه، كما تمنت الإفراج العاجل للأسرى "البواسل"، داعية الجميع للترحم على ابنها الشهيد الخرّيج محمد، وقراءة الفاتحة على روحه.

وكان الشهيد محمد عامر الجلاد (24 عاماً)، استشهد في شباط الماضي، في زنازين الاحتلال، متأثراً بجراح أصيب بها، عقب اعتقاله جريحاً بذريعة محاولته تنفيذ عملية طعن عند حاجز حوارة العسكري في نهاية تشرين الثاني 2016.

وفي حينه، قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الاسير محمد الجلاد هو من سكان محافظة طولكرم، لافتاً إلى أنه اعتقل بتاريخ 9/11/2016، عندما أصيب برصاص الاحتلال في منطقة الصدر عند حاجز حوارة، أثناء ذهابه لتلقي جلسات علاج، منوهاً إلى أن الجلاد يعاني من مرض السرطان في الغدد اللمفاوية.

وقال: خلال ذلك أطلقت قوات الاحتلال النار عليه بشكل تعسفي وبدون أي سبب وتم اعتقاله، وقضى فترة علاجه في العناية المكثفة في مستشفى بيلنسون الإسرائيلي، إلى أن أعلن عن استشهاده.

وحمل قراقع، آنذاك، حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومصلحة السجون وجيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشاب محمد الجلاد، لأن ذلك كان عبارة عن مشروع إعدام، عندما أطلقت النيران عليه، ما أدى إلى اصابته بجروح، بالإضافة إلى الإهمال الطبي في التعاطي مع مرضه، ما سرّع في استشهاده.