مؤسسة مهجة القدس ©
الأسير رائد السعدي: عميد أسرى الجهاد وأسرى جنين
عميد أسرى الجهاد الإسلامي ÙÙŠ سجون الاØتلال
جنين/ مهجة القدس:
يعد الأسير رائد السعدي عميد أسرى جنين؛ وهو أقدم أسير من Ù…ØاÙظة جنين شمال الضÙØ© المØتلة؛ وهو اليوم يدخل عامه الثلاثين ÙÙŠ سجون الاØتلال؛ وهو عميد أسرى Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ سجون الاØتلال الصهيوني.
الميلاد والنشأة
ولد الأسير رائد السعدي ÙÙŠ بلدة سيلة الØارثية قضاء جنين شمال الضÙØ© المØتلة؛ وبالتØديد يوم الأØد المواÙÙ‚ 20/02/1966Ù…Ø› لأسرة مكونة من خمس شقيقات وأربعة أشقاء؛ وكانت أسرته تسكن بالقرب من المسجد الكبير وسط بلدة السيلة الØارثية؛ والتØÙ‚ بالمدرسة وأنهى تعليمه الثانوي ÙÙŠ مدارس جنين.
الاعتقال الأول
على خلÙية التظاهرات والÙعاليات التي كانت تسود أنØاء متÙرقة من الضÙØ© الغربية وقطاع غزة بين الØين والآخر؛ كان الأسير السعدي لا يتوانى ÙÙŠ المشاركة بكاÙØ© هذه الÙعاليات الشعبية؛ منذ أن كان طالباً ÙÙŠ المدرسة الثانوية؛ ÙˆØتى بعد أن أنهى دراسته الثانوية استمر ÙÙŠ المشاركة بمثل هذه الÙعاليات والاØتجاجات المختلÙØ©Ø› لتعتقله قوات الاØتلال على خلÙية تلك الÙعاليات؛ وقيامه برÙع العلم الÙلسطيني على Ø£Øد أعمدة الكهرباء ÙÙŠ قريته؛ وكان ذلك ÙÙŠ العام 1984Ù…Ø› ومكث ÙÙŠ سجون الاØتلال ستة أشهر؛ لم تنل منه ومن عزيمته ومعنوياته ÙÙŠ مواصلة مشواره الجهادي.
مواصلة المشوار الجهادي
بعد خروج رائد من سجون الاØتلال الصهيوني؛ قرر أن يلتØÙ‚ بالجامعة؛ إلا أن المقاومة ومقارعة الاØتلال ÙÙŠ كل الشوارع والقرى والمخيمات؛ سيطرت على وجدانه ونتيجة لأعماله الجهادية التي نكل بها ÙÙŠ الاØتلال وجنوده بأكثر من مرة؛ لاسيما مع انÙجار الانتÙاضة الأولى نهاية العام 1987Ù…Ø› Øاولت قوات الاØتلال الصهيوني اعتقاله بشتى الطرق والوسائل إلا أنها Ùشلت؛ وكضغط عليه وللنيل منه ومن معنوياته قاموا باعتقال والدته وأشقائه لعدة أشهر؛ إلا أن ذلك لم ينل من عزيمته وإصراره على إتمام الطريق الذي سلكه؛ ونظراً لاستهدا٠عائلته المستمر من قبل قوات الاØتلال؛ قام السعدي بزيارة لعائلته للاطمئنان عليهم لاسيما والدته التي نالت الويلات ÙÙŠ الاعتقال والتØقيق المستمر من قبل مخابرات الاØتلال؛ إلا أن الوØدات الصهيونية الخاصة والمتنكرة ÙÙŠ ثياب المستعربين Øاصرته واعتقلته ÙÙŠ مكان قريب من منزله؛ وكان ذلك بتاريخ 28/08/1989Ù….
التØقيق القاسي
يتØدث الوالد أبو عماد السعدي عما تعرض له ولده رائد ÙÙŠ بداية اعتقاله: "تعرض رائد لتØقيق قاسي، لمدة زادت عن ثلاثة أشهر، وتناوب على التØقيق معه عدد من ضباط الشاباك وتم نقله بين عدة سجون، وذاق صنو٠من العذاب وألوان من أجل إذلاله؛ Ùكَسروا أنÙÙ‡ وأصابوه بقدمه اصابة بالغة، وكان معظم الوقت مقيّد اليدين وجالساً على كرسي خشبي٠مؤلم لأيام؛ إلا أن رائداً أصر على عناده وتØديه للمØتل".
وبسبب التØقيق القاسي الذي تعرض له أصيب رائد بعدة أمراض مازال يعاني من بعضها Øتى الآن وعلى مدار ربع قرن من الاعتقال والØرمان؛ ÙˆÙ„ÙŠØµØ¨Ø Ø±Ø§Ø¦Ø¯ Ø£Øد ضØايا سياسة الإهمال الطبي المتعمد والذي تنتهجه إدارة مصØØ© السجون الصهيونية بØÙ‚ الأسرى ÙÙŠ سجون الاØتلال؛ ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙŠØ¹Ø§Ù†ÙŠ من عدة أمراض يذكرها الوالد باقتضاب: "يعاني رائد من قرØØ© ÙÙŠ المعدة، وخÙقان القلب المستمر، وآلام ÙÙŠ Ù…Ùصل القدم؛ وهو لا يتناول إلا طعام خاص Ù…Øدد يتضمن بعض التمر والعسل Øسب العلاج المقرر له لأنه ممنوع عن الكثير من الأطعمة بسبب سوء وضعه الصØÙŠ".
المØكمة والØكم الجائر
يقول الØاج أبو عماد مستذكراً المØكمة الصهيونية التي أصدرت Øكماً على ابنه بالسجن المؤبد مرتين: "رÙض رائد الوقو٠لهيئة المØكمة الصهيونية؛ ÙÙŠ Øين وق٠جميع الأسرى الذين كانوا معه ÙÙŠ ذات القضية؛ وبعد مشاØنات مع ضباط ورجال الشرطة الصهيونية؛ أصر رائد على عدم الوقو٠ÙÙŠ إشارة منه لعدم الاعترا٠بهيئة المØكمة؛ ولما توجه القاضي بتعني٠رائد لعدم اØترامه للمØكمة؛ وقال القاضي الصهيوني لرائد من الطبيعي أن تق٠لهيئة المØكمة؛ رد عليه رائد لكن الطبيعي أن أكون ÙÙŠ مكانك وأنت وأمثالك الصهاينة ÙÙŠ مكاني؛ وأÙØكامكم على جرائمكم ضد أبناء شعبي".
وأصدرت المØكمة الصهيونية Øكماً مشدداً على الأسير السعدي بالسجن المؤبد مرتين؛ بتهمة الانتماء Ù„Øركة الجهاد الإسلامي والمشاركة ÙÙŠ عمليات للمقاومة ضد قوات الاØتلال الصهيوني؛ Ùلم يكن من رائد إلا أن طلب من المرØومة والدته إطلاق زغرودة Ùلسطينية تعبيراً وابتهاجاً بالØكم؛ وردد أن الØكم لله أولاً وأخيراً.
أسرى الدÙعة الرابعة وأمل الأم الأخير
ما إن تكشÙت الأنباء عن نية دولة الاØتلال اطلاق الأسرى القدامى ما قبل أوسلو؛ ÙƒØسن نية ÙÙŠ مقابل عودة السلطة للمÙاوضات؛ كبرت آمال أهالي جميع الأسرى ومنهم عائلة الأسير السعدي ووالدته المريضة التي علقت كل آمالها بتكØيل عينيها برؤية ابنها واØتضانه؛ لكن الاØتلال أبى إلا وأن ينغص على العائلة؛ وقسم الأسرى المنوي الاÙراج عنهم على دÙعات؛ وليكن نصيب الأسير السعدي ضمن الدÙعة الرابعة؛ ونَكَل الاØتلال بوعوده كعادته Ùقرر الغاء الاÙراج عن أسرى الدÙعة الرابعة؛ لتتØطم آمال الوالدة التي عانت منذ ربع قرن على Ùقدانها لولدها بين ردهات السجون وزنازين الاØتلال؛ ورØلت الأم عن هذا العالم ÙÙŠ يونيو 2014Ù…Ø› بعد أن رØÙ„ الأمل الأخير باØتضان ولدها Øراً من سجون الاØتلال الصهيوني.
ÙˆÙÙŠ اتصال هاتÙÙŠ مع "مهجة القدس" يقول والده الذي بلغ الثمانين من العمر وبمرارة بالغة: "منذ ما يزيد عن العام لم أستطع زيارة ابني؛ Øيث شهدت Øالتي الصØية تدهوراً Øاداً Ùأعاني من آلام ÙÙŠ المÙاصل؛ ونقص الدم ÙˆØالة تÙسمى كسل ÙÙŠ انتاج الدم ولا أمشي إلا بمساعدة آخرين؛ مما لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„ÙŠ بعناء السÙر والانتظار لزيارة رائد؛ وعرض علي الصليب الأØمر استقدام اسعا٠خاص والقيام بتنسيق مع إدارة مصلØØ© السجون لأقوم بزيارته إلا أن رائد وما إن وصله الخبر رÙض ذلك؛ طالباً راØتي؛ ومتمنيا لقاء قريبا بي ÙÙŠ بيتي؛ وبسبب المنع الأمني لا يتمكن إخوته من زيارته إلا مرة واØدة ÙÙŠ السنة".
ويضي٠الØاج أبو عماد: "كان قلب المرØومة والدته ينÙطر ألما وشوقا لرؤية رائد؛ إلا أنها Ùارقت الØياة ÙÙŠ يونيو الماضي؛ وذلك بعد أن Ùقدت النظر Øزنا على Ùلذة كبدها؛ وتأملت ÙˆØلمت لآخر Ù„Øظة أن تØضر ØÙÙ„ زÙاÙÙ‡".
وكتب الوالد أبيات شعر ÙŠÙخر بها بابنه المغيب ÙÙŠ سجون الاØتلال:
"ولدي Ù„Ùمثلكَ تنØني الأبطال *** وبنور دربك تهتدي الأجيال
قد كنت رائدهم ليوم كريهة *** وبÙضل رائد تعظم الأÙعال
أبطالنا Ùخـــــر لأمة يعرب *** وبعزم رائد ÙŠÙخر الأبطال"
رØيل الأØبة
لا يكاد أن ينجوا أي أسير ÙÙŠ سجون الاØتلال من معاناة Ùقدانه لأØبته وأقاربه والعزيزين على قلبه؛ وهو مغيب ÙÙŠ غياهب السجون؛ وهذا ما تكرر مع رائد السعدي الذي Ùقد شقيقه الأكبر عماد ووالدته وهو ÙÙŠ سجون الظلم والعدوان الصهيوني.
أصيب شقيق الأسير المجاهد رائد السعدي "عماد" بمرض السرطان؛ وخلال علاجه بين الأردن والقدس كانت أمنية عماد أن يرى شقيقه رائد؛ ورغم تقديمه لطلب ØªØµØ±ÙŠØ Ø²ÙŠØ§Ø±Ø© مرÙقا بعشرات التقارير الطبية التي تثبت خطورة Øالته الصØية؛ إلا أن سلطات الاØتلال رÙضت منØÙ‡ تصريØØ› ليرØÙ„ عن هذا العالم ÙÙŠ أغسطس/ آب 2010Ù…Ø› وقلبه معلق على آخر أمل برؤية لرائد والتي Øرمه الاØتلال منها.
وهذا ما تكرر مع الوالدة التي رØلت ÙÙŠ شهر يونيو الماضي؛ وعلى مدى سنوات اعتقال ابنها رائد والبالغة ما يزيد عن ربع قرن من الزمان لم تتأخر عن أي من Ùعاليات التضامن مع الأسرى Øتى عرÙها الجميع وأØبها؛ ولم تتأخر يوما عن أي بوابة من بوابات السجون الصهيونية طلبا لرؤية Ùلذة كبدها رائد؛ لترØÙ„ وتزيد آلام رائد بØرمانه من وداعها الأخير ÙÙŠ مشهد لم ولن يتكرر إلا ÙÙŠ سجون الظلم والعدوان الصهيوني؛ رØلت أم رائد وكان آخر أمل لها أن تØتضن ابنها وتشهد ØÙÙ„ زÙاÙه؛ إلا أن مشيئة الله تبارك وتعالى لم تكتب لها ذلك.
الدائرة الإعلامية