والدة الأسير نضال البرعي..لا تأبه لسنوات شقائها من أجل حرية نجلها

لم تأبه بالجو البارد، وبزخات المطر المتساقطة على وجهها الذي كشفت تجاعيده عن معاناة سنين طوال، فتساقطت عليه حبات المطر لتختلط بدموعها التي طالما رافقتها خلال السنوات التي تعتقل فيها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" نجلها الأربعيني نضال محمد البرعي.

فالسبعينية أن نضال البرعي، ورغم سنوات شقاءها الطويلة، إلا أنها مازالت تتمسك بقوة إرادة لا يمكن أن يحتملها سوى والدة أسير عانت من فراق نجلها منذ 22 عاماً هي المدة التي قضاها ابنها نضال في سجون الاحتلال والمحكوم ب 30 عاماً.

البرعي البالغ من العمر 47 عاماً، من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ولد في 23/02/1970م؛ وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، ويقبع حالياً في سجن "نفحة"، بات أحد أعمدة الأسرى بعد أن أمضي في السجون 22 عاماً.

يُشار إلى أن قائمة عمداء الأسرى، هم الأسرى الذين أمضوا ما يزيد عن عشرين عاماً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

وتوضح السبعينية البرعي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"ØŒ أن نجلها نضال يُحرم من زيارة زوجته وأولاده، ولا يسمحون سوى لها بزيارته، حيث الطريق الصعبة والمعاملة السيئة ولكن تحتملها من أجل رؤية ابنها والاطمئنان عليه.  

أم نضال التي استشهد نجلها الثاني معين البرعي في الخامس من أكتوبر 1993، تشتاق لرؤية نجلها نضال بين يديها كي يعوضها عن استشهاد معين في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال آنذاك.

البرعي لم تنفك عن الحديث عن نجلها وعلى وجهها ابتسامة تعلو شفتيها: "كان شجاعاً وبطلاً لا أحد يستطيع أن يسيره – يمشي كلمته عليه- ويتمسك بقراره، فهو بطل وسجن لأنه بطل ورجل بمعنى الكلمة".

ومنذ اعتقال "نضال" خضع لتنقلات عديدة بين سجون الاحتلال المختلفة، حيث يقبع حالياً في سجن نفحة، خلافاً للإجراءات والتحقيقات القاسية والتعسفية التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله الطويلة، عدا عن العزل الانفرادي.

ووفقاً لوالدته فنضال اعتقل في السابع عشر من يناير 1997، وأصدرت المحكمة الصهيونية بحقه حكماً بالسجن (30) عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري؛ والتخطيط لعملية "بيت ليد" البطولية التي نفذها الاستشهاديان صلاح شاكر وأنور سكر وأدت إلى مصرع 24 جندياً صهيونياً وإصابة أكثر من 80 آخرين في حينه.

الحاجة أن نضال لم تأبه للمطر الذي يتساقط، فتخرج للاعتصام في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر فتضيف: هذا أقل ما يمكن أن نقدمه من أجل أسرانا، ماذا فعلنا أمام صمودهم ونضالهم وسجنهم في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

الحاجة أم نضال، لم تكف عن الدعاء لنجلها برؤيته واحتضانه بين يديها ، لرؤية أولاده، والفرح بهم، بعد أن كبروا وأصبحوا شباناً وهم الذين تركهم وهم صغار، لكنها تعود مجدداً ورغم دموعها التي سالت على خديها: "كله فدا الوطن وكله بيهون لأجل فلسطين".

المصدر/ فلسطين اليوم