الشهيد القائد أبو حسنين.. أجهز على 3 جنود وأول من قصف "تل أبيب"

يهلُّ بدرا جهاديا في كل ميدان وساح، يستحث همم رفاقه لمقارعة العدو، يمضي واثقا بنصر ربه، يرقب سماء وطنه التي تحلق فيها صواريخ البراق والفجر في أي مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، لا يأبه التهديد ولا الوعيد، إنه الشهيد القائد حسن أبو حسنين (34 عاما) نائب مسؤول لواء الوسطى في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وارتقى القائد "أبو حسنين" برفقة ستة من مجاهدي السرايا وكتائب القسام الاثنين الماضي، خلال محاولتهم إنقاذ مجموعة من مجاهدي الإعداد في سرايا القدس كانوا داخل نفق "عابر" للسياج الفاصل مع أراضينا المحتلة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، حين استهدفتهم طائرات الاحتلال بخمسة صواريخ.

الفوز بإحدى الحسنيين

الفوز بإحدى الحسنيين، هذا ما عمل له "أبو حسنين" منذ التحاقه بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نعومة أظفاره، ومن ثمّ التحاقه بصفوف سرايا القدس مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000م. كما يقول "محمد" شقيقه الذي يصغره بعامين.

وأضاف محمد في حديثه: من حرص شقيقي على المقاومة، ويقينه بأنها الخيار الأوحد لاستعادة أرضنا من المحتل الغاصب، كان دوما يحثنا على السير بذات الدرب، واللحاق بركب الشهداء.

ويعتبر الشهيد حسن ثاني أشقائه الذين انضموا بقافلة الشهداء بعد استشهاد شقيقه "مصطفى" قبل نحو خمس سنوات.

وكان الشهيد حسن على قائمة المطلوبين للاحتلال الصهيوني، حيث تعرض لست محاولات اغتيال، كان أبرزها  في العام 2003 خلال اجتياح قوات الاحتلال لمخيم البريج حيث يقطن الشهيد، حينها تحصّن الشهيد "حسن" داخل منزله واشتبك مع جنود الاحتلال من مسافة قريبة جدا، ما أسفر عن مصرع ثلاثة جنود بحسب اعتراف الاحتلال في حينه، وتدمير المنزل.

ساحات أخرى للجهاد

وما أن اندحر العدو من المنطقة حاملا أشلاء جنوده، ويجر أذيال الخيبة والهزيمة، حتى هبّ أهالي المخيم إلى المنزل وقد تحوّل إلى كومة من الحجارة، معتقدين أن "حسن" قد فارق الحياة شهيداً، وإذ به يصرخ مهللا ومكبرا من تحت الانقاض، قابضا على سلاحه.

الحياة التي منحها الله للشهيد الحي "حسن أبو حسنين" بعد محاولة الاغتيال تلك، لم تكن إلا إيذانا بانتقال "أبو حسنين" إلى ساحات أخرى من ساحات الجهاد والمقاومة، حيث أسند إليه العمل في وحدة الصواريخ التابعة لسرايا القدس.

وخلال تلك الفترة، شارك في إطلاق العشرات من الصواريخ باتجاه عمق الكيان الصهيوني، ومن أبرز عمليات إطلاق الصواريخ التي قام بها الشهيد "أبو حسنين"، إطلاق أول صاروخ باتجاه "تل أبيب" ردا على جريمة اغتيال القائد الكبير في كتائب القسام أحمد الجعبري، ومرافقه محمد الهمص في الرابع عشر من ديسمبر 2012م. كما قال أحد مجاهدي السرايا.

طريق الجهاد والمقاومة

أم حمزة زوجة الشهيد "أبو حسنين" والتي بدت أكثر تماسكا أمام أطفالها الأربعة، تحدثت عن اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد رفيق دربها، وقالت "دقائق معدودة كانت فاصلة بين إعداد الطعام والاتصال الذي جاءه، للتوجه سريعا نحو نفق للمقاومة الذي تم قصفه من طائرات الاحتلال".

وعادت الزوجة الصابرة على فراق زوجها بشريط مليء بالذكريات، التي جمعت زوجة بشريك حياتها مدة 14عاما،  لتتابع: " اختار زوجي طريق الجهاد والاستشهاد، قبل أن يجمعنا الله في بيت واحد بسنوات عديدة، إذ تقدم لخطبتي بعد أشهر قليلة من تدمير بيت عائلته فوق رأسه، ليصبح فيما بعد أحد المطلوبين للاحتلال الصهيوني".

وتواصل" أعوام عديدة جمعتني بزوجي ووالد أطفالي، لم أعهد خلالها سوى زوجاً طيباً معطاءً وحنوناً، تميز بصبره على الابتلاء، وحرصه الشديد على حفظ أبنائنا القرآن الكريم، والصلاة في وقتها بالمسجد".

وعن رحيله المفجع، أكدت الزوجة المكلومة، أن هذا الرحيل وهذا الاختيار الرباني له ما كان إلا دليل على صدقه وإخلاصه فيما كان يعمل له، حيث كان دائم الدعاء بأن يرزقه الله الإخلاص في العمل والفوز بإحدى الحسنيين إما نصرا أو شهادة، ونحن لا نزكيه على الله ونحسبه قد فاز بالحسنيين. كما قالت.