الشهيد محيسن ترك الوظيفة ومشروع الزواج من أجل القدس

في الشهر التاسع من العام الحالي لم يتمالك الشاب محمد محيسن نفسه من الفرحة التي ملأت قلبه، لوجود اسمه ضمن كشف أسماء المعلمين الموظفين للعام 2017 – 2018ØŒ وزادت فرحته لاقترابه من مشروع الزواج الذي يرغب كغيره من الشباب في تكوين أسرة له ليعيش باستقرار وراحة بال.

ومنذ تلك الفرحة تغيرت حياة الشهيد محيسن وبدأ يستعد للوظيفة في الوقت الذي يُطلب منه، لكن ما حدث من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شغال تفكيره وبدأ يفكر في طريقة لنصرة القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ولم يجد الشاب محيسن البالغ من العمر 29 عاماً وسيلة لنصرة القدس سوى الاشتباك المباشر مع الاحتلال "الإسرائيلي" على حدود التماس شرق مدينة غزة، تاركاً خلفه ملذات الدنيا وشهواتها.

وكان الشاب محيسن استشهد برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" في مواجهات اندلعت في جمعة الغضب الثالثة منذ قرار ترامب شرق حي الشجاعية بتاريخ (21/12/2017)، وشُيع جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء شمال شرق مدينة غزة.

"محمد يتمتع بصفات كثيرة من "تواضع وطيبة وعلم ومرح ومساعدة الأخرين بالأفراح والأحزان"، والعديد من الصفات الحسنة التي باستشهاده سيفقدها الأهل والأحباب والجيران والأطفال" فاستشهاده كان صدمة مؤلمة لكل من عرفه"، وفقاً لقول عمه أبو رمزي.

وأضاف أبو رمزي لمراسل "فلسطين اليوم" وسط تنهيدات عميقة خرجت من وسط قلبه بنوع من الحزن -الجرح الكبير الذي تركه محمد لعائلته-: "كان محمدٌ خلوقاً ويقبل بأي عمل يتوفر له حتى لو كان العمل على حساب صحته وجسده وبسعر زهيد المهم عنده استمرار الحياة ورسم الفرحة والسعادة على وجوه الاخرين".

وتابع قوله: في الأحزان والأفراح كان محمد أنشط الشباب (ينظف يرتب يجهز كافة متطلبات الموقف)، وكان أخر شخص يغادر المكان بعد أن يطمئن على انتهاء كافة المراسم ومرورها بشكل سليم وسلس".

وأشار إلى أنه لاحظ على محمد في أيامه الأخيرة حزن عميق وعند سؤاله عن سبب ذلك قال: "إسرائيل تسرق عاصمتنا ولا نستطيع فعل شيء" حينها أدركت أن محمد ينوى الشهادة دفاعاً عن القدس والأقصى.

ولفت إلى أن محمد شارك في جميع أيام المواجهات على الحدود الشرقية لموقع "ناحل العوز" منذ إعلان ترامب بتاريخ (6/12/2017) وفي آخر جمعة سألت عنه الشباب فكان جوابهم: أن محمد قال لهم "ع المواجهات نصرة للقدس".

ووفقاً لأحد شباب الحجارة فإن الشهيد محيسن كان رمزاً للشجاعة والعنفوان رغم طيبته ودائم الابتسامة وكان يرفع دائماً علم فلسطين في مظهر سلمي وحضاري في وجه جنود الاحتلال، وأشار إلى أن محمد قبل استشهاده حاول وضع علم فلسطين على "السياج الفاصل" إلا أن قناص "إسرائيلي" أطلق النار عليه بشكل مباشر ما أدى لاستشهاده على الفور.

المصدر/ وكالة فلسطين اليوم