طارق قعدان: 17 اعتقالاً و12 عاماً في الأسر ووضعٌ صحيٌ سيء

التجهز من أجل حضور محاكمة أسير ليس سهلاً البتة، ووحدهم من عانوا مرارة المرور عبر المعابر المذلة، والتفتيش المهين، والجلوس لساعات طويلة، يعرفون معنى هذه الجزئية المؤلمة، ويفهمون وحدهم أيضاً معنى السفر بالسيارة لوقت لا يعلم صعوبته إلا من يكره الجلوس لساعات في وضعية واحدة.

الأمر الأكثر إيلاماً حين يكون كل ذلك دون جدوى، ولا يشفع لهم لدى احتلال متغطرس، حين يُمنعون من حضور محاكمة، رغم أن الأمور المتاحة لهم حين حضور محاكمة هو التكلم بالإشارة، وربما المغامرة والصراخ وسؤال الأسير عن حاله، مع علمهم أن ذلك قد يؤدي بهم إلى خارج المحكمة.

لقد مرت عائلة الأسير الشيخ طارق حسين قعدان (45عاماً) من بلدة عرابة، قضاء مدينة جنين، بهذه الصعوبات كافة، مشقة السفر والترقب لحضور محكمته والاطمئنان عن صحته، وفجأة تم إبلاغهم بحرمانهم من هذا الحق البسيط، شقيقة الأسير قعدان، المحررة منى قعدان، أكدت في حديثٍ خاص معها على أن عائلته حرمت من حقها في حضور محكمته في جلستيه الأخيرتين دون وجود سبب معين.

يتعمد الاحتلال الانتقام من الأسير قعدان والتنغيص على حياته، فهو أحد رواد السجن الذين لا يطمئن الاحتلال لحريتهم ويسارع في وضع أسباب جديدة لاعتقالهم مرة أخرى، حتى لو وصل به الأمر لمجرد اعتقالهم إدارياً بحجة وجود ملف سري، وهو ما يحاول الاحتلال فعله مع الأسير الشيخ قعدان.

تروي المحررة منى قعدان، كيف تعرض شقيقها لاعتقالاتٍ متفرقة على مدى أعوام طويلة، تقول" لقد تعرض طارق ل17 اعتقالاً على فترات متفرقة، ويبلغ مجموع السنوات التي أمضاها في سجون الاحتلال الصهيوني ال12 سنة".

تضيف قعدان" حتى هذه الحظة لا يوجد قرار صريح بخصوص قضية شقيقي غير أن النيابة تحاول فرض الاعتقال الإداري بحقه، علماً أنه يحاكم الآن على قضية".

الأسير الشيخ طارق قعدان تعرض لجلسات محاكمة متداولة طويلة، وفي كل مرة يتم تأجيل موعد النطق بحكم بحقه، رغم ما يعانيه من وضع صحي سيء، ورغم حرمان الاعتقال له من حقه في العلاج.

تتخوف عائلة الأسير قعدان من إقدام الاحتلال على تحويل ملف أسيرهم من قضية إلى اعتقال إداري حين لن تنجح في إثبات وجود تهم بحقه، فلا سنه يسمح باعتقالٍ إداري ولا وضعه الصحي.

تؤكد شقيقة الأسير طارق قعدان على أن شقيقها كان يعاني في الفترة الأخيرة من عدة مشاكل خطيرة أبرزها معاناته من مرض ضغط الدم، والسكري، كما تشير إلى أن شقيقها كان بحاجة إلى عملية منظار، ويعاني علاوةً على ذلك من وجود آلام في ظهره، كما ولم يتسن له إكمال علاجه خارج المعتقل، حتى أعاد الاحتلال اعتقاله من جديد.

الوضع الصحي للأسير قعدان يستدعي التفاف المؤسسات المسؤولة عن حياة الأسرى وشؤونهم حوله، خاصة حين النظر إلى سنوات اعتقاله وسنه وأمراضه، ومحاولات الاحتلال إلى حصره في دائرة الاستهداف بتكرار الاعتقالات بحقه.

تعاني كامل عائلة الأسير طارق قعدان من حرمانهم من الحصول على حق الزيارة، وما يؤلمهم هو عدم قدرتهم علاوةً على ذلك من حضور محاكمه، وهي الطريقة الوحيدة التي كانوا يطمئنون فيها على أوضاعه وصحته ومعنوياته.

يتواجد الأسير قعدان حالياً في معتقل مجدو، ولم يتلق حتى الآن أي علاج على أمراضه الكثيرة والمزمنة، منذ اعتقاله بتاريخ 13/11/2017.

في اعتقالته السابقة، أكدت شقيقته المحررة منى قعدان على أنه حرم من رؤية والدته حين توفاها الله، كما وحرم من متابعة علاج ابنه الوحيد خالد في هذا الاعتقال، وحرم من متابعة ابنته التي ستنتقل إلى مرحلة الثانوية العامة، وحرم كذلك من العيش في ظل حياة طبيعية برفقة طفلاته الثلاث الأخريات.

الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير الشيخ طارق قعدان لا تنتهي حتى أثناء اعتقاله، فحرمانه من حق الزيارة، وحق العلاج يفرض على عائلته المطالبة بنفض الغبار عن قضيته، والتآزر حوله وحول المسارعة في إخراجه من سجون الاحتلال، ف12 سنة أكلت من سنين عمره الكثير، ويكفي عائلته ما ذاقته من ألم الحرمان والمداهمات المتكررة للمنزل والتفتيش وتكبيل الأيادي.