"جهاد" شهيدٌ خلَف أسرةً لم تُبصره بحياته ولا بعدها

سيفتقد العاملون في جمع الخردة في شرق خانيونس صديقهم جهاد النجار منذ اليوم، بعد أن اغتالته رصاصة من قناصة الجيش الإسرائيلي الذين تمركزوا على امتداد السياج الحدودي الفاصل شرق غزة أمس الجمعة.

لكن حُزن هؤلاء الأصدقاء لن يساوي شيئًا أمام أسى عائلته التي لم تكن تُبصره أصلاً في حياته؛ فلجهاد (29 عامًا) والدُ وأربع شقيقات لم ينعموا بالبصر، ومثلهن من بنات وأبناء معافيات لن يُبصروه بعد استشهاده.

ولدى الشهيد النجار، ما يُمكن أن يُسمى "منزلاً" شرق خانيونس، فألواح الصفيح ولا شيء سواها هي الجدران والأسقف، ليزيد من سوداوية ظروف عائلته التي لا تريد سماع ما يُفجع هموم حياتهم المليئة بالبؤس.

حاولت "صفا" التحدُث إلى والدة الشهيد التي لم تقوى سوى على النحيب والدمع وترديد: "راح سند العيلة، الحمد لله شهدت عُرسه، واليوم أنا فخورة باستشهاده".

ابنته استبرق (8 أعوام) قالت هي الأخرى: "اليهود قتلوا أبويّ.. واليوم راح للجنّة".

ويبدو أن لهذا الشهيد حبٌ استثنائي لدى تلك الشقيقات الكفيفات، فإيمان (16 عامًا) ترجّت قريبتها للإمساك بيدها سريعًا للحاق بجنازته.

وتقول باكية: "أخذوا أغلى حاجة منّي، كان نفسي أشوفه وأحضنه، يا ليت لو عيوني تشوفه لو مرة بحياتي".

وبدءًا من الجمعة، الثلاثين من مارس الجاري، لن يكون جهاد مُعيلاً لأسرته التي تعتمد على بيع الخردة، حيث سيتولى خالهم محمد النجار من اليوم فصاعدًا-كما يقول- متابعة أحوال العائلة نصف الكفيفة.

ويقول الخال: "كل ما قدّمه جهاد كان جزءًا من واجبه الوطني تجاه فلسطين، وكل ما يُقدمه الشبان الفلسطينيون لن يوفيها حقها".

المصدر/ وكالة صفا