فتيات الجهاد يرتدين ثياباً بيضاء ويحملن صوراً للأسيرات نصرةً لهن

خلال فعالية لـ مهجة القدس والعمل النسائي للجهاد

غزة / مهجة القدس:

أثوابٌ بيضاء، ارتدتها شابات وفتيات بعمر الزهور على عدد الأسيرات داخل السجون، كُبلت أيديهن بقيود السجان، حملت كلٌ منها صورةً لأسيرةٍ تقبع في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، بياض وقيود تعني أملاً بالحرية، ووجعاً وصرخةً وإرادة وحكاية طفلة قاصر تتحدى السجان، وامرأة أُجبرت على ترك أطفالها لتدفع ضريبة الوطن المسلوب.

ياسمين شعبان، وأمل طقاطقة، وشروق دويات، عهد التميمي، وإسراء الجعابيص، وملك سليمان، وأريج حويشة ولمى البكري، هي جزء من صور للأسيرات اللاتي عُلقت على أثواب الفتيات التي تمثل 62 أسيرة مازالت معتقلة في سجون الاحتلال، تحمل هم الوطن وحكاية نضال عبر السنين.

فعالية نظمتها مؤسسة مهجة القدس ودائرة العمل النسائي التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على وقع عشية يوم الأسير الفلسطيني السابع عشر من نيسان، وجالت بها الشارع المؤدي لمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسط مدينة غزة، تضامناً مع الأسيرات القابعات في السجون.

ووفقاً لتقرير هيئة الأسرى فقد اعتقلت "إسرائيل" منذ عام 1967 أكثر من 16 ألف فلسطينية، بينهن 1700 منذ عام 2000، فيما سُجل اعتقال 460 امرأة وفتاة منذ أكتوبر 2015، ومن بينهن 156 اعتقلن خلال العام المنصرم 2017.

وما تزال في سجون الاحتلال 62 أسيرة موزعات على سجني هشارون والدامون، بينهن 8 قاصرات تقل أعمارهن عن الـ 18 ولعل أبرزهن الطفلة القاصرة عهد التميمي 17 عاما، و21 أما، إضافة إلى وجود 9 أسيرات جريحات وهن: لما البكري، عبلة العدم، شروق دويات، جيهان حشيمة، أمل طقاطقة، مرح باكير، نورهان عواد، اسراء جعابيص، حلوة حمامرة.

رسالة يوم الأسير

من جهته، أكد داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، على ضرورة إعلاء صوت الأسرى ورفع أسمائهم في كل مكان، مشيراً إلى أن السكوت عن المطالبة بحق الأسرى والأسيرات، العمل على حريتهم، سيحقق أهداف الجلادين الصهاينة.

وشدد شهاب على أن المقاومة تقوم بعمل دؤوب ولا تدخر جهداً من أجل تحرير الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

وأضاف، أن اليوم يحمل رسالة حياة وحرية للأسرى في سجون الاحتلال، التي تحولت إلى أقبية موت وقبور للأسرى والأسيرات.

وبين شهاب، أن الأسرى لم يحركوا ضمير العالم، رغم ما يتعرضون له من أذى وعذاب وحرمان وانتهاك سامية والآدمية والأخلاقية، والقانونية، موضحاً أن المؤسسات الدولية تصم أذانها عن الاستماع والسماع لأنينهم وآهاتهم في محاولة يائسة لكسر صمود الأسرى والشعب الفلسطيني من خلفهم.

وقال شهاب: "الرسالة اليوم يطلقها الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأسير التي بات يشكل جزءاً من هوية الشعب الفلسطيني، وعنواناً لتجديد النضال والكفاح والصمود في مواجهة الاحتلال وسياسات الاحتلال"، معدداً أسماء كبيرة وعناوين أصيلة من الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني.

وأوضح شهاب أن هذه رسالة الواجب لمن يستحقون منا أكثر من مجرد هذه الاعتصامات والمهرجانات على أهميتها، لكنها صرخة في أعماقنا توقد الحس وتشغل فينا الحيوية من أجل إطلاق سراح أسرانا.

وقال: مهمتنا الأساسية والواجب يحتم علينا أن نستذكر كل أسير واسيرة من أسرى هذا الوطن، ولا ننسى أن الجلادين الصهاينة لم يكن لهم هدف سوى محو آثار الأسرى من هذه الدنيا عبر سجنهم واعتقالهم لسنوات طويلة.

فضح جرائم الإحتلال

بدوره، دعا المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس" طارق أبو شلوف إلى مساندة الأسرى وفضح وتعرية جرائم الاحتلال بحقهم؛ من خلال أخذ الشواهد ونقلها للمحافل الدولية واستثمار المعارك من خلال المختصين والمتضامنين الذين يمثلون رافعة حقيقة للأسرى وسندًا من أجل الحد من الانتهاكات بحقهم

وأوضح أبو شلوف، أن 62 أسيرة تقبع في السجون، منهن 8 جريحات، و21 أم فلسطينية، لا تقدم لهن إدارة مصلحة السجن أبسط الحقوق، وتحاول حرمانهم من حق التعليم والعلاج.

وأشار إلى الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعاني وضعاً إنسانياً صعباً في غاية الخطورة، معتبراً أنها أنموذج للأسرى والأسيرات المرضى الذين لا يقدم لهم العلاج، مبيناً أن إدارة مصلحة السجون والشاباك يلتف على معاناة أسرانا البواسل لسحب انجازاتهم، التي حققوها من خلال معارك الأمعاء الخاوية.

وأشار إلى أن يوم الأسير الفلسطيني وطني بامتياز؛ يجب أن يعبر عن آلامهم وتضحياتهم ويجب نقل معاناتهم في ظل صمت جميع المؤسسات التي لم تستطع نقل الصورة بشكل حقيقي.

حكاية وجع وحرمان

آمنة حميد المتحدثة باسم العمل النسائي، أكدت أن هذه الفعالية تأتي في إطار فعاليات التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، والأسيرات بشكل خاص، اللاتي يعانين الأمرين في سجون الاحتلال.

واستعرضت حميد، المعاناة التي تتعرض لها الأسيرات في السجون، من صعوبة أوضاعهن، والأحكام العالية، والإهمال الطبي، ووجود عدد من الأسيرات القاصرات وأخرى مريضات وجريحات، فضلاً عن ظروفهن المقيتة ومنعهن من ملامسة أطفالهن.

وأشارت إلى أن الثوب الأبيض كناية عن الوجع والأمراض والحرمان التي تعيشه الأسيرات في سجون الاحتلال والواقع المرير الذي يتعرضن له.

الدائرة الإعلامية

16/04/2018