الشهيد منير سكر: الزاهد العابد عاشق الجهاد والاستشهاد

المولد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد "منير محمد سكر" (أبو أحمد) بتاريخ 10/6/1976، و تربى في أحضان أسرة محافظة عرفت واجبها نحو ربها، فكان الغرس بذرة أنبتت ثمرا يانعا على سوقه استوى، وهو متزوج ولديه ستة من الأبناء.
درس الشهيد سكر مرحلته الابتدائية في مدرسة حطين وأكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة الفرات، ثم اضطر إلى ترك الدراسة ليتفرغ للعمل لمساعدة أهل بيته في مصاريف المعيشة الصعبة.
نشأ الشهيد أبو أحمد في حي الشجاعية المجاهد، حيث التزم في مسجد الرحمن، المكان الذي شهد له بحفظ القرآن الكريم والحفاظ على الصلوات الخمس وقيام الليالي في شهر رمضان، وعندما تبلورت فكرة إنشاء مسجد الشهيد معمر المبيض، كان منير من مؤسسي المسجد والداعمين له، وكان له الفضل الكبير في تجميع الشباب وتشجيعهم على الالتزام في بيت الله، حيث لم ينكر الكثيرون دور في مجال الدعوة إلى الله تعالى.

صفاته وأخلاقه
عرف أبو أحمد بعظيم أخلاقه وسعة صدره وبشاشة وجهه، فكان لا يغضب من أحد أبدا، بل لم تكن البسمة الجميلة تفارق شفتيه.
يقول أبو أنس أحد المقربين من الشهيد: "منير كان شابا هادئا مبتسم الوجه، مطيعا لوالدته، محبا لإخوانه في المسجد، لا يغضب إلا لما يغضب الله عز و جل".
ويضيف، كان رحمه الله من أكثر الشباب التزاما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرف عنه الشجاعة وقوة الإيمان وعدم الخوف إلا من الله".

مشواره الجهادي
تأثر الشهيد القائد منير سكر بانتفاضة الأقصى، وقرر أن يكون من فرسان هذه الانتفاضة، فانتمى لحركة الجهاد الإسلامي في بداية الانتفاضة المباركة، ثم انضم للجناح العسكري للحركة "سرايا القدس" فأبلى بلاء حسنا في المهمات الموكلة إليه، حيث شارك مرات عديدة في التصدي لقوات الاحتلال التي اجتاحت القرى والمدن الفلسطينية في قطاع غزة، فزرع العبوات الناسفة، وأطلق قذائف الأر بي جي، وشارك دوما في عمليات الرباط على ثغور القطاع، كما كان من فرسان إطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية.
اتهمت حكومة الاحتلال "أبا أحمد" بالوقوف وراء تجهيز ومحاولة إدخال استشهاديين إلى القدس المحتلة، واتهمته أيضا بالمسئولية عن إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف تجاه المستوطنات والبلدات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة، فتم وضعه على قائمة الاستهداف والتصفية.
عندما تم تأسيس جيش القدس التابع لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة كان الشهيد سكر من أبرز مؤسسي هذا الجيش المقدام، فساهم مساهمة فاعلة في تجنيد العشرات لهذا الجيش وتولى قيادته عسكريا.

استشهاده
بحث أبو أحمد عن الشهادة جاهدا، ولم يكل أو يمل في طلبها، فنجا من محاولة اغتيال سابقة استهدفت الشيخ خضر حبيب بتاريخ 14/12/2005، حيث قال بعد العملية الفاشلة: "يا ليتني نلت الشهادة".
وفي يوم الاثنين الموافق 6/3/2006 كان منير على موعد مع الشهادة ولقاء الأحبة محمد وصحبه، فاستشهد بعد أن استهدفته طائرات العدو في حي الشجاعية بثلاث صواريخ، وارتقى معه الشهيد القائد أشرف شلوف، وثلاثة مواطنين من المارة بينهم طفلان شقيقان.
عند سماع نبأ استشهاد منير لم تتمالك عمته نفسها ولم تتحمل وقع الصدمة فأصيبت بسكتة قلبية توفيت على إثرها لتلتحق بابن أخيها بعد دقائق من استشهاده.

(المصدر: سرايا القدس، 6/3/2006)