مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد Ù…Øمد السعاÙين: أبى الخروج من بيته إلا شهيداً
سيرة الشهيد
هي الشهادة تأتي لمن يختاره الله وينتقيه.. هي الإجابة والÙوز ÙÙŠ الامتØان الصعب ÙÙŠ زمن الØياة.. هي الرد على كل البسطاء والجهلة.. هي طريق أبناء الجهاد.. الذي عنه لا ÙŠØيدون.. وإليه هم سائرون بدمهم الشهيد تلو الشهيد.. بدمائهم يغسلون عار المرØلة.. بدمائهم يصÙعون كل الوجوه.. بدمائهم يعلنون أن هذا هو الطريق.. ويؤكدون أن لا خطاب مع العدو غير لغة الدم والشهادة.. وأن الØقوق لا تسترد بالكلمات والابتسامات.. بل بزخات الرصاص والعبوات.. باستشهاديين يزرعون الرعب ÙÙŠ قلب المØتل.. وتبقى الشهادة تاج للشرÙاء.. ونور للأتقياء.. وهدى للمرجÙين..
صمودك أبا رجب.. نهج يتجذر.. وتØديك عنوان دائم.. وشهادتك وسام شر٠لا يناله الكثيرون.. طريق خطه وبدأه عصام براهمة ÙÙŠ جنين.. وجدد الانتماء له زكريا الشوربجي Ùأكده ÙÙŠ التÙاØ.. وأكد النهج Ù…Øمود طوالبـة Ùـي جنين.. ÙاقتÙÙ‰ أثره إياد صوالØØ©.. والتØÙ‚ بهم Øمـزة أبو الـرب.. وتمترس بـه عبد الله السبع ÙÙŠ بيت Øانون ليذكرنا بالشيخ القسام.. وهو يصرخ أن لا استسلام.. وأن لا للإغراء.. بل موتوا شهداء.. وتأتي اليوم "أبا رجب" لتكمل المشوار ولتجسد النهج طريقاً أبدياً لأبناء الجهاد والمقاومة.. ÙترتÙع شهيداً.. ÙتنخÙض كل الرؤوس لتبصر أنت Øدود الوطن البعيدة.
كم أنتم عظماء.. يقصÙونكم بالصواريخ .. وبهم تستهزؤون.. ÙŠØاصرونكم بالدبابات.. Ùتنازلونهم غير آبهين لقوتهم وجبروتهم.. أرادوا قتلكم أو أسركم Ø£Øياء.. Ùكان القتل Ùيهم قبل أن يظÙروا بكم شهداء. يهدمون بيوتكم والناس نيام.. ÙتنتÙضون كما العنقاء وطائر الÙينيق.. من بين الرماد تخرجون.. ترقبون عيونهم الخائÙØ©.. ويرتعش جنودهم من صوركم على الجدران.. ولا يجرؤوا على الاقتراب Ùهم أجبن من أن يواجهونكم ÙÙŠ الميدان.. يرتدون إلى الخل٠ويÙجرون بيوتكم وبيوت الجيران.. ولكن عبثاً ÙŠØاولون.. قتل انتÙاضة شعب أراد التØرر والاستقلال.. شعب لا يتنازل عن أرض الآباء والأجداد.. وإن أوهمهم الأغبياء بأن كل شيء سيسير على ما يرام.
أبا رجب.. أنا لم أرَ يوماً صورتك.. ولم تجمعني الأيام بك.. لكن خبر استشهادك هزني من الأعماق.. وتØشرج الألم ÙÙŠ صدري ÙتدØرج الدمع من عيني.. ÙˆØاولت عبثاً أن أمنع Ùلم أستطع.. قليلة هي المرات التي Ùيها بكيت.. رغم صعوبة المواقÙ.. ورغم رهبة الموت الماثل والØاضر.. لكن الدمعة سقطت من عيني والمذيعة تتلو أسماء الشهداء.. وأنا لم أر جسدك تØت الأنقاض.. ولم أر صورتك يوماً كما ذكرت..
ÙˆØاولت أن أعر٠لماذا؟! Ùتذكرت.. أنني رأيتك دماً يعلو كل الأراجيÙ.. إرادة صلبة ÙÙŠ وجه الجلاد.. Øقيقة ÙÙŠ وجه الزيÙ.. نموذجاً Øسينياً يتأكد من جديد.. يلتزم المبدأ رغم الضعÙ.. أن لا استسلام.. بل موت كما القسام.. تصرخون ÙÙŠ وجه الطغاة.. أن لا استسلام.. بل الموت شهداء.. لتØيا أمة مقهورة مظلومة.. تضيؤون لها الطريق.. ترسمون المستقبل لجيل لم يولد بعد.. Ùعلى أمثالكم ÙŠØÙ‚ للقلب أن يمتلئ Øزناً على الÙراق.. وإن لم يسبق لنا الالتقاء.. ولتدمع العين.. ونØتسبكم شهداء.. ولنستعين بالصبر على المØÙ† والابتلاء.
الميلاد والنشأه
- ولد الشهيد Ù…Øمد رجب Ù…Øمد السعاÙين ÙÙŠ العـام 1964Ù….
- درس الشهيد وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي ÙÙŠ مدارس وكالة الغوث ÙÙŠ مخيم البريج وسط قطاع غزة.
- Øصل الشهيد على دبلوم تجارة من اتØاد الكنائس بغزة.
- تربى الشهيد وترعرع ÙÙŠ أسرة Ù…ØاÙظة تعود أصولها إلى قرية "الÙالوجا" من قرى Ùلسطين. Øيث هاجر أهله ÙÙŠ العام 1948Ù… ليستقر بهم المقام ÙÙŠ مخيم البريج. وتتكون أسرته من والديه وأخوته الثلاثة والذين كانوا يسكنون معه ÙÙŠ البيت المكون من أربعة طوابق، والذي دمرته قوات Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© بعد Ù…Øاصرته ليلة Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØºØ§Ø´Ù… لبلدة النصيرات وسط قطاع غزة.
- ينتمي الشهيد إلى عائلة مجاهدة، Ùقد كان أبوه من الثوار القدامى ÙÙŠ زمن الانتداب البريطاني Øيث دهسته دبابة بريطانية Ùعطلت ساقيه. Ùيما استشهد أخوه ناصر السعاÙين ÙÙŠ العام 1986 بعد إلقاءه القنابل على دورية عسكرية صهيونية Ùأصيب ÙÙŠ تلك العملية العسكرية واستشهد متأثراً بجروØÙ‡.
- أما والدته Ùقد اعتقلت لمدة تزيد على الثلاثة أشهر أثناء اعتقال ابنها الشهيد Ù…Øمد (أبا رجب) ÙÙŠ العام 1981 وزاد من معاناتها آنذاك أنها كانت Øاملاً ÙÙŠ أشهرها الأخيرة بأخت الشهيد.
- ترك الشهيد خلÙÙ‡ أسرة مكونة من زوجته وأطÙاله (Ø£Øمد وأمين وأيهم ومعاذ ووعد وأريج...) وأكبرهم Ø£Øمد الذي يبلغ اثني عشر عاماً.
- منذ نعومة أظÙاره Ø£Øب وطنه وانخرط ÙÙŠ العمل الÙدائي وعمره سبعة عشر عاماً Ùانتمى Ù„Øركة ÙØªØ ÙˆØ³Ø§Ùر إلى مصر سراً ليتلقى تدريبات عسكرية ÙÙŠ الخارج.
- ÙÙŠ العام 1981 ولدى عودته من مصر اعتقل على الØدود الÙلسطينية المصرية من قبل قوات الاØتلال الصهيوني ليمضي بعدها ثماني سنوات ÙÙŠ السجون الصهيونية.
- تØرر الشهيد من سجون الاØتلال ÙÙŠ العام 1989ØŒ Ùيما كانت الانتÙاضة الأولى يزداد لهيبها وتقذ٠بØممها ÙÙŠ وجه المØتل.
- عر٠الشهيد بخبرته الواسعة ÙÙŠ العمل العسكري إذ تلقى دورات عسكرية عدة ÙÙŠ الخارج مكنته من الإسهام ÙÙŠ مسيرة العمل النضالي الÙلسطيني والمشاركة بÙاعلية ÙÙŠ انتÙاضة الأقصى.
- Øبه للجهاد والتزامه الÙكرة الإسلامية ورغبته ÙÙŠ مواصلة القتال ضد بني صهيون وإيمانه العميق بأن Ùلسطين آية من القرآن وأن الإسلاميين هم الأقدر على مواجهة المرØلة، وأنهم يقدمون الواجب على الإمكان، وأن إيمانهم لا يدÙعهم إلى التخلي أو الاستسلام.. كل ذلك دÙع بالشهيد أن ينشئ علاقة خاصة مع كوادر Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين ÙÙŠ الخارج والتي ربطته ببعضهم صداقات عميقة ÙÙŠ السجون الصهيونية أثناء اعتقاله ÙÙŠ الثمانينات.
- ومن هنا Ùقد شكل الشهيد وترأس مجموعات عسكرية لسرايا القدس Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù† أبرز قادتها ÙÙŠ المنطقة الوسطى. تلك المجموعات التي قامت بعدة عمليات عسكرية.. وارتÙع بعضاً من أبنائها إلى العلا.. شهداء.
استشهاده
كانت الساعة الثانية Ùجراً يوم الاثنين (17/3/2003Ù…) Øين بدأت أصوات الطائرات تقترب من مخيم النصيرات وتØلق ÙÙŠ سمائه واقتربت الدبابات من Øاراته وسكانه.
كان الشهيد دوماً على أهبة الاستعداد ممتشقاً سلاØÙ‡ ومØتضناً لقنابله ومتسلØاً بإرادة لا تلين Ùتمترس الÙارس الجسور ÙÙŠ منزله المØاصر بدبابات وجنود الاØتلال راÙضاً الخروج وقد جاءته الشهادة إلى عتبة بيته تطلبه. Ùأمر أهله وأبناءه وأخوته بالخروج من البيت ليستعد للقاء الله.. نادى عليه الجنود أن أخرج.. استسلم.. Ùالبيت Ù…Øاصر ÙˆÙÙŠ المخيم ينتشر الجنود.. Ùرد عليهم بزخات الرصاص.. اعتقلوا أخوته وعذبوا أباه Ùما تراجع ولا انØنى.. واستمر يقاوم.. Ùطلبوا من زوجته أن تناديه بمكبر الصوت.. وتدعوه للاستسلام Ùأبى وأمطرهم بقنابله.. وواصل معركته Øتى الÙجر.. ÙÙŠ قتال Øتى الشهادة.
Ùتملك اليأس المÙØاصÙرÙون الجبناء Ùقرروا تÙجير بيته Ùوق جسده الطاهر.. لتØلق روØÙ‡ ÙÙŠ مخيم البطولة والÙداء.. وتلتØÙ‚ بركب الشهداء.
وما أشرقت شمس الØقيقة Øتى تسلل غربان الظلام هاربين من جØيم المخيم لينطلق كل من Ùيه يودعون Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ وكل شهداء المخيم ÙÙŠ جنازة مهيبة من النصيرات إلى البريج Øيث مسقط رأسه وذويه.
(المصدر: موقع سرايا القدس)