عندما تحتضن أم ابنتها الأسيرة لدقائق: تتوقف الكلمات

حروف من دموع، وكلمات من قهر وألم، سطرتها والدة الأسيرة المقدسية شروق صلاح دويات (19 عاماً) من قرية صور باهر قضاء القدس، عندما التقتها داخل المحكمة وحظيت بحضن لأقل من دقائق لكن فعل بها الكثير.

ودويات معتقلة بسجون الاحتلال وحكم عليها بالسجن الفعلي 16 عاماً وفرض عليها غرامة مالية بقيمة 80 ألف شيكل، بزعم محاولتها طعن مستوطن في البلدة القديمة، مما أدى إلى إصابته بجروح، بتاريخ 11/10/2015 .

وقد أصيبت دويات خلال العملية بعدة طلقات نارية أطلقها عليها مستوطن إسرائيلي أثناء سيرها في البلدة القديمة بالقدس، وأجريت لها عملية جراحية لزراعة شريان في كتفها، حيث أصيبت بتمزق في أحد الشرايين الرئيسة، حيث تنقلت الأسيرة في عدة سجون، وتقبع حاليا سجن الشارون.

وقد كتبت والدتها تقول :"رغم الدموع رغم الشعور بالعجز أن شروق والأسيرات بين يدي أمهاتهم وآبائهم ولا يستطيعون اصطحابهن معهم إلا أن الشعور لا يمكن لأي كلمة أن تصفه ولا لأي مشاعر أن تتحمله.

خارت القوى وبكت العيون وصرخت الأسيرات وبكت الأمهات بحرقه إلا أن رحمة الله عظيمة احتضنت شروق وقبلت جبينها ويديها وهي بالمثل بين صرخات الجنود "يلاا بكفي بكفي".. وغادرت شروق باكية غادرت وقلبي بين يديها.. غادرت وكل نبضات قلبها يهز أركاني ...

إلا أنه يوم تاريخي يسجل بسجلات الوطن وقلوب الأهالي لا يُمحى، احتضنت شروق بكل قوة وبكل حب فكان الموضوع كحلم استمر دقائق وعدنا بعدها لواقع مرير أن بناتنا في الأسر.. والسجن باعد بيننا من جديد.. فك الله بالعز قيد أسيراتنا وجمع بيننا قريبا على خير.

وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها 47 أسيرة، بينهن 22 أم وفتاة قاصرة، حيث تعيش الأسيرات داخل سجني "هشارون والدامون" في أوضاع معيشية وصحية صعبة للغاية ويعانين من الاستهتار الطبي وعدم وجود رعاية صحية وعناية طبية مع تأجيل للعمليات.

ويتعرضن لانتهاكات تقدم عليها إدارة مصلحة السجون بحقهن تتمثل في اقتحامات الغرف والتفتيشات الليلية ومنع الزيارات والتعليم والعزل الانفرادي وفرض العقوبات والغرامات المالية، وانتشار للقوارض والحشرات داخل الأقسام و الغرف إضافة إلى طريقة الاعتقال الوحشية, وطرق التحقيق الجسدية والنفسية بحقهم.

كما تُعاني الأسيرات من سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات، ووضع العراقيل أمام إدخال الملابس والكتب للأسيرات اللواتي يقضين معظم وقتهن بالغرف، وسوء الطعام كمًا ونوعًا.

 

وتتعدد أشكال معاناة الأسيرات والتي منها عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال، نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، وافتقار السجن للملابس والأغطية الشتوية وأغراض للكنتين، والأدوات الكهربائية وخاصة أن غالبيتهن أسيرات جديدات اعتقلن خلال انتفاضة القدس ويفتقرن إلى كل مقومات الحياة.