وصية الشهيد المجاهد: رائف موسى سلمان أبو سلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين الموحدين وقائد الغر الميامين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:

إخوتي وأحبابي: أعلم أن الفراق صعب، ولكنها إما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا. إنه الموت هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومرمل النساء، وميتم البنين والبنات. إنها اللحظة التي لابد لكل إنسان أن يعايشها ويعاني لحظتها، ما أعظم الحياة إن كانت في طاعة الله، وما أعظم الممات إن كان شهادة في سبيل الله.

أيها الأحبة: أكتب هذه الوصية لأذكر نفسي وأذكركم بتقوى الله ولزوم طاعته، ولأحذركم وأحذر نفسي من عصيانه ومخالفة أمره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 102]، وكن أخي الحبيب في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.

وأبدأ وصيتي بتوجيهها إلى أهل بيتي: أوصيكم أولاً بتقوى الله عز وجل، والحذر كل الحذر من عصيانه ومخالفته، وأوصيكم بالمحافظة على الصلوات المفروضة وعدم التقصير في أدائها، وأن تستعينوا بالصبر والصلاة والطاعة والذكر لله عز وجل. وأطلب منكم عدة أشياء:

1. عدم البكاء عليّ إن مت شهيدًا أو مت على فراش الموت، وذلك بعدم رفع الصوت وشق الجيوب وضرب الخدود، بل إن كنت شهيدًا فأسألك يا (أمي) أن تعلي صوتك بالزغاريد والفرح من أجلي.

2. اطلبوا من الناس أن يسامحوني، وأن ينادوا في مكبرات الصوت من جميع المساجد في (عبسان الكبيرة) المسامحة والدعاء لي إن قصرت في حق واحد منهم أو أسأت إليه.

3. أن تطلبوا من كل إنسان له دين أو متاع أو مال عليّ أن يأخذ حقه أو مسامحتي إن رفض، وسوف أكتب لكم في آخر الورقة الديون التي عليَّ.

4. إني برئ من كل بدعة أو ضلالة تكون في جنازتي أو في عزائي.

5. أدفن في لحد في التراب كما في السنة، وألبس كفنًا أبيض، وبعد دفني اجلسوا عند قبري وادعوا لي، واسألوا الله لي الثبات عند سؤال الملكين.

6. عدم جعل العيد مأتمًا، وعدم زيارة النساء قبري في يوم العيد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

رائف موسى أبو سلمي