الشهيد حازم ارحيم أذل الصهاينة واحتجز أشلاء جنودهم

شمس الحرية أشرقي على ربوع بلادي الحبيبة وألقى أشعة الشموخ والعزة على أبناء قطاع غزة وهم يقفون أمام قوة البغي الصهيونية بصدورهم الفولاذية ويضربون أروع الأمثال في القتال والمقاومة، وهم أيضا يضربون أروع الأمثال في الحب والعطاء والقرب من الله فهم من تعلقت قلوبهم بربهم فاشتاقوا لجنانه وأنهارها وحورها.
فهذا فارساً وأسدا من أسود وقادة سرايا القدس الشهيد المجاهد: حازم ارحيم، الذي أذل الصهاينة ومرغ أنفهم بالتراب ومزق أجسادهم وجعلهم يبحثون عن أشلائهم عندما فجر بجانب إخوانه المجاهدين دبابة عسكرية صهيونية بالكامل بإحدي الاجتياحات لحي الزيتون بغزة، والتي قتل خلالها ستة جنود صهاينة، حيث دمرت الدبابة بشكل كامل وتطايرت أشلاء الجنود الصهاينة، وقد احتجز شهدينا "حازم" أشلاء للجنود الصهاينة.

الميلاد والنشأة

  • ولد شهيدنا المجاهد: "حازم ياسر ارحيم" "أبا حذيفة" في حي الزيتون بمدينة غزة في 8/1/1980Ù….
  • ينتمي شهيدنا الفارس: "حازم ياسر ارحيم" إلى عائلة مجاهدة 
  • الشهيد المجاهد: "محمد ياسر ارحيم" "شقيق الشهيد حازم" استشهد بتاريخ (19/4/2002Ù…) بعملية استشهادية.
  • الشهيد المجاهد: "سامي محمد ارحيم" استشهد بتاريخ (29/12/1988Ù…).
  • الشهيد المجاهد: "ماهر محمد ارحيم" استشهد في (العام 1969Ù…).

تتكون أسرة الشهيد من والديه الأكارم، وستة من الإخوة، وأربعة من الأخوات، وقدَّر الله أن يكون الشهيد "حازم" هو الثاني بين أخوته.
درس شهيدنا المجاهد: "حازم ياسر ارحيم" في مدرسة (صفد) فحصل على الإبتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة (الإمام الشافعي)، وأنهي دراسته الثانوية في مدرسة (عبد الفتاح حمود) "يافا سابقاً".
عمل شهيدنا "أبا حذيفة" مع والده في مهنة "صناعة الطوب"، وكذلك في مهنة "الزراعة" للمساعدة في إعالة أسرته الصابرة.
واصل شهيد الفارس: "حازم ارحيم" تعليمه الجامعي، فالتحق بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، لكنه لم يُكمل تعليمه؛ بسبب ملاحقة قوات الاحتلال الصهيوني وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية له.

المشوار الجهادي
نشأ شهيدنا المجاهد: "حازم ياسر ارحيم" منذ نعومة أظفاره في مسجد صلاح الدين بحي الزيتون، وكان محافظاً على جميع صلواته في هذا المسجد حتى أصبح أحد أعمدته المشرقة، وساهم في تربية الأشبال الناشئة، حيث كان يُلقي عليهم الندوات والمحاضرات في المسجد، كما قد التزم الصلاة في مسجد الشهيد "حسن البنا" القريب من سكناه حتى لحظة استشهاده.
عمل شهيدنا الفارس: "أبا حذيفة" وقت كان طالباً في المدرسة والجامعة في صفوف الجماعة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، وكان أميراً للجماعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية، وقد خاض انتخابات مجلس الطلبة في العام 1998م وكان رئيساً لكتلة الشهيدين (أنور الشبراوي وعبد الله المدهون).
عمل الشهيد المجاهد: "حازم ارحيم" مسئولاً عن الجماعة الإسلامية بمنطقة الزيتون، حيث كان رئيساً لمكتب الجماعة الإسلامية في حي الزيتون حتى بدايات انتفاضة الأقصى المباركة في العام 2000م.
كان شهيدنا الفارس: "حازم ياسر ارحيم" صاحب قلم، حيث كثيراً ما كان يكتب في صحيفة الاستقلال من أشعار وخواطر، وكان مشرفاً على إصدار مجلة (الفرسان) الطلابية في حي الزيتون، وكذلك (صوت الربانيون) المجلة العسكرية في "سرايا القدس".
كان شهيدنا المجاهد: "أبا حذيفة" يتمتع بموهبة الخط الجميل، حيث كان يقوم بكتابة الشعارات الحركية في المدارس وعلى جدران الحي، وفي مناسبات حركية عديدة.
مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في العام 2000م، شارك شهيدنا الفارس/ "حازم ارحيم" في فعاليات المواجهات مع العدو الصهيوني في انتفاضة الأقصى، فكان من الأوائل الذين توجهوا إلى مفترق الشهداء - البوليس الحربي، حيث استشهد الشهيد الطفل/ "محمد الدرة" فكان يلقي الحجارة والمولوتوف على الجنود الصهاينة، وأصيب وقتئذ في (رقبته)، ولكنه لم يكِلّ ولم يمِلّ، ولم يثنه ذلك عن مواصلة المشوار من جديد.

  • التحق الشهيد المجاهد: "حازم ارحيم" بصفوف "سرايا القدس" مع بداية انتفاضة الأقصى.
  • شارك شهيدنا المجاهد: "حازم ارحيم" من خلال العروض العسكرية لمجاهدي "سرايا القدس" في معظم المناسبات، والاحتفالات التي أقامتها الحركة في منطقته وفي المناطق الأخرى من قطاعنا الحبيب.
  • قام الشهيد الفارس: "أبا حذيفة" بتأسيس (سرية الاقتحام والانتقام) وهي إحدى مجموعات "سرايا القدس" معاهداً الله على الانتقام لدماء الشهداء الأبرار ومقتحماً بالموت على بني صهيون ما دام حياً يرزق. 
  • كان شهيدنا المجاهد: "حازم ياسر ارحيم" مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، لا يخشى في الله لومة لائم.
  • كان شهيدنا الفارس: "أبا حذيفة" استشهادياً، عشق الجهاد وعشق الشهادة حتى باتت كل مطلبه، وكل أمانيه.
  • كان الشهيد المجاهد: "حازم ارحيم" يكثر من الصلاة وقيام الليل والدعاء... وفي الميدان فارساً مقاتلاً ومرابطاً في سبيل الله، عين تبكي من خشية الله... وعين تحرس في سبيل الله.
  • ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.
  • قبل يوم من اغتياله شارك شهيدنا المجاهد: "أبا حذيفة" بفعالية في المهرجان التأبيني الذي أقامته فصائل المقاومة المسلحة للشهيد القائد في حزب الله: "غالب العوالي" والذي أُقيم في حي الشيخ رضوان بغزة، حيث كان شهيدنا مسئولاً عن تنظيم العرض العسكري الذي أقامته "سرايا القدس".
  • ارتبط شهيدنا الفارس: "حازم ياسر ارحيم" بعلاقات حميمة بالشهداء الأبطال: (شادي الكحلوت، نبيل العرعير، محمود شلدان، أحمد حسان، مقلد حميد، محمود جودة، عزيز الشامي، محمود الزطمة).
  • اعتقل شهيدنا المجاهد: "حازم ارحيم" مرتين في سجون السلطة الفلسطينية، المرة الأولى عندما كان عمره 14 عاماً على خلفية نشاطه الحركي في الجهاد الإسلامي، والثانية عند جهاز الأمن الوقائي أثناء قيامه بمهمة جهادية لرصده أحد المواقع الصهيونية خلال انتفاضة الأقصى، فكان له شرف التعرف في السجن على الشهيد القائد: "جهاد العمارين" مؤسس كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة.
  • يعتبر الشهيد القائد: "حازم ياسر ارحيم" من القادة الميدانيين البارزين في "سرايا القدس"ØŒ وقد خطط الشهيد "حازم ارحيم" للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما وشارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات.

استشهاده
بعد العملية البطولية التي نفذها مجاهدو "سرايا القدس" الأبطال في حي الزيتون، أثناء الاجتياح الأخير بتاريخ 12/5/2004م، حيث تمكن الشهيد المجاهد: "فوزي المدهون" من تفجير ناقلة الجند الصهيونية، وبإشراف مباشر من الشهيد القائد: "حازم ارحيم"، تلك العملية التي قُتل فيها ستة جنود من سلاح الهندسة الصهيوني، وقام بعدها الشهيد "حازم" باحتجاز رأس جندي صهيوني وبعض الأشلاء للجنود الصهاينة؛ أعلن العدو الصهيوني بعدها عن اسم الشهيد: "حازم ارحيم" بأنه مطلوب رقم واحد حياً أم ميتاً وأنه لن يفلت من (العقاب).
وفي مساء الخميس الخامس من جمادى الثانية 1425هـ، الموافق 22/7/2004م، كان شهيدنا القائد: "حازم ارحيم" يستقل سيارته وبرفقته الشهيد المجاهد "رأفت أبو عاصي" حين باغتتهم الطائرات الحربية الصهيونية من طراز (f16)، في منطقة الزيتون، وأطلقت عليهم صاروخين حاقدين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المجاهدين: "حازم ورأفت".

وفي موكب مهيب تم تشييع الشهيدين إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء. هذا وقد عاهدت "سرايا القدس" في بيان لها أبناء شعبنا المعطاء على الانتقام والرد الموجع بإذن الله. 

وصية الشهيد القائد: حازم ياسر ارحيم "أبو حذيفة"

الحمد لله رب العالمين.. قاهر الطغاة المتجبرين.. وناصر عباده المخلصين.. والصلاة والسلام على قائد المجاهدين وإمام المتقين.. محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الطاهرين وبعد:
يقول الله تبارك وتعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين).

شعبنا الصامد والمرابط: 

سلام من عند الله تعالى ورحمته وبركاته... سلام الشهداء الربانيون.. سلام الدم والرصاص.. وبعد:

من هذا الوطن المجروح.. من بين ترابه المخضب بالدماء.. من نكبات كل بيت سكنه الألم والقهر من ظلم وجوع وحصار وقتل ودمار.. فلابد أن يبزغ فجر الانتصار.. والانتصار بالدم قادم.. فلا تكون هناك عزة ولا تاريخ ولا كرامة بترك السيف والجهاد.. فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.. مرة أخرى نقسم برب السماء.. رب المستضعفين والفقراء.. أن نقتحم كل الخطوط لنصل إلى خط النار والانتقام لنلقى الله بإذنه على وجه يحمده المولى ويمجده في الفردوس الأعلى.. وسنجعل من المستوطنات هدفاً لعملياتنا الانتقامية كما عودتكم سريتكم الباسلة.. سرية الربانيون الأحرار.. سرية الاقتحام والانتقام.. التي بحوزتها "عهدة اثني عشر استشهادياً".. وعدتكم أنها إذا ضربت أوجعت فكان الفاتح الأول أحمد خزيق وعمليته المعقدة والتي أذهلت العدو وحطمت معنوياته في نتساريم مما أدى إلى قتل ثلاثة من الخنازير. مروراً بالمقتحمين محمد ارحيم وسالم حسونة اللذين دمرا برج مراقبة واشتبكا مع الجنود حوالي ثلاثة ساعات. ووصولاً للعملية الجريئة في شهر رمضان 2002م بمحاذاة سلك مستوطنة نيتساريم حيث تم تفجير حقل ألغام مضاد للأفراد مما أدى إلى مقتل ضابط وجندي وإصابة آخرين من وحدة مشاة المدرعات وأتت العملية بعد ساعات من اغتيال القائد إياد صوالحة في جنين، مروراً بفارس ليلة القدر الشهيد محمود شلدان الذي دمر جيباً عسكرياً بمن فيه بالعبوات والقنابل واستطاع الاشتباك مع جنود الموقع العسكري في جحر الديك لأكثر من ساعتين.. يقاتل ببسالة وجرأة.. مجاهداً ربانياً وفارساً محمدياً..

أخوتنا.. بكل الوسائل سنضرب.. بالسكين والقنابل.. بالرصاص والعبوات.. بالصواريخ وقذائف الهاون.. بالله أكبر سنقتحم ونهاجم. 

الأخوة المجاهدون:

(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).. في هذا الزمن الصعب.. والعالم من حولنا ظالم.. لا خيار سوى خيار البندقية والرصاص.. لا خيار سوى القرآن.. ولا حل سوى المقاومة.. سوى الدم والشهادة.. سوى القنابل والعبوات.. لنزرع في قلب الكيان الانكسار والجزع والخوف.. وليجبر على الرحيل صاغراً.. وسيهزم بإذن الله كما مرغت أنفه في البحر والبر وملاحم البطولة في نتساريم.. سرايا القدس أحمد خزيق ورفاق الدرب الربانيون.

الأخوة في السرايا:

أعلم أنني مطلوب للصهاينة حياً أو ميتاً كما كل مجاهد مقاتل في سبيل العزة والكرامة.. فإن سجنت فهي وصيتي من بعدي أو قتلت في سبيل الله فهذه أيضاً وصيتي الحية من بعدي.

الشهداء أمانة في أعناقكم كما إن الدماء والوطن أمانة لا يستهان بها.. الأمانة الكبرى.. أن يكون عملكم خالص لله دون غيره.. متحررين من حزبيات الدنيا.. طهارة الوسيلة والغاية.. ينصركم الله ويثبت خطاكم ويأيّدكم بالتوفيق.. أن يكون العمل لله خالصاً لا لسمعة أو سيادة أو ريادة.. خط الربانيون الأحرار.. وإن حدث خلاف مع أخوتنا الأحباب في باقي الفصائل فليتم حله بالود والتسامح.. وكونوا بعيدين عن مواضع الخلاف ولا تكونوا إلا واسطة خير فقط.. حافظوا على استشهادييكم بالسرية.. وسريتكم أيضاً أمانة في أعناق فرسانها المغاوير.. لا يفت في عضدكم فراقي، فسيخلف القائد ألف قائد.. أعلم أنه يحزنكم كثيراً هذا الفراق.. ولكن سيخلفني مهندس رباني آخر.. إن شاء الله. فالمعركة مع الصهاينة حتماً إلى أحد الطريقين إما النصر أو الشهادة.. والصراع طويل لا يركن إلا للرجال الأقوياء.. يا أسود المعارك.. يا صهيل الخيول.. وسباق الأعراس إلى الفردوس نزلاً بإذن الباري.

الله أكبر والنصر للإسلام والمجاهدين

أخوكم الفقير إلى الله/ حازم ياسر ارحيم "أبو حذيفة"

 

(فسلام عليك في الخالدين يا أبا حذيفة)

(المصدر: موقع سرايا القدس، 22/7/2004)