الشهيد محمد رياض عدوان: الشهيد ابن الشهيد

سلام عليك في العليين محمد رياض عدوان الشهيد ابن الشهيد ورحلة الكدح التي لم تبدأ بعودة أبيهم من زنازين الموت محمولا على الاعناق شهيدا وقتها كان في الحادية عشرة من عمره ولن تنتهي بعودته وهو بقايا جسد مزقته قذيفة دبابة وهو ذاهب لزراعة عبوة الغضب والقهر قربانا لله وفلسطين.. سبع سنوات بين رحيل الأب ورحيل الابن، هي كافية لتختصر حالة الشعب الفلسطيني وتحكي حكايته للجميع ومنذ سنوات الاحتلال الأولى كان لفلسطين هذا حاله ترحال من مجزرة الي مجزرة ومن منفى إلى منفى.

النشأة والميلاد
ولد في مخيم رفح حيث المعاناة والكدح والجهاد يوم 15/10/1984م، ورضع من لبن الانتفاضة الأولى في شوارع المخيم، درس في مدرسة "أ" الابتدائية ومدرسة "ب" الإعدادية وتخرج من مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين القسم العلمي ثم التحق بجامعة الأقصى ودرس علوم الكمبيوتر ووصل السنة الثانية، استشهد والده الشهيد القائد/ رياض محمود عدوان أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال بتاريخ 12/1/1997م والذي كان يقضي محكوميته والتي بلغت 24 عاما على خلفية طعن 3 جنود أمام مبنى الإدارة المدنية في رفح في 27 من شهر رمضان عام 1991م وتشفير مدير شرطة سجن الرملة في عام 1992 والتي أدت الى عزله في سجن بئر السبع حتى الشهادة.
لم يستطع محمد تقبيل والده إلا من وراء الشباك والحديد، استشهد والده وهو في الصف السادس.
هذا وقد انتمى محمد إلى حركة الجهاد الاسلامي منذ نعومة أضافره وكانت عشق حياته فكان الشبل الراسخ الاقدام الواعي المتدفق ثورة وجهاد.

مشواره الجهادي
انتمى الشهيد القائد لسرايا القدس مع بدايات الانتفاضة المباركة "انتفاضة الأقصى" وكان يقود سيارة العمليات لوحدة التفجيرات ÙˆÙŠÙ‚تحم المواقع ماهرا في الكر والفر مبدعا في الخروج من المآزق ملتزما بقوانين المهمات الجهادية ترك بصماته في كل عملية نفذها المجاهد بالعبوات الناسفة على الحدود في مصر، تدرج في العمل العسكري حيث كان يكلف بداية بأعمال الرصد وتقييم الأهداف ثم شارك في العمليات سائقا ثم حارسا إلى مهندسا ميدانيا.. يزرع عبوات الرعب في قلوب الأعداء، حيث أصبح قائدا ميدانيا في فترة وجيزة 4 سنوات أثبت خلالها جدارته التي تربى عليها وكان بحق ممثلا لجيل أسامة بن زيد الذي يتدفق عطاء فلا يكل ولا يمل ومنذ التنقل بين المواقع عمل جنبا إلى جنب مع زميله المهندس أحمد نعيم حسان في العمل التقني "اللوجستي" فأصبح خبيرا في تصنيع العبوات بجميع أنواعها وساهم أيضا في تطوير المقذوفات الصاروخية حتى استشهاده بقبل ثمانية شهور؛ أجرى تطويرا على صاروخ قدس 2 وتجربة إطلاقه على سيدروت والذي نجح نجاحا باهرا في إصابة هدفه وشارك في إطلاق الصواريخ على مغتصبات نيتساريم وكارني وايرز ونتسير حزاني وشارك في تدريب مجموعات ميدانية والتخطيط والتنفيذ لعدد من العمليات ضد الكيان الغاصب في المنطقة الجنوبية.

لحظة استشهاده
في مرات عديدة نجح الشهيد في الهروب من بين أيدي الجنود على حاجز أبو هولي وبتاريخ 29/7/2004 ارتقى الشهيد بجسده وارتفع بروحه كما تمنى على ربه أن يتناثر أشلاء وشظايا وهو يزرع عبوة ذكية قرب مستوطنة نتسير حزاني، حيث أنه وضع عبوة موجهة مسافة 2 متر عن حدود المستوطنة في طريق مرور جيب هامر برفقة الشهيد يونس العبادلة من كتائب شهداء الاقصى فأبصرتهم دبابة وضربتهم بقذيفة وانفجرت وتناثرت أشلاء الشهيدين واختلطت الدماء إرضاء لله تعالى.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 29/7/2004)