وصية الشهيد المجاهد: طارق زياد يوسف ملحم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي شرفنا بالانتساب إلى هذا الركب الجهادي الطاهر، ركب محمد وآله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، ركب الشهداء وركب الصحابة والصالحين. الحمد لله الذي جعلنا ممن يرفعون سيوف الحق في زمن التخاذل، درب ذات الشوكة طريق الجهاد والاستشهاد, طريق رصف بجماجم الشهداء ودمائهم ليقولوا لا في زمن الانكسار، زمن كل من فيه يقول عنك مجنون؛ لأن نظرتهم دنيوية؛ نظرة أهل الدنيا ونظرة من تعودوا على الإهانة والذل، وكان أكبر همهم لقمة العيش، وطول الأمل، ولكن صبر جميل، والله المستعان.

أهلي، إخوتي، أحبتي، وأبناء بلدتي الشرفاء منهم: أوصيكم بأن لا تركنوا إلى دنيا الفناء، وسارعوا إلى جنة البقاء، كونوا على قلب رجل واحد، واتركوا نزاعات الكراسي الوهمية التي سخرها هذا العدو الغاشم، ليلهونا بها عن همنا الأساسي، القدس الأسيرة.. القدس الحزينة، كفاكم يا أمة محمد، كفاكم يا أمة فلسطين. ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الأنفال: 46]

إخوتي، أخواتي، أمي الحبيبة: أرجو أن تسامحوني، والأمر أمر الله وإرادته في هذه الطريق، طريق الجهاد في سبيل الله، و"هذه الأمة على موعد مع الدم.. دم يلون التاريخ.. دم يلون الأفق.. دم يلون الدم.. ونهر الدم لن يتوقف دفاعًا عن العقيدة دفاعًا عن الوطن"(*).

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ صدق الله العظيم. [المائدة: 54]

أوصيكم أهلي الأحبة: بتقوى الله وطاعته، ولا تركنوا إلى هذه الدنيا الفاتنة وزينتها، وأوصيكم بالصلاة، الصلاة.. الصلاة، وأن تتبعوا السنة الشريفة في جنازتي وقبري، وإن شاء الله سأكون لكم شفيعًا يوم القيامة.

أخواتي العزيزات: علمن أولادكن الصلاة، وطاعة الله من الصغر، وأوصيكم بتقوى الله.

وفي الختام: رسالتي إلى المجاهدين في سبيل الله في كل مكان امضوا في طريق الحق، امضوا في طريق الجهاد، امضوا إلى رضوان الرحمن، امضوا إلى جماجم اليهود نحو وعد الآخرة بأقدامكم المتوضئة، وأقول لكم سأبقى معكم أفديكم، وأفدي هذا النهج المقدس بدمي، وبكل ثواني عمري، وبجهدي الذي لن يبخل بل سيزداد عنفوانًا مع عنفوانك ومع عنفوان الاستشهاديين.

 ÙˆØ£Ù‚ول لكم: وداعًا، وداعًا يا أحبتي فإني شهيد إلى الجنة أقتل وأقتل لتحيا أمتي، وسأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى. وآخر كلامي لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

طارق زياد ملحم

 


(*) من كلمات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.