وفد من الجهاد الإسلامي يزور عائلة الشهيد "محمد رباح عاصي" في قرية بيت لقيا غرب مدينة رام الله

في الذكرى السنوية الخامسة على استشهاده

خاص/ رام الله

     زار وفد من قيادة وكوادر حركة الجهاد الإسلامي، أمس الأربعاء، عائلة الشهيد القيادي في سرايا القدس محمد رباح شكري عاصي في منزله ببلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله.

وضم الوفد عدداً من منسقي العمل الجماهيري والنقابي والطلابي وكوادر من الحركة وأسرى محررين وأصدقاء الشهيد.

وكان في استقبال الوفد والد الشهيد عاصي قام وفد من قيادة حركة الجهاد الإسلامي، أمس الاثنين، بتكريم ذوي الشهيد القيادي في سرايا القدس محمد رباح شكري عاصي في منزله ببلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله.

واستحضر الأسرى المحررون وأصدقاء الشهيد محمد ذكرياته، كما أنهم ووصفوه بـ فتى الكهف وذلك لما في قصته من عبر واستحضار البعد التاريخي الذي أخبرنا به الله عن فتية الكهف الذين آمنوا وأخلصوا في عبودية الله وحده. وكذلك الشهيد الذي أخلص في حب الله ووطنه.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، سعيد نخلة، إن الشهداء استثناء في تاريخنا، بل واستثناء في اختيار النضال والمقاومة، فالتضحية بالروح هي سمة الجهاد، وأن الشهادة تعيد ميلادنا المتجدد من خلال تقمص واستحضار ذكريات الشهداء.

وأضاف أن الشهيد محمد عاصي، كان له من أسمه نصيب، كان عصيا على الإنكسار، بل عصيا عن التنازل عن فكره الإستثنائي في تناول شكل النضال وتجسيده واقعا.

وأشار إلى أن الشهيد العاصي، الذي تحدث عنه قادة العدو، بأنهم لم ينسوا " شبحه" وهو يطاردهم في أحلامهم ويقظتهم، حتى أن بعد اغتياله عمل العدو على محاولة اغتيال المعنويات المقاومة للمنطقة الغربية لمدينة رام الله، إلا أنه فشل، وسيفشل كما فشل في محاولة حفظ أمنه ومستوطنيه.

وأكد على أن طريق ذات الشوكة التي اختارها الشهيد العاصي، مكلفة وثمنها حدده الشهيد العاصي ومن قبله الشقاقي الذي زرع بذرة في قلوب وأرواح حوارييه، وهو الدم الذي فقط به يتغير وجه التاريخ.

وأوضح، أن حركة الجهاد اليوم بعد 32 سنة على انطلاقتها، قد اشتد عودها وصلبت مواقفها الوطنية بعدم التفريط أو التنازل عن ذرة تراب من فلسطين، أو التسليم لمراحل انتقالية استسلامية.

وأكد على أن أي انحراف في مواقف ومبادئ الحركة، هو بمثابة التخلي عن دماء الشهداء، بل وتنكر لفعلهم وتضحياتهم.

بدوره، تحدث والد الشهيد محمد عاصي، ( أبو جهاد)، عن الصفات التي كانت محطة للوقوف عليها، أي بمعنى أن التحلي بصفات معينة هي التي تصقل شخصيتك، ويصبح الآخرين، يعرّفونك من خلالها.

وأشار إلى نجله الشهيد، كان صادقا مع نفسه ومع كل من تعامل معه، وهذه صفة مهمة أن يكون الإنسان صادق، خصوصا عندما يحمل فكرا مقاوما، لأن هذا الفكر لن يتحقق انتشاره إلا بصدق حامليه.

وأضاف إلى أن من صفاته الأمانة والإخلاص، والعطاء، وكذلك وهذه التي جسدها واقعا، ألا وهي التضحية.

وأكد على أن نجله صقلت شخصيته من خلال التربية الصحيحة والتي رعتها عدة مؤسسات بدءا من العائلة ومن ثم المسجد، ومن ثم المدرسة، وكذلك تنظيمه الذي ساهم بشكل مباشر في تحديد مسار فكره وحياته.

واختتم والده قوله، أن فعل الشهداء فعل يحق لنا أن نفتخر به، وأنا أفتخر بولدي محمد الذي انتهج الطريق الصحيحة في ظل الاعوجاجات التي نزلت على الأمة.

ومن الجدير ذكره أن الشهيد محمد رباح عاصي، نفذ عملية تفجير في باص إسرائيلي بتاريخ (21-11-2012)، إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وأوقعت العملية عشرات الجرحى، وكانت أحد أهم أسباب وقف العدوان على غزة حينها.

وولد الشهيد عاصي في (15-11-1985)، في قرية بيت لقيا الواقعة إلى الغرب من مدينة رام الله، بين اثنين من الإخوة الذكور: جهاد وشقيقه التوأم فؤاد، وخمسة أخوات، ترتيبه الخامس بين جميع إخوانه.

اعتقل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة في (17-7-2005) لمدة 15 شهراً، وبعد عدة أشهر اعتقل مرتين متتاليتين، في الاعتقال الإداري لمدة ثلاثين شهراً، أما اعتقاله الرابع والأخير، فكان بتاريخ (16-01-2012)، وأفرج عنه بتاريخ (24-09-2012).

وبعد تحرره من سجون الاحتلال، تعرض للاعتقال في سجون السلطة لعدة أيام، على خلفية مساعدته إخوانه الأسرى في إدخال أموال "الكانتينا" إلى سجون الاحتلال، وتعرض للاعتقال لدى السلطة ثلاث مرات.

وإخوانه، حيث استذكروا معا معالم ومحددات الانتصار التي سطرها الشهيد محمد بتطبيق فكر مدرسة المعلم فتحي الشقاقي في تشرين الانطلاقة والانتصار من خلال الاشتباك الأسطوري مع قوات كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني  قبل بعد رحلة مطاردة كبيرة في جبال ومغارات ووديان رام الله.

وتابع الوفد زيارته، إلى عائلة الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي رياض أبو صفية، وعائلة الأسير المنتصر في إضرابه ثائر حمدان، وعائلة الأسير عبد الرحمن الواوي، وجلهم من قرية بيت سيرا غرب مدينة رام الله.

24/10/2019