الشهيد المجاهد محمد صبحي عوض: فارس ذا عبقرية عسكرية

ميلاد فارس
ولد شهيدنا المجاهد محمد صبحي عوض في السادس عشر من أكتوبر للعام 1977 بمخيم الصمود مخيم الشاطئ في قطاع غزة الذي يضربه الموج كل يوم ولا ينكسر، حيث ترعرع في أسرة متدينة بسيطة تتكون من والديه وستة من الأخوة وستة من الأخوات، عاشت أسرته المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا العظيم.
هاجرت من بلدتها الأصلية "حمامة "بفعل العصابات الصهيونية في أبشع جريمة شهد لها التاريخ في عصرنا الحاضر.
درس محمد المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية للذكور ج، والإعدادية في مدرسة الرمال، ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة ابن سينا الثانوية ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة.

صفاته
يقول والد الشهيد عن طفولة محمد: "كان محمد محباً لي ولوالدته وإخوانه وأخواته حنوناً وعطوفاً عليهم، محبوباً من الجميع لصدق تعامله وطيبة قلبه وحبه لفعل الخير".
ويضيف: "منذ نعومة أظفاره ترعرع وتربى الشهيد محمد في أحضان المسجد الشمالي مواظباً على جلسات القرآن الكريم وتحفيظه، وبعد بناء مسجد شهداء الشاطئ، عاش شهيدنا في أحضان هذا المسجد وتشهد جدرانه ومصاحفه بأنه كان من رواده، وقد خرج محمد لأكثر من مرة مع رجال الدعوة للخروج لجنوب القطاع وإلى محافظة الوسطى، وكان حريصاً على تحفيظ إخوانه وأخواته للقرآن الكريم وكان يشجعهم دائماً على حفظه.
ويقول عم الشهيد: "كان الشهيد محمد أحد عمالنا الكادحين والصابرين، فقد كان شهيدنا يعمل مع والده في مهنة البناء، وكان الشهيد محمد كثير الحديث عن الشهداء والاستشهاديين، وأن قتل اليهود عبادة".
ويضيف عم الشهيد: "إن محمد كان أقرب ما يكون إلى الله في شهر رمضان، حيث الجميع في مسجد شهداء الشاطئ وبالأخص من كان يقوم الليل ومعتكفاً العشر الأواخر من رمضان في ذلك المسجد يشهد له بأنه كان كثير القيام.. كثير البكاء من خشية الله".
ويصف أحد أصدقاء فارسنا الشهيد، بالخجول والمحب لكافة أبناء شعبنا مشيراً إلى أن محمد – رحمه الله- كان من أشد الشباب المسلم حياءً في الله، ولا يحب الحديث فيما لا يعنيه كما أشار صديقه.

المشوار الجهادي
"أبا حمزة" أحد قادة سرايا القدس في مخيم الشاطئ يتحدث عن الشهيد محمد عوض، التحق بصفوف سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) في انتفاضة الأقصى في العام 2002 محققاً أمنيته في الانضمام لجناح عسكري كان قائده سابقاً الشهيد القائد محمود الخواجا، وجهز الشهيد محمد نفسه ليكون استشهادياً في سبيل الله، فقد كان كثير البيات خارج بيته.. هناك على أسلاك المغتصبات يرصد العدو بالليل والنهار وفي كل زمان ومكان، ويرصد تحركات الجنود الصهاينة.
ويضيف أبو حمزة إن دل هذا علي شيء فإنما يدل على عبقريته العسكرية فهو الذي كان المسئول الأول عن رصد عملية نتساريم البطولية المشتركة بين (سرايا القدس وكتائب القسام) والتي أدت إلى مقتل 4 جنود وإصابة العديد من الصهاينة، فبعد عملية نتساريم البطولية التي تمت بنجاح وبتوفيق من الله تأثر الشهيد محمد كثيراً بالاستشهادي (سمير محمد فودة) الذي كان الشهيد محمد هو من رصد الهدف الذي تم تنفيذه، فقبل يومين من استشهاده شارك الشهيد محمد مع رفاقه في سرايا القدس لإطلاق بعض من الصواريخ على إحدى المغتصبات في قطاع غزة.
كان شهيدنا  Ù…حمد على علاقة طيبة ووطيدة بالشهداء (خليل الضعيفي، عبد الرحمن أبو شنب، بشير الدبش، رامي عيسى، إياد الراعي، محمد انصيو، خالد أبو سلمية وغيرهم من الشهداء).

الشهادة
طالما انتظر محمد عوض تلك اللحظة التي يرتقي فيها ليرى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه، وينعم بالفردوس الأعلى بإذن الله، فتقدم الفارس ابن الجهاد والسرايا في مهمة جهادية قرب معبر كارني "المنطار" في 29/10/2003م، حيث فتحت قوات الاحتلال النيران عليه وارتقى شهيداً كما تمنى وأحب.

والدته تزغرد
تقول والدة الشهيد: "عندما جاء خبر استشهاده لم أتفاجأ بل قابلت الخبر بالزغاريد، وأتمنى من الله أن يتقبله في العلياء". ويضيف شقيقه: "عندما وصل خبر استشهاد أخيه، أن حَمَدَ الله وشكره على أن توج هذه العائلة بهذا الشرف".

(المصدر: سرايا القدس، 29/10/2003)