الشهيد المجاهد "سامي حمد أبو سبت": أسد الميدان وقت الامتحان

هذه أكناف سرايا القدس.. وهنا الرجال يخرجون.. حيث التربية والتدريب.. وهنا نبدأ حكاية أحدهم.. على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. ولا تنتهي حياتهم بالموت أو مواراة الثرى.. إنما هي كما عجلة زمان تدور ولا تنتهي.. أولئك هم شهداء صبروا وثابروا وعملوا بلا كلل ولا ملل.. ليكون لهم بعد رحيلهم ذكرى معطرة أو شذى الذكر الفواح.
أسود صبروا على مرارة دنيا.. لم يتبقى صديق قبل عدوا ألا ذاق ويلات المرارة بصدهم وهجرانهم تارة.. وبطعنهم تارة أخرى.
رجال لحقوا بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بصبرهم وعملهم طلبا لرضوان الله في دنيا وجنة عرضها الأرض والسماوات في حياة أخرى هي الخلود بوعد الله في رغد وهناء.

ميلاد مجاهد
ولد الشهيد المجاهد سامي حمد أبو سبت بتاريخ 9/4/1988Ù… في أحضان أسرة متدينة ربته على تعاليم الإسلام الحنيف، حتى أصبح من الدعاة والوعاظ. 
درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين ومن ثم أكمل المرحلة الثانوية بمدرسة الشهداء الثانوية للبنين بمدينة رفح وقد حصل على درجات تؤهله للالتحاق بالجامعة.
في تلك الفترة التحق الشهيد المجاهد سامي أبو سبت إلى جامعة الأقصى قسم الرياضيات والذي عرفه زملائه بالدراسة بذكائه ونجابته في حياته الأكاديمية .. وقد تخرج من الجامعة بتفوق في عام 2010م. الشهيد سامي رحمه الله له ثلاثة من الإخوة وهم طارق وجهاد وبلال يحتل الترتيب الثاني من بين أخوته.

صفاته وأخلاقه
ربما لا تسعفنا الكلمات في وصف هذا الإنسان المجاهد الذي ما شهد له أحد إلا بالخير وحسن الخلق محبوباً إلى كل من عرفه وقريبا إلى الجميع لاسيما إلى أصدقائه بالفصائل الأخرى.
كان يتمتع بشبكة علاقات واسعة يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم .. يرسم الابتسامة دائماً على وجهه محافظا ًعلى الصلوات جميعاً بالمسجد داعيا إلى الله.
فتمتع شهيدنا سامي بأخلاق حميدة عالية، وكان محباً للجميع، ومحبوباً منهم، وما كان يتوانى عن تقديم المساعدة للآخرين في سبيل الله تعالى.

حياته الجهادية
تأثر كثيرا ً بفكر الدكتور الشقاقي رحمه الله منذ صغره وأصبح ممن يحملوا هذا الفكر ويبلغوه إلى من حولهم وتشكلت عنده أرضية خصبة لحمل الأمانة والانطلاق بقوة ضمن صفوف حركة الجهاد الإسلامي .
في عام 2005 م انضم إلى شهيدنا إلى صفوف الجهاد الإسلامي بمسجد التوحيد القريب من منزله ليشارك أخوته النشاطات الإعلامية والعمل الدعوي بالمسجد .. وكان حريصا أشد الحرص للتنظير على رفاقه وأصدقائه التي تنوعت توجهاتهم السياسية والفكرية ودعوتهم للانضمام لصفوف الحركة الإسلامية المجاهدة.
أصبح الشهيد سامي أكثر نضجا ً بشهادة الجميع له، فتأهل للعمل ضمن المنظومة العسكرية والالتحاق إلى صفوف سرايا القدس في العام 2007 م ضمن الخلايا العاملة في لواء رفح البطولة.
في مدة زمنية قصيرة رأى أخوته في العمل براعته في مجال وحدة المدفعية، فتفرغ بشكل كامل للعمل في وحدة المدفعية برتبة مجاهد.. وفي هذه الفترة تلقى العديد من الدورات العسكرية المتخصصة بالمدفعية حتى يزيد من مهارته وخبرته في هذا المجال.
والدة الشهيد المجاهد سامي أبو سبت تقول: سامي لطالما أخفى انتمائه للجهاد الإسلامي تمتعاً بالسرية والكتمان، إلا أنه قد أنجز ولم يتأخر أو يتوانى حتى لقي الله كما تمنى". 
وأضافت، أنه كان يردد لي على الدوام بإذن الله سيلحق برفاق له سبقوه إلى الجنة ويستشهد، وها هو نال ما تنمى مقبلاً غير مدبر.

رحلة الخلود
أفاق الجميع على يوم دام ومؤلم، يوم السبت الموافق 29-10-2011، حين قامت طائرات الغدر الصهيونية باغتيال خمسة من أبرز قادة وحدة الهندسة والتصنيع بسرايا القدس برفح، في مشهد لم يرق إلى الغيورين من أبناء شعبنا على دماء الشهداء التي سفكت ظلماً وعدوانا.
وقد تم نقل الشهداء والذي من بينهم الشهيد القائد أحمد الشيخ خليل إلى مستشفى أبو يوسف النجار .. والذي حضر الجميع من قيادات الحركة وكوادرها إلى المستشفى في حالة من الغضب. شاهد الجميع حضور "سامي" القوي في ذلك اليوم وقد بدت عليه علامات الحزن والغضب في آن واحد لما قد جرى.
وما أن أسدل الليل ستاره على يوم دام .. انطلق مجاهدو السرايا بصواريخهم وقذائفهم ليصبوا المغتصبات المحاذية للقطاع بوابل الغضب وحمم براكينهم.

وكان من بينهم الشهيد سامي أبو سبت ورفيق دربه الشهيد سليمان أبو فاطمة فأطلقوا عددا من قذائف الهاون ثأراً لدماء الشهداء .. وأثناء انسحابه تعقبته طائرة استطلاع صهيونية جبانة وأطلقت باتجاههم صاروخ واحد على الأقل مما أدى إلى استشهادهم على الفور.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 29/10/2011)