الشهيد المجاهد "مرضي ناهض حجاج": صفحات ناصعة من الجهاد كتبت بالدماء

ما أعظمهم رجال السرايا الميامين وهم يخوضون بكل بسالة وإقدام معركة الحق والباطل، الحق الذي يمثله شعبنا الفلسطيني المظلوم والمنكوب والمحاصر، والباطل الذي يمثله الكيان الصهيوني الذي يقتل ويسفك دماء أبناء شعبنا ولم يسلم من عربدته وهيمنته لا شجر ولا حجر ولا بشر.
هم الرجالُ الذين استجابوا لنداء الرحمن ولنفير الجهاد فلم تكبلهم طائرات العدو التي غطت السماء، ولم يربكهم تخاذلُ أصحاب الكراسي والمشاريع والأجندة الخاصة الذين تقاعدوا عن دورهم الجهادي. 
طوبى لدمك الطاهر يا "مرضي ناهض حجاج" وأنت تدك مغتصبات العدو الصهيوني بحمم النار واللهب وتغدوا شهيداً كما تمنيت بعد رحلة جهادية مشرفة شهد لها القاسي والداني.

بزوغ الفجر
وعن نشأة الشهيد "مرضي" قال والد الشهيد: ولد "مرضي" رحمه الله في تاريخ 2/4/1987م, في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وترتيبه السادس بين إخوته في الأسرة، ودرس "مرضي" المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدراس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين والمرحلة الثانوية بمدرسة جمال عبد الناصر، ثم انتقل للدراسة الجامعية في جامعة القدس المفتوحة". وشهيدنا تزوج قبل أربعة شهور من استشهاده، وزوجته حامل.
وأضاف: "وكان "مرضي" ذو أخلاق حميدة وتميز بتواضعه ومحبته لأهله وإخوانه وجيرانه وأصدقائه ورفاق دربه في السلاح وكان من رواد المساجد".

رفيق الشهداء
وأشار والد الشهيد الصابر المحتسب إلى أن الشهيد "مرضي"، تأثر كثيراً باستشهاد أصدقائه ورفقاء دربه بالجهاد والمقاومة في "سرايا القدس" الذين سبقوه إلى علياء المجد والخلود ومنهم الشهداء: ( أدهم الحرازين - محمد عطية الحرازين - سعدي حلس - عادل جندية - معتز قريقع).

وصية مرضي لوالدته
وتابع حديثه قائلاً, "لقد أوصى "مرضي" والدته قبل خروجه لأدائه المهمة الجهادية واستشهاده بأن ترعى ابنه الذي مازال في أحشاء والدته وأن تسميه "عبد الله"، وطالباها بأن تربيه على حب الجهاد والمقاومة".
كما طلب منها بأن لا تبكي عليه حينما يأتي محمولاً على الأكتاف بل أن تستقبله بالتكبير والزغاريد".
وأكد والد الشهيد، على أنه "كان على دراية بالطريق الجهادي التي كان يسلكها نجله "مرضي" وأنه كان يشجعه على مواصلة هذا الطريق المحفوف بالمخاطر".

موقف
واستذكر والد الشهيد, موقفاً لن ينساه من ذاكرته حينما كان يمازحه نجله الشهيد "مرضي" قبل خروجه لتأدية واجبه الجهادي، حيث كان يحذره من طيران الاستطلاع قائلاً له: "يا أبتاه أنت الآن عمرك 53 سنة وقريبا سوف يصبح عمرك 54 سنة اذهب واستشهد حتى يرزقك الله بـ 72 حورية أفضل لك من حور الطين". 

يوم الرحيل
وعن يوم رحيل الفارس "مرضي" قال والده: "يوم استشهاد "مرضي" كان طيران الاستطلاع يحلق بشكل كثيف في الأجواء فطلبت منه أن يبقى داخل البيت خوفاً عليه ولكن أبى إلا أن يخرج ليدك مغتصبات العدو الصهيوني بالصواريخ ويثأر لدماء الشهداء".
وأكد والد الشهيد "مرضي" ولم يتماسك نفسه من البكاء, على أن عيد الأضحى الذي سيطل بعد أيام قليلة سيكون صعباً بغياب "مرضي" رحمه الله, وقال: "لقد فقدت أغلى ما أملك فالإنسان لن يبقى له شيء بعد رحيل أبنه وخصوصا أنه متزوج منذ فترة 4 شهور فقط وزوجته حامل, فانا أتحسر عليه ولكن عزائي أنه في جنان الخلد وهذا ما يصبرني".
وفي نهاية حديثه: طالب والد الشهيد "مرضي حجاج" للمقاومة الفلسطينية بأن تواصل جهادها حتى يندحر المحتل الصهيوني عن أرضنا".

رحلة الجهاد
"أبو مجاهد" أحد القادة الميدانيين في "سرايا القدس" يتحدث عن الرحلة الجهادية المشرفة للشهيد المجاهد "مرضي حجاج" حيث قال: "كان الشهيد مرضي حجاج رحمه الله من المجاهدين المخلصين الذين لا يهابوا الموت ويعملون بكل جد واجتهاد لزلزلة هذا لكيان الباغي اللعين".

وأضاف "أبو مجاهد"، "لقد كان الشهيد المجاهد "مرضي" صاحب الرد الأول والثأر للشهداء القادة (سعدي حلس- أدهم الحرازين- محمد الحرازين- محمد عابد- عادل جندية- معتز قريقع), حيث كان من أوائل من قصفوا بئر السبع وأسدود بصواريخ الجراد المباركة".
وأشاد القائد الميداني ببطولات الشهيد "مرضي حجاج" وبسالته في الميدان ومقارعة المحتل الصهيوني الغاشم.

ومن أبرز المهمات الجهادية للشهيد "مرضي حجاج":

• Ø§Ù„تصدي للاجتياحات الصهيونية للمناطق الشرقية لمدينة غزة.
• Ø¯Ùƒ مغتصبات العدو الصهيوني بصواريخ الجراد والقدس وقذائف الهاون.
• المشاركة في عملية نحال عوز وكارني في المنطقة الصناعية في أواخر عام 2007Ù… ,عبر إسناد المجاهدين في هذه العملية المباركة.
• Ø§Ù„عمل بالوحدة الصاروخية التابعة لـ"سرايا القدس" بلواء غزة.
• Ø§Ù„رباط والحراسة في سبيل الله.

وفي نهاية حديثه، عاهد "أبو مجاهد" الله عز وجل بأن تحفظ السرايا عهد الشهداء الأبطال "مرضي حجاج" ورفيق دربه "سهيل جندية" وكل الشهداء، وأن تواصل درب الجهاد والمقاومة حتى تطهير كامل تراب فلسطين من دنس المحتل المجرم.

رحلة الخلود
في مساء يوم السبت الموافق 29-10-2011، انطلق المجاهد "مرضي حجاج" برفقة الشهيد المجاهد "سهيل جندية" ليدكوا حصون المحتل بصواريخ الجراد، تلبية لنداء الجهاد، وانتقاماً لدماء شهداء سرايا القدس التي روت الأرض المباركة في رفح في ذلك اليوم، وبعد عودتهما من أداء مهمتها الجهادية استهدفت طائرات الاستطلاع الحاقدة بصاروخين الشهيدين المجاهدين مرضي حجاج وسهيل جندية غرب مدينة غزة، مما أدى إلى ارتقائهما شهداء في عليين مقبلين غير مدبرين.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 28/10/2011)