الشهيد المجاهد سليمان أبو فاطمة

إن هذا الدم الطاهر الذي أُريق في سبيل الله لن يضيع ولن يذهب هدراً، وسيمضي المجاهدين في طريقهم لتلبية نداء السماء حتى يتحقق وعد الله ويمن علينا بالنصر المؤزر الذي يثلج صدورنا ويطهر أرضنا ومقدساتنا.

ميلاد فارس
أبصر شهيدنا المجاهد "سليمان محروس أبو فاطمة" النور في  تاريخ 6/9/1990Ù… في كنف عائلة ملتزمة محافظة على تعاليم الإسلام العظيم وعاش بين إخوته الستة في منزل ميسور الحال بمدينة رفح.
ودرس شهيدنا المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث للاجئين بالمدينة وأكمل المرحلة الثانوية بمدرسة النجار الثانوية للبنين وقد حصل على معدل يؤهله للالتحاق بالجامعة.
ثم أكمل دراسته في جامعة الأقصى تخصص إدارة أعمال وكان متفوقاً بدراسته.

مجاهد مخلص
الالتزام هو ما ميز الشهيد رحمه الله بصلواته وعباداته, وكان صاحب ابتسامة تكاد لا تفارقه للجميع, وقد شهد له بمشاركته جميع أصدقائه أفراحهم.
وقد ذكر لنا رفيق دربه، بأن الشهيد كان من أشد ما يكون إخلاصا في عمله فكان لا يقبل بأن يستريح بين أيام الرباط بل يجهز نفسه في كل ليلة ويشارك إخوانه في الرباط والرصد.
كغيره من العاشقين لتراب وطنه شعر بمعاناة شعبه جراء تكالب العالم بأسره على شعب أعزل مستضعف.
وكان لزاماً على مجاهدي السرايا الأبطال أن يهبوا دفاعا عن الوطن الحبيب. فكان الشهيد سليمان أبو فاطمة ممن حملوا الهم ومضى إلى الله عز وجل حاملا روحه على كفه.

رحلة جهادية  
التحق شهيدنا المجاهد "سليمان أبو فاطمة" بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مطلع عام 2005م.
وأوكل إليه البداية عدة مهمات تتعلق بالعمل الإعلامي في مسجد التوحيد بمنطقة حي السلام وكان قادرا على حمل الأمانة وأداء الرسالة رغم المضايقات التي تعرض لها بالرغم من قلة الإمكانيات.
و شهد له بنشاطه وهمته العالية التي نبعت من حبه لحركته ولنهجها الذي رسم بدماء الشهداء الممتد من عهد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم. وفي تلك الفترة رأى أخوة له قائمين على المهام العسكرية في شخص الشهيد ما يميزه للالتحاق بصفوف سرايا القدس بالعام 2007 م.
ولطبيعة المنطقة التي يسكن فيها الشهيد رحمه الله ولقربها من الحدود أوكلت إليه مهمة الرصد والاستطلاع، والذي كان يرصد فيها تحركات العدو وكشف كمائنه.
وبعدها تمكن من اجتياز عدة دورات عسكرية عامة ومتخصصة كان أبرزها دورات سلاح المدفعية الذي أتقن فيها ببراعة في التعامل والاستخدام والتسديد، فكان من أبرز المجاهدين في سلاح المدفعية التابع لسرايا القدس.

رحلة الخلود
روى أبو مجاهد أحد مجاهدي سرايا القدس، تفاصيل ليلة استشهاد الشهيد سليمان أبو فاطمة ورفيقه الشهيد سامي أبو سبت بتاريخ 29-10-20011، حيث قال: "كنا في جلسة شبابية نرقب جميعا رد السرايا على مجزرة العدو الصهيوني التي ارتكبها بحق 5 من قياداتها, وبعد آذان العشاء وقف الشهيد سليما إماما بأخيه الشهيد سامي لأداء صلاة العشاء، وكان يجود الآيات بأجمل الأصوات بتأني وطمأنينة كأنه يعلم اقتراب الأجل".
وقال: "بعد الانتهاء من الصلاة غادر الاثنين تحت أجواء ملبدة بطيران الاستطلاع الذي كان يحلق بكثافة لرصد أي عملية إطلاق صواريخ أو قذائف باتجاه المغتصبات المحاذية لقطاع غزة".
وأضاف: "تمكن البطلين الفارسين من دك المغتصبات والمواقع الصهيونية بقذائف الهاون بنجاح وقاموا بالانسحاب من المكان وبعد 5 دقائق من الإطلاق، رصدتهما طائرة استطلاع صهيونية غادرة فأطلقت عليهما صاروخين مما أدى إلى ارتقائهما شهداء مقبلين غير مدبرين.
وقال رفيق درب الشهيد سليمان: فزعت لصوت الانفجارات التي دوت بالقرب من منزلي الذي أجلس فيه، فركضت مسرعا نحو مكان الانفجار وكان الجو معتماً تماماً والهدوء يعم المكان، و تأكدت تماماً بأن المكان الذي أتواجد فيه هو بالتأكيد مكان الانفجار وبحثت جيداً فرأيت الشهيد سليمان رحمه الله وقد قطع نصفين نصفه الأعلى مشوه تماماً والنصف الآخر عبارة عن أشلاء.
وقال: "على بضع أمتار وإذ بجثة الشهيد سامي وكانت أيضاً مشوهة لإصابته في جمجمته وشظايا بكافة أنحاء جسده، ويذكر أن الشهيدان قد استشهدا على الفور بعد إصابتهم بالصواريخ ونقلا بعدها على مستشفى أبو يوسف النجار.
وفي نهاية حديثه، عاهد رفيق درب الشهداء الله عز وجل على مواصلة درب الجهاد والمقاومة حتى النصر والتمكين بإذن الله.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 29/10/2011)