وصية الشهيد المجاهد: يحيى سفيان يحيى القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى الذي ولد وولد مع الهدى، فكان سبتًا ونورًا لمن اهتدى، ومما زادني شرفًا وقتها وكدت أختص لها الثريا، دخولي تحت قولك يا عبادي وأن بعثت لي أحمد نبيًا، الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله الذي جعلنا من عشاق الشهداء، الحمد لله الذي أماتنا على فطرة الإسلام، وجعلنا من أبناء سيد الأنام. وأما بعد:

إنني أنا أخوكم المهاجر إلى دار الآخرة: (يحيى سفيان القصاص) ابن الإسلام العظيم، ابن (سرايا القدس).

إخواني، أحبائي: أوصيكم بتقوى الله ولزوم طاعته، وإتباع منهجه والسعي إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض. إنني أعلم علم اليقين أن هذه الدنيا فانية زائلة، وأن الله ما خلقنا منها إلا لعبادته. فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ صدق الله العظيم. [الذاريات: 56]، ولم يخلقنا أيضًا إلا لنجاهد في سبيله ونعلي رايته. فقال تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 191]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

إنني أحتسب نفسي شهيدًا عند الله، وأقدم نفسي رخيصة في سبيله ونصرة دينه، وأحتسبها لأنتقم من عدو الله وعدونا بني صهيون الذين أذاقوا شعبنا أسوأ ألوان العذاب والجرائم.

إلى أمي الغالية: أسأل الله العظيم أن يجعلك من الأمهات المؤمنات الصابرات، وأستحلفك بالله العظيم أن لا تبكي ولا تحزني وأن تقري عينًا، وأن تحتسبيني شهيدًا، وأن تسامحيني، وأن تدعي لي بالرحمة والمغفرة.

إلى أبي الغالي وإخوتي الأحباء: أعلم أن الفراق صعب، ولكنها سلعة الله، ألا إن سلعة الله الجنة التي وعد بها عباده المتقين، وأرجو منكم السماح والعفو والصفح والدعاء.

إلى أصدقائي، إلى كل من عرفني: لا تحزنوا، اصبروا إنها الجنة، سامحوني إن أخطأت في حقوقكم، ادعوا لي بالرحمة والمغفرة ونيل رضوان الله، أوصيكم بإتباع طريقي طريق الجهاد والمقاومة وأوصيكم بالصلاة وعبادة الله.

إلى الشعب الفلسطيني المعطاء: يا من تسطرون أروع البطولات مع بني صهيون، أوصيكم بتقوى الله ومواصلة الطريق حتى تنالوا نصركم واستقلالكم.

وإلى الذين هم على الثغور: أشد على أياديكم، وأقول لكم لا تملوا من تلقين عدو الله وعدوكم من الضربات الموجعة، وإنه لا سلام مع هؤلاء بني يهود قتلة الأنبياء والمرسلين.

وأخيرًا: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 103]، أدعو الله أن يقطعني إربًا إربًا في سبيله، وابتغاء مرضاته، وأن يسدد رميتي ويهلك أعداء الله. ورجائي إلى الجميع أن يدعوا لي بالمغفرة والجنة، وأن يسامحوني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

يحيى سفيان القصاص