الشهيد المجاهد علاء أحمد أبو ريدة: صمود أسطوري توج بشهادة في سبيل الله

الميلاد والنشأة
في منزل عائلته المتواضع في قرية خزاعة شرق مدينة خان يونس، حيث عاش ذلك البطل كان الموعد واللقاء مع أسرته لنروي لكم قصة الشهيد المجاهد علاء أحمد أبو ريده.. "أبو قصي".
وبالقرب من الحدود الشرقية المحاذية للأراضي المحتلة يقبع بيت شهيدنا علاء، حيث يقول والده الحاج أحمد أبو ريده "58" عاماً: "في هذا البيت المتواضع كان بزوغ فجر ميلاد علاء في 26/2/1987، لأسرة تتكون من أربعة إخوة وشقيقتان، وتلك الحقول المدمرة كانت مرتعه وملعبه قبل أن تدمرها جرافات الاحتلال الصهيوني".

مشاعر أسرته
ويضيف أبو محمد: "لقد كان لوفاة والدته إثر مرض ألم بها، حيث عجزت مستشفياتنا عن تقديم العلاج المناسب لها بسبب الحصار مما ساهم تدهور حالتها الصحية، نقطة تحول في حياة فلذة كبده نحو الجهاد والمقاومة لثأر لكل أبناء شعبه الذين يقتلون ليل نهار أمام مرأى ومسمع العالم بأثره"، مؤكداً أن نجله الشهيد كثيراً ما يطلب منه الدعاء له بنيل الشهادة خالصةً في سبيل الله.

دراسته
ويشير أبو محمد إلى أن نجله كان من الطلبة المتفوقين والمتميزين عن أقرانهم طوال سنوات دراستهم حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدراس بلدتي خزاعة وبني سهيلا بخان يونس، من ثم حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة شهداء خزاعة الثانوية، ليلتحق بعدها بجامعة الأزهر - بغزة حيث درس بكلية التجارة تخصص محاسبة غير أن استشهاده حال دون إكمال مشواره التعليمي، معرباً عن تسليمه الكامل لقضاء الله وقدره، وإيمانه بالعمل البطولي الذي قام به نجله الشهيد الذي رفض الخروج من بلدته كما الكثيرون وأصر على البقاء حتى نال شرف الشهادة في سبيل الله.

صفاته وعلاقاته
وعن صفاته التي تميز بها الشهيد يقول شقيقه البكر محمد "35" عاماً: "منذ صغره كان الشهيد يتسم بالهدوء ودماثة الأخلاق، وكان شديد الحب لمساعدة الآخرين، محباً لوالديه مطيعاً وباراً لهما، محافظاً على الصلاة في المسجد القريب من بيته".
ويقول جاره معاذ النجار خلال حديثه عن شخصية الشهيد وعلاقته بالآخرين: "ببساطة لم يكن الشهيد علاء ممن يجود الزمن بالكثير من أمثاله"، وتابع قوله وقد بدت عليه الحسرة: "لقد خسرنا باستشهاد علاء شيئاً غالياً وثميناً ذهب وفقدناه إلى غير رجعة فعلى مثله يبكي الرجال".
أما رفيقه في حركة الجهاد أبو مروان فيكشف النقاب عن صفات أخرى في شخصية الشهيد علاء، ويقول: "كان تقبله الله مثالاً للشاب الشجاع الهمام الذي لا يعرف الراحة أو السكون، ويشهد له كل من عرفه في ساحات الوغى، لا سيما خلال تصديه للاجتياحات الصهيونية"، مشدداً على مدى حرص الشهيد نيل الشهادة سبيل الله، حيث كان يطلبها ويسعى لنيلها دون تردد. ولفت أبو لؤي إلى علاقة الشهيد الطيبة مع كل أبناء الاتجاهات الأخرى، سواء الوطنية منها أو الإسلامية.

مشواره الجهادي
عرف الشهيد علاء الإسلام منذ صغره، والتحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي وهو لا يزال شبلاً في المرحلة الإعدادية، فقد كان دائم الاشتراك في فعاليات وأنشطة الحركة والمخيمات الصيفية، فشب علاء وكبرت معه أحاسيسه بالألم وجراح شعبه، فحرص على الالتحاق بصفوف سرايا القدس، فكان له ما تمنى بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية، فكان نعم المجاهد المخلص والملتزم بقرارات قيادته في المنطقة.
على الرغم أن عمله في سرايا القدس قد اقتصر في بداية الأمر على عمليات الرصد والرباط في حدود منطقته، إلا أن حلمه في الشهادة الذي كان يكبر معه يوماً بيوم، حيث كان يرى الحقد الصهيوني يطال كافة أبناء وطنه، فلم يبقِ بيت واحد إلا وفيه شهيد أو جريح أو أسير، وقد نال بيته أيضا نصيباً وافراً من ذلك حيث توفت والدته بعدما عجزت مستشفياتنا عن تقديم العلاج لها بسبب الحصار.
أما عمله العسكري فيؤكد أحد رفاقه المجاهدين، أبو حمزة إلى أن الشهيد كان يتميز بدقة إطلاقه لقذائف "أر. بي. جي" باتجاه الآليات الصهيونية، لافتاً إلى الدور البطولي للشهيد خلال تصديه للآليات الصهيونية المجتاحة لمدن ومخيمات وقرى قطاع غزة.

قصة استشهاده
مع بدء المرحلة العدوان الصهيوني البري على قطاع غزة ضمن عملية "الرصاص المصبوب"، تقدم فارس سرايا القدس علاء أبو ريده مع إخوانه الشهداء سليمان اعميش، والشهيد نضال أبو ريده لمواجهة رتل الجنود الاحتلال الذين قدموا في جنح الظلام لنشر الموت والقتل في صفوف المواطنين العزل.
فدارت معركة عنيفة بين المجاهدين الأطهار وجنود الاحتلال الصهيوني الذين فروا أمام بسالة فرسان سرايا القدس الذين كانوا يتنقلون من بيت لآخر بحكم معرفتهم بطبيعة المكان، ومن أجل تكبيد جنود الاحتلال خسائر فادحة، مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف "أر. بي. جي"  وحتى فجر يوم الأربعاء 13/1/2009Ù…. عند خرج الشهيد من عرينه كما الكثير المواطنين لتفقد منازلهم بعد انسحاب قوات الاحتلال من بلدته مدحورين، حيث استهدفته طائرات الاحتلال بصاروخين على الأقل مما أدى إلى استشهاده على الفور، وسبعة آخرين.

(المصدر: سرايا القدس، 13/1/2009)