الاستشهادي شادي الكحلوت: كان صادقاً في طلبه فصدقه الله وعده

الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد شادي عبد الرحيم الكحلوت بتاريخ 13/12/1977 في أحضان أسرة مهجرة من قرية نعليا كما كثير من الأسر الفلسطينية حيث رضع حب الجهاد ورضع تعاليم الإسلام منذ نعومة أظفاره.
درس المراحل التعليمية في مدارس حي الشيخ رضوان، والثانوية العامة بمدرسة ابن سينا الثانوية.
درس في الجامعة الإسلامية بكلية الشريعة، ووصل في دراسته للمستوى الثاني، إلا أن عمله العسكري كان له الدور الأكبر فترك الدراسة ليتفرغ للجهاد.

مشواره الجهادي
عمل الشهيد الكحلوت في (الجماعة الإسلامية سابقاً الرابطة الإسلامية حالياً) الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وعمل في الإطار الشبابي للحركة "اتحاد الشباب الإسلامي" ومسئولا شبابيا في منطقة الشيخ رضوان.
حصل الشهيد على العديد من الدورات التأهيلية في مجال العمل الشبابي منها: دورة تنشيط مخيمات صيفية، ودورات الأحكام والتلاوة ودور في المجال الفني "نشيد ومسرح"، وحصل على دورة في فن ألعاب القوى.
عمل الشهيد شادي منشدا وممثلا في رياض الأطفال، وله علاقة طيبة في نفوس الأطفال فهو على علاقة جيدة بكل رياض الأطفال التي كان يذهب إليها.
شارك في العديد من الأشرطة التي كانت تصدرها فرقة النور "عشاق الشهادة". ومن أبرزها : "جنود الحق – الفارس القادم – راحوا الحبايب".
وكان عضوا أساسياً من أعضاء الفرقة، ومسئولا مالياً، بجانب مسئوليته في فرقة النشيد، كما شارك في العديد من الحفلات الإسلامية.
عمل الشهيد الكحلوت في صفوف القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" في عهد القائد مؤسس "قسم" "أبو عرفات" محمود الخواجا، وهو لا يتجاوز من العمر 18 عاما، وكان مرشحا للاستشهاد أكثر من مرة كان أبرزها عملية مفرق بيت ليد البطولية التي نفذها الشهيدان أنور سكر وصلاح شاكر والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة، ولكن منعته الأقدار من ذلك، وكان من أصدقاء الشهيد هشام حمد، الذي نفذ العملية البطولية في مفرق الشهداء "نتساريم" وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 12، مات منهم الرابع متأثرا بجراحه بعد ذلك.
عمل في صفوف سرايا القدس التي كانت امتدادا لعمل القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" في ظل انتفاضة الأقصى المباركة، وكان من أبرز أصدقائه الشهيد نبيل العرعير، والذي كان المنتقم الأول في انتفاضة الأقصى.
عانى الشهيد شادي الكحلوت الأمرين في سجون السلطة الفلسطينية، حيث اعتقل أكثر من مرة و تعرض لأشد أنواع التعذيب. فقد اعتقل للمرة الأولى عام 1996عقب عملية بيت ليد فقضى في معتقله خمسة عشر شهرا تحت التعذيب الذي تسبب له بأمراض عديدة.
كما اعتقل ثانية إثر عملية "ديزنغوف" البطولية التي نفذها المجاهد البطل رامز عبيد، واعتقل للمرة الثالثة يوم استشهاد رفيقه الشهيد نبيل العرعير الذي نفذ عملية كسوفيم الشهيرة بتاريخ 26-10-2000.

استشهاده
بعد استشهاد صديقه نبيل العرعير، تمنى أن يكون هو المنتقم الثاني ليلحق بأخيه وصديق معاناته الشهيد نبيل، وقد حقق الله له ما تمناه وسعى من أجله، وكان تحقيق حلمه وأمنيته ويوم زفافه 4/2/2001م، ليلقى كوكبة الشهداء بعد تأخر عنهم لبضع سنين بعد أن عانى في هذه السنين الكثير من المصاعب، ولكنه في نهاية بل بداية الطريق يستريح، ليترك العنان للمجاهدين من بعده ليكملوا سلسة الدم والانتقام.

(المصدر: سرايا القدس، 4/2/2001)