الشهيد أكرم عقيلان: فارس مقدام وأسد همام

الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد "أكرم محمود عقيلان" "أبا محمود" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة في الحادي والثلاثين من مارس عام 1980Ù…. Ø­ÙŠØ« تربى الشهيد في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، تلك الأسرة التي هُجرت كباقي الأسر الفلسطينية من بلدتها الأصلية "الفالوجا".
تتكون أسرته من والديه وأربعة من الأبناء، وستة من البنات، وقدّر الله أن يكون الشهيد هو السادس بين الجميع والثاني بين الأبناء. Ø¯Ø±Ø³ الشهيد/ "أكرم عقيلان" في مدرسة غزة الجديدة فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة الرمال، وأنهى دراسته الثانوية في مدرستي ابن سينا والكرمل. ÙˆØ§ØµÙ„ الشهيد تعليمه فالتحق بكلية التربية - جامعة القدس المفتوحة  "فرع غزة". Ø§Ø±ØªØ¨Ø· الشهيد بعلاقات ممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع.  
تزوج الشهيد برفيقة حياته، قبل نحو أربعة أشهر، في منتصف أكتوبر 2003م، وترك الشهيد زوجته حامل.

صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان الشهيد "أبا محمود" إنساناً عظيماً طيب النفس، محباً للأطفال ومُحباً لأصدقائه، بسيطاً ومتسامحاً، وكان دائم الزيارة لأم الشهيد "علي العيماوي".
كان الشهيد "أبا محمود" دائم التفقد لإخوانه ويشعر تجاههم بالمحبة والأخوة الصادقة.
كان الشهيد "أكرم عقيلان" دائم الزيارة والصلة لأرحامه وأخواته المتزوجات، Ù…حبوباً جداً من قِبل والديه، حيث كان مطيعاُ لهما ومقرباً منهما، Ø­Ø±ÙŠØµØ§Ù‹ على الصلوات الخمس في المسجد، ويحث إخوته وأبناء أخواته عليها ويدعو الجميع للمواظبة عليها. كان يردد كلمات وأقوال الشهيد الدكتور"فتحي الشقاقي" ويستشهد بها في كل مناسبة. Ù…عجباً بالشيخ الشهيد القائد "محمود طوالبة".
كان أقاربه يثقون به بدرجة كبيرة ويأتمنونه حيث كانوا يرسلون له الأموال للتصدق بها على الفقراء والمساكين.
قبل استشهاده بيوم وبالتحديد ليلة الثلاثاء 10/2/2004Ù…ØŒ كان يجتمع في منزله بعض أصدقائه من حركة الجهاد الإسلامي وطلبوا منه أن يتناولوا عنده طعام الغداء فوعدهم بتناوله في بيته يوم الجمعة، وبدأ وأخيه يحضران لذلك، ولم يكن أحد يعلم ما يخبأه القدر، فقد شاءت إرادة الله أن يكون يوم الجمعة هو ثالث يوم في عرس استشهاده ليتناول الجميع طعام الغداء، ويتحقق وعد الشهيد لأصدقائه. 

مشواره الجهادي
منذ تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الجهادي منذ كان شبلاً، ليلتحق بمجموعات العمل السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الشاطئ والتي كان يترأسها آنذاك الشهيد "عماد أبو أمونه".
كان شهيدنا الفارس "أكرم عقيلان" من الأصدقاء الحميمين للشهيد المجاهد "علي العيماوي"، وقام بتوزيع البيانات في عرسه.
عمل شهيدنا المجاهد في صفوف الجماعة الإسلامية - الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في المدارس والجامعات. Ø¹Ù…Ù„ شهيدنا "أكرم عقيلان" مع الشهيد القائد "عبد الله السبع" في لجنة الفعاليات المركزية لحركة الجهاد الإسلامي. Ø´ØºÙ„ شهيدنا "أبا محمود" عضوية الهيئة الإدارية لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الشاطئ - وعمل مسئولا للجنة الفعاليات حتى استشهاده. Ø¹Ù…Ù„ الشهيد "أكرم عقيلان" موظفاً في جمعية الإحسان الخيرية - فرع مخيم الشاطئ.
شارك الشهيد "أبا محمود" في إحياء العديد من المناسبات العامة ومناسبات حركة الجهاد الإسلامي، فكان يشارك بفاعلية في أعراس الشهداء وفي إحياء مناسبات الأعياد.
كان شهيدنا الفارس "أكرم عقيلان" أمير شباب حركة الجهاد الإسلامي في مسجد عبد الله بن عمر "السوسي"، كذلك كان أمير مركز تحفيظ القرآن الكريم ومحفظ للأشبال في المسجد.
شارك شهيدنا المجاهد في الإعداد والتنفيذ لدورة الكشافة للأشبال مع الشهيد المجاهد "عبد العزيز الشامي" قبل نحو الشهر. Ø§Ù„تحق شهيدنا الفارس "أكرم عقيلان" في صفوف سرايا القدس منذ بداية انتفاضة الأقصى المباركة.
أعد شهيدنا الفارس نفسه كاستشهادي، حيث قام بتصوير وصيته على شريط فيديو إلا أنه لم يقدر له القيام بعملية استشهادية، فلم يكن أجله قد حان بعد.
قام الشهيد "أكرم عقيلان" بتنظيم الشهيد الفارس "عاهد المباشر" في صفوف سرايا القدس، حيث قام الشهيد المجاهد "عاهد المباشر" بتاريخ 8/6/2002م بتنفيذ هجوم استشهادي بحري على المسبح السياحي لمغتصبة "دوغيت".
شارك الشهيد "أبا محمود" في العديد من عمليات رصد الأهداف العسكرية للمجاهدين، وخلال عمليات الرصد في المناطق الشرقية لبيت حانون استوقفت دورية للمخابرات الفلسطينية - المجموعة التي كان من ضمنها الشهيد "أكرم عقيلان" وبفضل الله تمكن الجميع من العودة سالمين.
عُرف الشهيد "أكرم عقيلان" بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، وتشهد له بذلك أراضي بلدة بيت حانون والشجاعية في أكثر من مرة، حيث كان الشهيد دوماً يخوض معارك باسلة ضد الجنود الصهاينة.
شارك الشهيد في إطلاق صواريخ على مغتصبات "كوسوفيم - نتساريم - كفار داروم - دوغيت - منطقة أبو العجين".
شارك الشهيد المجاهد بنفسه بتاريخ 17/3/2003Ù… في زرع وتفجير عبوة ناسفة بدبابة صهيونية عند مغتصبة "دوغيت" الأمر الذي أدي إلى تدمير الدبابة بالكامل. Ø´Ø§Ø±Ùƒ الشهيد المجاهد في إطلاق قذائف (R.B.G) على ثكنة عسكرية في بلدة بيت حانون.

استشهاده
بعد أن صلى شهيدنا الفارس المقدام "أكرم عقيلان" صلاة الفجر في مسجد "السوسي" كعادته كل يوم، وبتاريخ 2/11/2004وعند عودته إلى المنزل سمع صوت المذياع يهلل بالأناشيد الوطنية، فقال له أحد أصدقائه ربما يكون هناك اجتياح لمنطقة ما، فقام شهيدنا الفارس "أبا محمود" بمتابعة الأخبار وما أن سمع أن هناك اجتياح صهيوني غاشم لحي الشجاعية حتى امتشق سلاحه من طراز (M16) وصاروخين مضادين للدروع، وركب سيارته وتوجه برفقه أحد أفراد مجموعته إلى منطقة الاجتياح، وفي الطريق قال لزميله الذي خرج معه، أُدعُ الله أن يرزقنا الشهادة اليوم، وخاض هناك برفقة إخوانه المجاهدين والمقاومين معركة شرسة وباسلة مع جنود الاحتلال المتمركزين على أسطح البنايات، وبدأ شهيدنا الفارس المقدام "أكرم عقيلان" بالتقدم شيئاً فشيئاً صوب البنايات التي يعتليها جنود الاحتلال الصهيوني، فقال له رفاقه في الدرب ارجع إلى الوراء قليلاً فالمنطقة لديك مكشوفة، لكنه لم يأبه وواصل التقدم وهو يطلق زخات كثيفة من النيران صوب الجنود إلى أن باغتته الرصاصات الحاقدة من أحد القناصة الصهاينة لتستقر في صدره وقدمه، وها هو شهيدنا المغوار عاد شهيداً كما تمنى، ولسان حاله يقول: ﴿وعَجلتُ إليكَ رَبِّ لترَضَى﴾ [طه: 84].

وصية الشهيد المجاهد أكرم محمود عقيلان (أبا محمود)
﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم﴾ صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين ناصر المجاهدين.. ومذل الكافرين.. والصلاة والسلام على قائد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم،،
أنا العبد الفقير إلى الله "أكرم محمود عقيلان" ابن الإسلام العظيم، وجندي من جنود سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي… أهب نفسي إلى الله تعالى راجياً منه أن يتقبلها في عباده الصالحين، ولا أزكيها عليه وأحتسبها كذلك إن شاء الله على درب الشهداء... أبا عرفات وإسماعيل المعصوابي وعلي العيماوي ومهند أبو حلاوة.
لقد طال صبرنا على مجازر أحفاد القردة والخنازير، لقد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، ولقد تجبر هذا البغل شارون الحقير ونسي أن الله له بالمرصاد... ونسي جند السماء وجند
الأرض.. الذي أسأل الله أن يجعلني معهم وأن يمكنني من رقاب يهود... وأن يشفي بشهادتي صدور قوم مؤمنين، وأن يزلزل الأرض من تحت أقدام الصهاينة... وأن ينزل العار بالمساومين المتسولين.

وأسأل الله أن يجمعني مع نبيه محمد في جنات الفردوس الأعلى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

(المصدر: سرايا المقدس، 11/2/2004)